بيروت | Clouds 28.7 c

ترامب اختار عدواً عقائدياً للإسلام وزيراً للدفاع في اميركا / الشراع 12 اذار 2025

 

ترامب اختار عدواً عقائدياً للإسلام وزيراً للدفاع في اميركا
الشراع 12 اذار 2025


  اسمه بيت هيجست  المعروف بتطرفه حتى انه وصف بأنه يعاني من  "فوبيا الإسلام ". 
 طرح اسم هذا المقاتل الشرس للوزارة الاخطر اثار اعتراض كثيرين ، ممن يعرفون تاريخ هذا الرجل .
ومعارضوه كانوا من مختلف التيارات السياسية في البلاد، كذلك من جانب الجهات التي تعرفه دولياً ،
 بيت هيجست   ليس مجرد جندي سابق او مذيع في محطة"فوكس نيوز" بل هو تجسيد حي لعقيدة  متطرفة يراها البعض امتدادا لمفاهيم الحروب الدينية التي اعتقد كثيرون انها ولت منذ العصور الوسطى. 

وهيجست ولد عام 1980 وكان جنديا في الجيش الامريكي خدم في العراق عام 2005 واشترك في العمليات الخاصة التي وثقت منظمات حقوق الانسان العديد من انتهاكاتها بحق المدنيين، كما كان مسؤولا في معتقل "غوانتانامو "حيث ارتكبت الانتهاكات المروعة بحق المعتقلين. وهو نفسه احد المدافعين عن هذه الممارسات غير الإنسانية. لكن الاخطر من ذلك انه لم يكن مجرد عسكري ينفذ الاوامر بل كان يحمل أيديولوجية متطرفة تتغذى على كراهية الاسلام. 

الكراهية المعلنة للإسلام والمسلمين في كتاب 

في كتابه الحملة الصليبية الأمريكية طريقنا للبقاء احرارا يظهر هيجست مستوى غير مسبوق من العداء للإسلام كدين وليس فقط لبعض الجماعات المتطرفة. ففي الفصل الثاني عشر من الكتاب لا يكتفي بالادعاء بان الاسلام دين خطير، بل يرى ان اي نهضة اسلامية تمثل تهديدا مباشرا للحضارة الغربية. انه لا يتحدث عن ارعاب او مجموعات مسلحة بل عن الاسلام ذاته ويصفه بانه دين يستوجب المقاومة التامة. 
الاخطر من ذلك انه يعتبر الحملات الصليبية نموذجا يحتذى به ويدعو الى تكرارها بمفهوم حديث مدعوما بالقوة الأمريكية والإسرائيلية. 
وصل الامر الى حد وصف لورنس العرب احد ابرز العملاء البريطانيين في تفكيك الدولة العثمانية ،بانه كان "عاطفياً" في تعامله مع المسلمين في اشارة الى ان ما فعله لم يكن كافيا. 

التطرف مرسوم على جسده 
ربما كان من الممكن اعتبار هذه التصريحات مجرد تطرف فكري  ,لكن الوشوم التي تغطي جسد هيجست تكشف اكثر عن عقيدته. ابرزها وشم صليب القدس الذي كان شعار مملكة القدس اللاتينية التي اسسها الصليبيون بعد المذابح المروعة التي ارتكبوها في القدس عام 1099 .وعلى صدره ايضا وشم بعبارهDeus Vult انها ارادة الرب وهو الشعار الذي استخدمه البابا اوريان الثاني عندما دعا للحملات الصليبية الاولى. 

ترامب و هيجست دويتو التطرف والكراهية 

ترشيح شخص بهذه المواصفات لمنصب وزير الدفاع يعكس بدقة رؤية دونالد ترامب الذي اثبت منذ حملته الانتخابية ،انه يتبنى خطابا عدائيا تجاه الاسلام والمسلمين. ترامب الذي وعد بحماية امريكا البيضاء لم يجد افضل من هيجست ليكون راس حربته في تنفيذ هذه الرؤية. 
لكن السؤال الاهم كيف سيكون تعامل الدول الإسلامية مع وزير الدفاع بهذه العقلية؟ 

وزراء الدفاع في العالم الاسلامي بين التبعية والمقاومة 
في العالم الاسلامي وزراء الدفاع غالبا لا يعرفون بمواقفهم المستقلة بل يعكسون سياسات حكوماتهم التي تتفاوت بين التبعية المطلقة لواشنطن ،ومحاولات الحفاظ على الحد الادنى من الاستقلالية. لكن التعامل مع هيجست يجب ان يختلف تماما. 
• الدول الموالية لأمريكا: ستجد نفسها في موقف محرج اذ ان الاستمرار في التعاون العسكري مع ادارة تعلن صراحة عدائها للإسلام، سيضع هذه الدول امام شعوبها في مواجهة صعبة ..فكيف يمكن ان تبرر انظمة عربية واسلامية التنسيق العسكري مع شخص يرى في دينها عدوا يجب سحقه؟
• الدول المستقلة عليها ان تستغل هذا التعيين لإعادة النظر في سياستها الدفاعية. فالولايات المتحدة اليوم ليست مجرد قوة عالمية ،بل اصبحت بقيادة اشخاص مثل هيجست خطرا مباشرا على الهوية الإسلامية وبالتالي فان الاستثمار في بدائل استراتيجية اصبح ضرورة وليس ترفا.
• المقاومة المسلحة وفقا لاتفاقية الدفاع العربية المشترك، يحق لأي  عربي الانضمام للمقاومة ضد اي عدوان خارجي ،ويحق للدول العربية تزويد المقاومة بالسلاح علنا دون خوف في ظل قياده أمريكية تتبنى خطابا صليبيا، تصبح هذه الاتفاقية اكثر اهمية من اي وقت مضى. فالمعركة لم تعد سياسية فقط بل اصبحت ذات ابعاد دينية وحضارية. 

ما الذي يجب ان نفعله؟

• ان وجود شخص مثل هيجست في قيادة الجيش الامريكي ليس مجرد حدث عابر، بل هو ناقوس خطر يجب ان يدفع العالم الاسلامي الى اعادة ترتيب اوراقه. علينا ان ندرك ان المشكلة ليست فقط في امريكا، بل هي في طريقة تعاملنا معها. فإما ان نستمر في النهج القديم من التبعية والضعف ،او ندرك ان العالم يتغير وان قوتنا الحقيقية تكمن في وحدتنا، واستقلال قرارنا، واستعدادنا للمواجهة، لا للخضوع.
• ⁠الشراع