عطر ياسمين الشام ... ولكن!! كتب: حكمة ابو زيد
الشراع 21 كانون الأول 2024
شخصيا"، بطبعي وتربيتي، عاشق للحرية، وكاره للظلم والظالمين،وداعم لمن ينشط في رحاب هاتين القيمتين الانسانيتين. وبوحي منهما أؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها، واختيار نظام الحكم لأوطانها عبر القواعد الديموقراطية ووسائلها وأساليبها. واعتقد، أن علاج شوائب الديموقراطية والحرية هو في "المزيد من الديموقراطية والحرية" كما كان يقول الكبير غسان تويني.
لذا تراني، اليوم، أنأى بنفسي وقلمي عن التعليق سلبا" أو إيجابا" عما حدث في سوريا وما قد يحدث مستقبلا". "أهل مكة أدرىبشعابها." المهم لدي هو انعكاس ما يحدث في سوريا على لبنان واللبنانيين، ومدى كفاءة الحكم في لبنان على التعاطي مع هذا الانعكاس. وبقدر ما هو مرفوض حشر "الانف" اللبناني في الشأن الداخلي السوري ، مرفوض أيضا" أن يرمح الحصان السوري في الميدان السياسي اللبناني . سوريا دولة سيدة في أرضها وعليها ولبنان دولة مستقلة في أرضه وعليها. جاران متلاصقان ولكن كل واحد منهما في بيته وحدوده.
وكثيرون كثيرون عانوا من "الزمن السوري " في لبنان. ولذا نتفهم دوافع الابتهاج بزوال أهل هذا الزمن من عاصمة الامويين ولكن حذار ان يتحول هذا الابتهاج الى الارتماء في أحضان أهل " الزمن الجديد" في دمشق حتى قبل أن يسخن وجودهم فيها!! لا عداوة، لا خصومة، لا قطيعة، ولا انبطاح. احترم نفسك يحترمك الآخرون. كمان، خطأ فادح ان نكون " نعاميين" وندفن رؤوسنا في رمل التجاهل والتباطؤ بانتظار ان تتضح الصورة فيصح فينا المثل: " من سبق شم الحبق". عطر ياسمين الشام ينعش الروح ولكن الكثير منه يوجع الرأس.
"عند تغيير الدول احفظ راسك " والمنطقة اليوم تعبر مرحلة هذا التغيير. المطلوب من اللبنانيين ان يعوا ذلك ويعملوا، كلهم، على حفظ لبنان السيد الحر الموحد المتنوع ضمن حدوده الراهنة المعترف بها دوليا". وسيلفظ التاريخ ويلعن المستقبل كل متوانٍ ومقصّر ومتردد ولاهث وراء منفعة خاصة. انه زمن نكون أو لا نكون وقرارنا ان نكون وان يبقى لبنان.
حكمة .س. ابو زيد
صحافي وكاتب سياسي