تعليقاً على حرق منزل الحسيني الملقب بالشيخ!! / كتب: احمد خالد - الشراع 27 كانون الأول 2024
الحلقة السادسة من كتاب حسن صبرا: سورية سقوط العائلة - عودة الوطن مصطفى طلاس خدم الثورة من حيث لا يعلم
الحلقة السادسة من كتاب حسن صبرا: سورية سقوط العائلة - عودة الوطن
مصطفى طلاس خدم الثورة من حيث لا يعلم
الشراع 27 كانون الأول 2024
الخطوة التنظيمية المتواضعة الاولى للجيش الحر، كانت بتشكيل كتائب في كل منطقه تكاثر فيها الجنود والضباط المنشقين ، وكان ابرزها كتيبة خالد بن الوليد والفاروق في حمص والرستن وكتيبة القاشوش من حماه ( نسبة للمظلوم ابراهيم قاشوش..) ثم كتيبة ابراهيم هنانو في حلب وكتيبة القعقاع في ادلب وكتيبة الهرموش نسبة للضابط الحر المختطف حسين الهرموش ،وكتيبة الطفل المظلوم حمزة الخطيب في درعا مهد الثورة. .
وتعمم تشكيل الكتائب الثائرة.. وكانت الرستن المدينة التي ولد فيها وزير دفاع سورية لعقود مصطفى طلاس صديق حافظ الاسد السابق ، هي المدينة السنية التي ينتمي اليها عدد كبير من ضباط جيش الاسد وكان ابرز الضباط المنشقين منها هو المقدم عبد الرزاق طلاس ،الذي يقود كتيبة الفاروق في الرستن. ،ثم كان الحدث الابرز وهو انشقاق العميد مناف طلاس قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري في شهر تموز 2012. وقد بات قبلها معروفا انه كان شبه محاصر في منزله، قبل ذلك بعدة اشهر قبل ان يخرج سراً من دمشق عبر عدة طرق الى باريس ،ليلتحق بوالده وشقيقه فراس الذي كان يرسل مساعدات لكتائب الثوار في الرستن.
كان مصطفى بنا في مدينته تمثالاً هو الاضخم للرئيس في كل سورية ،وهو ايضا بنا المجموعة الاكبر من الضباط في الجيش السوري نسبة لعدد سكان الرستن. لكن هاتين الهديتين مجال فخر مصطفى طلاس سرعان ما تم تحطيمهما مع بداية ثورة الشعب السوري ضد النظام ،
حطم الثوار تمثال حافظ ،وانخرط مئات الضباط والجنود في كتيبة هي الاهم في قتال جيش بشار الاسد.
والاهم بعد ذلك ان رجل الاعمال السوري المعروف ابن العماد مصطفى طلاس البكر فراس المتمول الكبير في باريس، هو واحد من ممولي الثورة الشعبية في سورية ضد بشار وشقيقه ماهر.
الابن الاخر لمصطفى طلاس العقيد مناف طلاس ،الذي ادخله الاسد القيادة القطرية لحزب البعث ،كان مقربا جدا من بشار الاسد ،وقد تعارف مناف وبشار عن طريق والديهما مصطفى وحافظ، وعندما كبرا والتحقا بالجيش وبعد رحيل الاب وتسلم الابن السلطة.. ساد اعتقاد بان مناف سيؤدي دور والده قرب بشار داخل الجيش اولاً.
لكن الثورة الشعبية في سورية قلبت كل المقاييس فمصطفى مريض، وفراس يمول الثورة ومناف انشق وحاولت جهات عده الترويج له ليكون رئيس حكومة انتقالية تخلف الاسد، لكن قادة في معارضة الداخل والخارج لم يتجاوبوا مع هذه المحاولات.
ادت الانشقاقات التي حصلت ونشوء الجيش الحر وانصرافه الى حماية الناس وخوض معارك عسكرية دفاعية في مواجهة جيش الاسد ،الى حالة جديدة في الجيش الاخير، حيث بات قادته يمتنعون عن زج كامل القطاعات العسكرية في المواجهات المباشرة.
راحوا يتبعون اسلوباً جديداً معتمدين على ما يسمى عناصر النخبة في محاصرة المدن ،ويدفعون امامهم الجنود الذين يؤدون الخدمة الإلزامية لقتال المتظاهرين ،ويبقى ضباط وجنود النخبة في الخطوط الخلفية.
لم ينقسم الجيش السوري بين جيش حر وجيش الاسد فقط، بل انقسم جيش الاسد نفسه الى ضباط علويين ومسيحيين في الخلف يعطون اوامر القتل ،وجنود سنة في الصفوف الامامية يقتلون ويقتلون في مواجهات مع الجيش الحر ،وهؤلاء الجنود يهربون عندما تسمح لهم الفرصة، ليزيدوا من اعداد الجيش الحر بالمئات اسبوعياً.
المقدم حسين هرموش يرفض الخضوع للإخوان المسلمين وضابط تركي علوي يسلمه للأسد
———————
كيف بدأ المقدم حسين هرموش انشقاقه عن جيش الاسد؟
المقدم حسين هرموش هو من أوائل الضباط المنشقين في جيش الاسد ،وهو من قرية ابلين في جبل الزاوية في ادلب. يحمل البكالوريوس في الهندسة اجرى دورات عسكرية بعضها في روسيا والمانيا ، متزوج ولديه اربعة اولاد هو مواليد 1972 هو ابو براء اسم ابنه الاكبر.
انشق في حزيران يونيو 2011 ووصل الى المناطق الوعرة في جبل الزاوية وعائلته اولا، والمنطقة كانت ملاذاً لهاربين من بطش جيش الاسد.
عندما اشتدت الملاحقات الأمنية لجأ الى تركيا وانضم الى مخيمات اللاجئين التي اقيمت في منطقة انطاكيا (هاتاي بالتركي )ثم بدأ تدفق العسكريين المنشقين من ضباط ومجندين( 20 ضابطاً و 75 مجنداً) حيث جمعتهم السلطات التركية في مخيم خاص بهم ،وفرضت قيوداً مشددة على حركتهم.
كانت لجنة تركية امنية تستقبل العسكريين وتحقق معهم وتفتح لكل واحد منهم ملفاً للتوثيق.
بعد اشتداد هجمات جيش الاسد على المدنيين وسقوط الآلاف منهم وتزايد اعداد المنشقين في الداخل، حاول هرموش التواصل مع عدد من الضباط في الداخل من اصدقائه ومعارفه، واسس معهم حركة الضباط الاحرار التي سرعان ما انضم اليها العشرات من المنشقين في درعا وادلب وحمص.
السلطات التركية لم تسمح بتوسع حركة المقدم هرموش والتواصل مع الضباط والعسكر خارج المخيم، وكانت تفرض بشكل دائم نوعاً من الرقابة على تحركاته ،فشعر بنفسه انه خرج من حصار الى حصار .وهذا ما دفعه الى التفكير للخروج من المخيم والتواصل مع المنشقين في الداخل والخارج.
في هذه الاثناء توجه وفد من مؤتمر التغيير السوري ،الذي كان قد عقد في انطاليا في نهاية ايار مايو بداية حزيران يونيو 2011 الى مخيم الطنوز (حضر المؤلف هذا المؤتمر )وضم الوفد صلاح الدين بلال،وهو ناشط سياسي ، عضو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر السوري للتغيير، وناشطين آخرين.
ذهب بلال بتكليف من المكتب التنفيذي للمؤتمر بهدف التواصل مع هرموش وغيره من الضباط ،والتعرف على حاجيات الضباط والجنود ومشاكلهم.
تم اللقاء بناء على طلب المقدم هرموش حيث كان تواصل مع بلال هاتفياً، منذ مجيئه الى المخيم وكان لقاء يستدعي موافقة قائم مقام المنطقه ومختار القرية المسؤول عن المخيم ،واستغرق اللقاء نحو ساعتين واهم ما بحث:
1. تحدث هرموش عن دافعه للثورة وهي المعاناة عندما شاهد جيش الاسد يقصف المدن ويقتحمها ويقتل المدنيين. تحرك ضميره ورفض ان يشارك في قتل ابناء شعبه مما دفع به الى عصيان الاوامر والتوجه والهروب الى جبل الزاوية ،ومنها الى المخيم راكباً على الدواب والدراجات بمساعدة شباب من الثوار.
2. طلب مساعدة مالية وعسكرية للتحرك ضد جيش الاسد ،ودعم حركة الضباط الاحرار.
3. المساعدة على ان يخرج من المخيم للعمل داخل الاراضي السورية ضد جيش الاسد .
4. تحدث عن تواصل عدد كبير من المعارضين وشخصيات وطنية في الخارج معه ،ومنهم نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام بواسطة نجله جهاد، وجماعة الاخوان المسلمين عبر مرشد الجماعة رياض الشقفة، الشيخ عدنان العرعور وبرهان غليون ومحمد زهير الصديق وشخصيات سورية في السعودية فضلا عن اطراف سلفية واصولية من الطليعة المقاتلة ،في جماعة الاخوان واطراف اسلامية من طرابلس شمال لبنان.
هؤلاء جميعاً عرضوا دعمه والوقوف بجانبه مع جماعته. كان هرموش يشعر ان معظم هذه الاطراف من الذين يتصلون به تريده ليكون عوناً لها في حملته ضد بشار ،ليقول كل طرف انه يملك قوة عسكرية مسلحه لتعزيز موقعه السياسي تجاه الاخرين.
محمد زهير الصديق اتصل به ووعده بتقديم دعم كبير، وكل ما يحتاجه في مواجهته لجيش بشار.
بعد مرور نحو شهرين لم ينفذ اي طرف اي امر لهرموش ،ربما بسبب المضايقات التركية التي كانت تصادر حتى الورقة البيضاء اذا وصلت الى هرموش وكان مستحيلاً ان يتم دعمه او ايصال اي قرش مالي او اقتصادي او عسكري.
كانت السلطات التركية تصادر او تمنع اي زائر للمخيم من حمل اي مبلغ مالي ولو كان ليرة تركية، كانت تأخذ اموال الزائرين قبل لقاء هرموش ثم تعيدها عند مغادرتهم المخيم.
طلب هرموش من صلاح الدين بلال دعماً حقيقياً على الارض ،يتمثل بإيصال سلاح وتأمين العساكر المقاومين في الخارج المنشقين في الداخل ليتمكنوا من مواجهة جيش الاسد.
عرض بلال هذه المطالب على زملائه في قيادة مؤتمر التغيير ،وشرح المعاناة التي يعيشها المنشقون في المخيم التركي ،والذي كان يبتعد عن الحدود السورية نحو 500 متر، اي على خط نار مباشر وكان يشرف على المخيم مخفر سوري على تلة يستطيع عناصره قتل اي لاجئ سوري يتحرك داخل المخيم التركي. كان جنود الاسد يصورون كل تحرك داخل المخيم ويحصون انفاس من بداخله.
سأل بلال عن الوضع الجغرافي للمخيم ،ولماذا يوضع تحت رحمة فوهات بنادق جيش الاسد.
كان ضابط المخيم التركي يرد بأن "المنطقة هنا مؤمنة ب200 عسكري تركي بأحدث الاسلحة والأجهزة والقناصات فضلاً عن طائرة حوامة قرب المخيم ودبابة ومدرعة قريبة منه للتعامل مع اي هجوم سوري محتمل.
الزيارة الثانية تمت بعد ثلاثة اسابيع والتقى بلال مع هرموش والعقيد رياض الاسعد والعقيد محمد حجازي والنقيب محمد مشهور الذين كانوا التحقوا بهرموش الى المخيم. وكان مخيم الجنود الضباط السوريين محاطاً بحماية ضباط الاستخبارات وجنود اتراك . ثم حضر شخصان من الاخوان المسلمين السوريين ،خليل هنداوي وشخص اسمه ابو خالد استمع الثلاثة بلال وهنداوي وابو خالد الى مطالب الضباط الذين كانوا يتذمرون من اوضاعهم داخل المخيم بسبب الحصار التركي والمعاملة الرديئة التي تقيد حركتهم وتمنعهم من الاتصال مع اركان المعارضة والضباط السوريين. انفرد بلال بهرموش في جانب من المخيم ليحدثه بمطالبه حيث كان هرموش من اكثر المتحمسين للعمل على الارض ،واعترف لبلال انه يريد ترك المخيم و الدخول الى سورية لبدء الحركة المسلحة ضد النظام.
وذكر هرموش انه سيتصل ببلال عندما يصبح خارج المخيم، وبعد 48 ساعة واثناء تواجد بلال في منطقة انطاكيا اتصل هرموش ببلال قائلاً له :الآن اصبحت حراً، وانا الآن داخل الاراضي السورية ومعي بعض الشباب ونريد العمل المسلح وحشد الامكانات كي نواجه تحركات جيش الاسد.
قال ان لديه لائحة بطلباته تتضمن سلاحاً ل 12 كتيبة كان يطمح لتشكيلها خلال مدة ثلاثة اشهر موزعة على كافة المناطق في سورية . ولم يمض وقت طويل حتى تم تشغيل ثلاث كتائب منها، كانت مسلحة ذاتياً من الاسلحه التي غنمتها من جيش الاسد:
- الكتيبة الاولى في منطقة الرستن التي كان يقودها الملازم اول عبد الرزاق طلاس.
- الكتيبة الثانية في المنطقة الجنوبية يقودها الملازم اول قيس القطاعنة.
- الكتيبة السادسة في المنطقة الوسطى يقودها الملازم احمد الخلف.
بعد ذلك أعلن عن كتيبة اخرى بقيادة الملازم عبد الله عودة في المنطقة الشمالية قرب حلب. الكتائب الاكثر عدداً وفاعلية هي التي تضم عسكريين وجنود فارين في المنطقة الوسطى وفي مناطق جبل الزاوية.
واذا اضفنا وجود مدنيين مسلحين بأسلحة خفيفة فإن كل كتيبة كانت مشكلة من حوالي 200 جندي وضابط.
كان المقدم هرموش يحتاج الى مساعدات مالية لتسهيل الحركة والاتصال وشراء بعض الحاجيات في الداخل ،وطلب اجهزة اتصال. كان يريد تسليح 12 كتيبة تمتد من دير الزور حتى درعا ودمشق والمنطقة الساحلية.
خلال مرحله التحضير الاولى حصلت مواجهات بين الضباط الاحرار وجيش الاسد في مناطق حماه وحمص بالرستن وادلب ،وشنوا هجمات ضدجيش الاسد اسفرت عن خسائر في صفوف الضباط الاحرار.
في هذه الفترة كان عمل حسين هرموش مقتصراً على القضايا اللوجستية بالاتصال مع الكثير من الضباط العاملين في الجيش ليحفز هم على الانشقاق والتخطيط لعمليات ضد النظام ،والانشقاق بأعداد كبيرة من الجيش بأسلحتهم.
كان التواصل مع رتب عالية منهم قادة الوية في الجيش ،للانشقاق وتوسيع قاعدة حركة الضباط الاحرار ضد جيش الاسد.
كان هرموش مقيماً بشكل سري في منزل داخل الاراضي التركية ومعه اربع ضباط سوريين يساعدونه في التواصل، بينهم الملازم بسيم الخالد والملازم عبد الله عودة. اقتصر عملهم على التوجيه والعمل اللوجستي، وكانت مواجهات حقيقية تتم ضد جيش الاسد المعتدي على المدنيين السوريين ،وكانت عملياتهم في اطار الدفاع عن النفس.
انتقل هرموش ومن معه من الضباط الى منزل في مدينة غازي عنتاب.
يقول بلال ان هذا التحرك كان يتم من دون معرفة السلطات التركية ،وقد تم تأجير المنزل بأسماء مختلفة.
لكن السلطات التركية كانت تلاحق هرموش. وشعر الرجل بأن هناك من يلاحقه فخرج من غازي عنتاب وعاد الى انطاكيا واستأجر بيتاً ومن معه، وبعد عدة ايام اقتحم المنزل عدد من افراد الشرطة التركية لإعتقاله هو والضباط بتهمة الخروج من المخيم ؟والتحرك من دون اوراق ثبوتية و موافقة امنية.
جرت اتصالات مع جهات عدة لتركه حراً ،لكن سلطات الامن في انطاكيا اصرت على اقتياده لإعادته الى المخيم، على الرغم من انتظار مؤشرات بان الحكومة التركية كانت تعلم بتحركات هرموش ولا تمانع في ذلك ،لكن على ما يبدو ان الوعود التي كانت تعرض عليه انقلبت بعد ان اتضح حجم تحركه، وتأثيره على الارض داخل سورية .
خافت السلطات التركية من حركة هرموش ،ومن تصاعد مد حركة الضباط الاحرار وظهور 12 حالة انشقاق في فترة زمنية قصيرة علماً ان هرموش لم يكن خادعاً لاحد ،وبعيداً عن سيطرة او توافق مع الاخوان المسلمين الذين ارادوا السيطرة عليه ،وان تكون حركة الضباط الاحرار تحت وصايتهم.. وبعد ان كان ينسق مع العقيد رياض الاسعد في بداية تحركه، ظهر الخلاف معه واعلن الاسعد عن تشكيل الجيش السوري الحر تحت رعاية ودعم الاخوان ،وهذا ما وفر له الرعاية التركية. وكان خليل هنداوي وابو خالد هما صلة الوصل بين رياض الاسعد والاخوان ،وقد نجحا في اقناع رياض ان يكون تحت جناح الاخوان وهذا ما رفضه هرموش، لذا شكل الاسعد الجيش السوري الحر مقابل حركة الضباط الاحرار لحسين هرموش.
وهذا ما يفسر احتضان اردوغان لرياض الاسعد ومضايقة هرموش واعتقاله اول مرة.. ثم يعتقل للمرة الثانية بعد ان وصل الى المخيم التركي.
اعتبر هرموش ان اعتقاله كان اهانة كبيرة له ،وطعن في الظهر وخصوصاً ان طريقة التعامل كانت قاسية ،بعد ان اصرت الشرطة التركية على سوق الضباط وهم مقيدو الايدي بالأصفاد الى المخيم امام الناس والعساكر السوريين والاتراك.
ثار هرموش وبات كالآسد الجريح وصمم على الخروج نهائياً من المخيم ،علماً بانه طلب من السلطات التركية السماح له بالخروج السلمي لكن حكومة اردوغان، بواسطة ضباط الاستخبارات المسؤولين عن المخيم رفضوا السماح له بالخروج وحاولوا تهدئته في جلسات عدة معه ،ذاكرين له انه سيكون اكثر اماناً داخل المخيم خصوصاً بعد ان وصلتهم تقارير عن دخول عدد من رجال امن بشار لاغتياله وتصفية الضباط المنشقين في انطاكيا.
لم يقتنع هرموش بهذه الحجة ونجح في الهرب نهاراً بعد ثلاثة ايام والعودة الى احد المنازل داخل تركيا ،مصحوباً بعائلته والتواصل مرة اخرى مع المنشقين في الداخل، بعد ان وصل عدد الاتصالات مع جنود وضباط الى عدة الآف عن طريق سكايب وبرامج الاتصال الاخرى.
هذه الاتصالات كانت كلها مراقبة من الاجهزة التركية ،التي سارعت مرة اخرى وبعد ان حددت مكانه الى اعتقاله واعادته الى المخيم.
هنا بدأ على ما يبدو فصل الحلقة الاولى من الترتيب لمسلسل اختطافه.
تواصل ضابط امن تركي يدعى ابو محمد معه، عرض عليه مساعدته وتأمين السلاح له وكذلك الاوراق القانونية ليكون اكثر امناً في التحرك داخل الاراضي التركية.
ارسل الهرموش رسالة الى بلال يقول فيها ان ضابط استخبارات تركي برتبة نقيب يعرض عليه المساعدة عسكرياً وامنياً لتسهيل تحركاته وايصال الدعم الى الداخل. وقد رد بلال عليه بأن هذا العرض غير مقبول وغير منطقي ،خصوصا ان الاتراك ومن خلال اعتقاله اكثر من مرتين ،وارجاعه الى المخيم لا يبدون اي حسن نية تجاهه وتحركاته، فكيف يمكن مساعدته بما هو اهم عسكرياً؟
حذرته بان هذا العرض يحمل في طياته اسراراً خفية عليه التنبه لها ،(يقول صلاح الدين بلال) وكان هذا التحذير يوم 22/8/2011.
وفي 27/8/2011 ارسل هرموش رسالة اخرى قائلاً لبلال: صلاح ستسمع اخباراً جيدة خلال 24 ساعه ،فرد عليه بلال برسالة اخرى: أرجو ان تكون هذه الاخبار خيراً، لأنني لا اتلمس في هذه الايام خيراً خصوصاً ان الاوضاع كانت صعبة جداً حول المقدم هرموش.
في اليوم نفسه( 27/8/2011 ) كان صلاح الدين في الطريق الى فرنسا لشراء بعض اجهزة الاتصال التي كان طلبها هرموش للجيش المنشق، وبعد يومين من وصوله الى باريس اي يوم 29/8/2011 جاءه هاتف مساء وكان المتكلم هو شقيق المقدم حسين ابراهيم ،الذي كان معه في المخيم التركي وهو رجل امن سوري منشق، قائلاً له: ان المقدم خرج من المخيم ظهراً في تركيا ولم يعد.
استغرب بلال هذا الاتصال لأنها كانت المرة الاولى التي يتحدث فيها شقيق المقدم ،ولم يكن بينهما اي تواصل ،فسأله من اين حصل على الرقم فرد قائلاً بأن الأجهزة الأمنية التركية وبعد السؤال عن اختفاء الهرموش اعطوني رقمك ،وقالوا اتصل مع هذا الشخص فربما يكون لديه معلومات حول مكان شقيقك.
ووفق ما ذكروا له فإن آخر اتصال اجراه المقدم هرموش كان مع بلال الذي قال بان هذا لم يكن صحيحاً لأنني من تاريخ 27 حتى 29/8/2011 لم اتواصل معه بسبب سفري، وكانت هناك اتصالات عديدة اجراها هرموش، وحسب زوجه وشقيقه ابراهيم وبعض اصدقائه من الضباط الذين اكدوا انهم سمعوه يتصل مع العديد من الناس ،وانه تلقى العديد من الاتصالات الهاتفية في تلك الفترة.. وكان هذا امراً مريباً لان بلال لم يكن آخر المتصلين مع هرموش.
يتابع بلال: قلت لشقيقه ان المقدم لم يتصل بي منذ اكثر من يومين ،وكانت اتصالاته السابقة قبل عدة ايام كلها عبر سكايب. وفي اتصال آخر في اليوم التالي اكد صحة كلام بلال.. بعد ان اعترف الاتراك ان هرموش كان على اتصال معك لكن خطك كان مقفلاً!!!
في الحلقة المقبلة: كيف خطف الهرموش؟