مجلة الشراع 7 كانون الأول 2020

كان الرئيس رفيق الحريري يأخذ علي حماسي لإنتخاب العماد اميل لحود وكان قائداً للجيش اللبناني لرئاسة الجمهورية ، وكانت الكيمياء معدومة بين شخصيتي الرجلين وطبيعة تفكير كل منهما بين رجل اعمال ناجح تفوح سمعته وانجازاته القارات كما تأثيره وقد بدأ مشروعاً انمائياً في لبنان اهله مع الفراغ السني الذي يملأ الساحات العربية لأن يكون رمزاً عربياً وطنياً سنياً في لبنان

الى جانب هذه المكانة للحريري كان قسم كبير من اللبنانيين يطوق لأن يجد قائد الجيش اميل لحود الذي يحبه اللبنانيون لتواضعه ونزاهته ووطنيته شريكاً للحريري في ادارة البلاد وإنهاضها من آثار الحرب الاهلية وتداعياتها

وكنت على قناعة بأن انتخاب لحود رئيساً للجمهورية سيوفر للبنان فرصة بتعاونه مع الحريري بالتخلص من الابتزاز الذي يمارسه ضده الثنائي الياس الهراوي ونبيه بري وغيرهما من السياسيين في كل مشروع او انجاز يقدم عليه الحريري

لم يكن الحريري الذي احبه مرتاحاً لهذه الدعوة بسبب فقدان الكيمياء بينه وبين لحود ودخل اولاد ال... ليبخوا ضدي عند الحريري .

وفي احدى مجالستي للرئيس المظلوم في سيارته التي يقودها بنفسه من مقر رئاسة الحكومة في الصنائع الى منزله لتناول طعام الغداء معه قال لي حسن انت تحب العسكر ، وانت تعتقد ان كل ضابط في الجيش هو جمال عبد الناصر ، وتابع وانا مصغ اليه وهو يقود السيارة ببطء: انا حسن انت بتعرف اني كنت في حركة القوميين العرب عندما كانت ناصرية وكلنا كنا ناصريين ، ولكن عبد الناصر رحل وانت مصمم على انه لم يرحل .. ثم استطرد قائلاً : هذا التعبير مش من عندي ، السفير المصري عادل الخضري وهو صاحبك قال لي بحضور نهاد (المشنوق ) مشكلة حسن صبرا انه يعتقد ان جمال عبد الناصر لسه عايش، استمعت الى كل كلمة قالها الرئيس الذي سأظل محباً له ما حييت فلما فرغ من كلامه وكنا وصلنا الى مسجد قريطم قبل منزله بحوالي مئة متر قلت له :

دولة الرئيس وهل تعتقد انني ارى ان لبنان يتحمل وجود جمال عبد الناصر فيه ؟ انا ناصري واقول ان لبنان لا يتحمل مشروعاً بحجم مشروعه وهو كان يتصرف على اساس ان لبنان اضعف من ان يدخل في مشروعه الكبير لذا اكتفى بأن يكون في لبنان شخص كفؤاد شهاب مخلص وإصلاحي ولا يتآمر على مصر والعرب

وصلنا الى دار قريطم وختمت كلامي قبل ان انزل من السيارة

دولة الرئيس لبنان يحتاج فؤاد شهاب ، وانا ارى ان اميل لحود يشبهه فرد وقد اصبحنا على مدخل الدار :

حسن انت غلطان.. ولن ازيد

الشراع في 7/12/2020