بيروت | Clouds 28.7 c

من اوراق حسن صبرا/ حديث مع مراقب الاخوان المسلمين في انطالية

 

من اوراق حسن صبرا
حديث مع مراقب الاخوان المسلمين في انطالية 
الشراع 12 شباط 2023


دعاني النائب السوري السابق مأمون الحمصي لحضور اول مؤتمر للمعارضات السورية عقد في مدينة انطالية السورية التي تحتلها تركيا ( مول عقد هذا المؤتمر الذي حضره نحو 400 شخص . رجل الاعمال عمر سنقر الذي انتزع منه رامي مخلوف وكالة سيارات مرسيدس بالقوة فهرب عمر واشقاءه خوفاً من انتقام ابن خال بشار منه ،والتقيت في المؤتمر غسان عبود الذي كان يملك محطة فضائية انتشرت بكثافة بين السوريين فاراد رامي مشاركته فيها فلما رفض سجن والده فهرب غسان الى دبي واطلق فضائية الشرق واصبحت اقوى فضائية سورية معارضة ومشاهدة في الداخل وفي الخارج بين السوريين ومعارضي نظام الاسد) 
المؤتمر عقد في شهر ايار / مايو 2011 بعد مرور شهرين على انتفاضة الشعب السوري ضد آل الاسد 
ومأمون الحمصي اعلن تأييده للانتفاضة الشعبية وصرت التقيه في القاهرة ، وبعد ان ترك مصر توجه الى اميركا وبالمصادفة التقيته وهو ينظم اعتصاماً امام الامم المتحدة في نيويورك ، وبعد فترة صعقتني صورته وهو يبيع الشاي والقهوة في احد الشوارع الاميركية ليعتاش في غربته !!
في انطالية التقيت المراقب العام السابق للاخوان المسلمين السوريين منير الغضبان ( رحمه الله ) ، وسجلت معه حواراً قلت له فيه : حاج منير .. لماذا تريدون السيطرة على اول مؤتمر يعقد للمعارضة السورية في الخارج ؟ لقد شاهدت اخوكم ايهم الدروبي في ردهات المؤتمر ، يتحرك ويتكلم كأن المؤتمر هو مؤتمر الجماعة ، وقد علمت ان ابرز شخصية سياسية فكرية في الخارج د .برهان غليون رفض حضور هذا المؤتمر بسبب وجودكم الكثيف فيه ومحاولة إظهار انكم انتم المعارضة السورية ومن عداكم كلهم تحت جناحيكم ..
ابتسم الشيخ الغضبان رحمه الله وهو يقول لي : يا استاذ حسن نحن الاخوان المسلمون في سورية ضباطاً من غير جنود ! ولما شاهد الدهشة او ما يشبه رفض تصديق هذا الكلام على وجهي قال : اي لكن ، حافظ الاسد اصدر القانون 49 الذي ينص على اعدام كل من ينتمي الى جماعة الاخوان ، ثم ابتسم ساخراً وهو يقول : هل تعلم ان الاسد اعدم شيوعيين بزعم انهم اخوان ، وصار يعدم كل من يعارضه او يكتب ضده حتى لو كان بعثياً عراقياً او من انصار ابو عمار!!
فكيف تتخيل ان يبقى اخوان مسلمون في سورية ؟ لقد غادر الاخوان سورية منذ العام 1981 بعد صدور القانون واعدام العشرات منا ومن القوى الاخرى ، اي منذ ثلاثين سنة ، وكان مستحيلاً ان ينضم جيل جديد الى ما تبقى من جماعاتنا في الداخل ، وبالتالي اصبحنا في الخارج ضباطاً من غير جنود .
في هذه الاثناء كان رجب طيب اردوغان اقنع باراك اوباما بأن يتولى هو الحديث مع بشار الاسد ليستوعبه ، فوافقه معدوم الضمير اوباما ، فأرسل اردوغان وزير خارجيته احمد داوود اوغلو ، الذي اقسم على ولائه لجماعة الاخوان في عمان في الاردن ،ليقابل الاسد وليعرض عليه صفقة ان يساعد اردوغان الاسد على اخماد الثورة في مقابل ان يشرك الاخوان المسلمين في السلطة
رفض الاسد بشدة ففتح اردوغان ابواب مرور الجماعات المتشددة للدخول عبر اراضيه الى سورية مثلما فتح الاسد السجون لإطلاق المتمسلمين للانخراط في صفوف المعارضة السورية ليقتلوا ويفجروا ويرتكبوا المجازر ضد المدنيين وإلحاق كل هذه الموبقات بالانتفاضة الشعبية المدنية والمسالمة من تاريخه وحتى الآن ، ولقد تفرغ هؤلاء لمقاتلة ضباط الجيش الحر ونشطاء الانتفاضة واعلامييها ويفجروا محطات اذاعية تبث اغنيات حماسية ، ومن ثم تنازعوا فيما بينهم فصاروا قاعدة وهيئة تحرير الشام ثم داعش وغيرها من المسميات ، وخضعوا جميعاً لسيطرة استخبارات اردوغان توجههم لمقاتلة جماعات بشار ساعة يريد اردوغان الضغط عليه ، ويلزمهم الصمت في اي وقت يتفق فيه مع مجرم الحرب فلاديمير بوتين 
اين بقي اخوان مسلمون في تركيا بعد ان اختلف اردوغان مع داوود اوغلو الذي انتزع منه بلديات اسطنبول وانقرة وازمير ؟ 


الشراع

 

يرجى الضغط أدناه لقراءة مواضيع اخرى متعلقة: