ضباط نازيون من عهد هتلر بنوا مخابرات نظام الأسد
كتب أحمد حازم
الشراع 30 كانون الأول 2024
لم أتفاجأ أيدا بما نقلته وسائل اعلامية من أن الألمان هم الذين هندسوا وبنوا سجن صيدنايا. وقد تبين لي ذلك من خلال تصميم السجن الخارجي أي شكله الذي يجسد النجمة الثلاثية شعار سيارة المارسيدس. تصوروا هذا الشعار العالمي لسيارة عالمية الشهرة، يجسد مبنى لأبشع سجن في العالم وضفته رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا ADMSP التي تأسست عام 2017 كمعسكر للموت وقالت عته منظمة العفو الدولية انه "مسلخ بشري".
في تقرير عن سجن صيدنايا بثته الإذاعة الألمانية "Deutschlandfunk دوتشلاند فونك" وقرأته في موقع الإذاعة، أعجبتني أول جملة في بداية التقرير وهي "تحذير: يحتوي التقرير على أوصاف في منهى القسوة والعنف قد تكون مرعبة". وقد جاء في تقرير الاذاعة استناداً لصحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية، ان أحد حراس سجن صيدنايا للتعذيب كان يطلق على نفسه اسم "هتلر"
الإذاعة تحذر مواطنيها وبالأحرى تلفت نظر مستمعيها الى وجود كلمات وصفية قاسية لما حدث في معسكر الموت هذا، فماذا ستقول الاذاعة لو عرفت (وليس مستبعداً علمها بذلك) ان الدولة الالمانية هي التي قامت ببنائه، حتى أن كرسي التعذيب في سجن صيدنايا هو صناعة ألمانية (Made in Germany)
التاريخ النازي الألماني أيام هتلر مليء بأساليب التعذيب والقتل، لكن تاريخ نظام الأسد تفوق على النازية بالتفنن بأساليب القتل بعد التمتع بطرق التعذيب. وتبين لاحقا وجود علاقة بين من كانوا يعذبون فترة النازية الألمانية وبين من عذبوا فترة الأسدية.
ضابط نازي اسمه ألويز برونر من قوات الحماية الخاصة (SS) النازية كان (كما يقول التاريخ) من أهم العاملين مع أدولف أيشمان،المسؤول عن اضطهاد وقتل اليهود. الباحثة نورا شالاتي من جامعة إرفورت الألمانية تقول ان هيئة الأركان العامة السورية كانت مهتمة بشكل خاص بالضباط النازيين الهاربين، لأنَّ لديهم خبرات نشطة، في أساليب الإبادة الجماعية.
المؤرخ الإسرائيلي داني أورباخ يقول في كتابه "الهاربون" حول النازيين الهاربين، ان ألويز برونر وضع نفسه في خدمة المخابرات السورية وكان يقوم بتدريب عناصرها على تقنيات الاستجواب. وقد شارك في دوراته التدريبية رؤساء المخابرات السورية سيئيالسمعة، مثل الجنرال علي حيدر، الذي عمل 26 عامًا رئيسًا للقوات الخاصة السورية؛ وكذلك علي دوبا، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، بالإضافة إلى مصطفى طلاس، وزير دفاع نظام الأسد والمسؤول عن سحق انتفاضة الإخوان المسلمين في حماة عام 1982، والتي راح ضحيتها ما يصل إلى 30 ألف قتيل.
يقول الكاتب ديدييه إيبلباوم في كتابه (ألويز برونر - كراهية لا يمكن اختزالها). ان الضابط النازي برونر عاش في سوريا أربعين عاماً بحماية حكم الأسد مقابل خدمات قيمة للديكتاتور. ويضيف الكاتب "أنَّ النازي برونر كان يعرف أكثر من أي ضابط سوري ولهذا السبب فقد رافق عملية إعادة هيكلة جهاز المخابرات في سوريا".