بيروت | Clouds 28.7 c

من اوراق حسن صبرا: الضباط الشيعة في الاتحاد السوفياتي

 

من اوراق حسن صبرا:
الضباط الشيعة في الاتحاد السوفياتي 
الشراع 12 كانون اول 2022


كان السكرتير الثاني في سفارة الاتحاد السوفياتي في بيروت الكسندر بانوف من اصدقائي المقربين ،حتى انه كان الشخص الوحيد من خارج عائلتي الذي دعوته لحضور عيد ميلاد ابنتي البكر الاول نسرين 
جلسنا على شرفة المنزل في صيف قائظ ليمر امامنا في كورنيش المزرعة حيث كنت اسكن  موكب سيارات ينقل عريساً وعروسه وسط اطلاق ابواق السيارات المزعج ، وقد ظهر هذا الانزعاج على وجوهنا ، فرحت اعتذر من الكسندر على هذه المظاهر ، فإذا هو يفاجئني بقوله : ان هذا يحدث عندنا في موسكو .
 اوردت اسم الصديق الدبلوماسي الذي اصبح بعد ذلك وكيل وزارة الخارجية الروسية لشؤون شرق اسيا ، لأروي واقعة اتصاله بي بعد عودتي من طهران التي نزلتها في الطائرة الفرنسية التي اقلت الامام الخميني من باريس الى طهران فجر الاول من شباط 1979 قبل نجاح الثورة الاسلامية في ايران بعشرة ايام 
اتصل بي بانوف ليقول لي ان السفير السوفياتي في بيروت الكسندر سولداتوف يريد ان يراني في مكتبه في السفارة ، واخبرني الكسندر يومها ان سولداتوف هو واحد من كبار الدبلوماسيين السوفيات ، مرتبط بشكل عميق مع الكي جي بي اي الاستخبارات السوفياتية ( التي جاء منها فلاديمير بوتين الى رئاسة روسيا الاتحادية) ذهبت الى الموعد الذي حدد لي مع السفير سولداتوف واصطحبت معي عضو قيادة الاتحاد الاشتراكي العربي كمال يونس 
وكانت المفاجأة في مكتب السفير سولداتوف اسئلته عن الثورة الشيعية في ايران ، وكان تقييمي الدائم لهذه الثورة انها ثورةًاسلامية ، وانها ثورة ضد الاستعمار والرجعية وضد إسرائيل ، وان قائدها الامام الخميني يخوض معارك جمال عبد الناصر ضد ثالوث الاستعمار والصهيوني والرجعية العربية …
لم يكن هذا ما يريد سولداتوف سماعه … بل لم يكن هذا هدف اللقاء الذي طلبه هو ، بل كان ما فاجأني بمعلوماته اذ قال لي : ان عدداً كبيراً من ضباط الجيش الاحمر السوفياتي هم من الشيعة ، ليذكر لي الاهم وهو ان قائد قوات الصواريخ السوفياتية التي نشرت في كوبا عام 1960 ، هو ضابط شيعي وهي الازمة التي كادت تسبب مواجهة نووية بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية لو لم يتم الاتفاق على ان يزيل خروشوف صواريخ دولته من كوبا مقابل ان يزيل جون كنيدي صواريخ نصبت في تركيا على حدود الاتحاد السوفياتي .
بعد مجيء السفير السوفياتي كولوتوشا كنت التقيه في السفارة وفي اماكن ومناسبات مختلفة ، وفي احدى اللقاءات قال لي السفير الذي يتكلم اللغة العربية بلكنة اجنبية : هل تعلم رفيق حسن ان بلادي نشرت في المناطق الشيعية في افغانستان ضباطاً مسلمين وجعلت الشيعة قادة لهم ليتعاملوا مع شيعة الهازار الافغان بطريقة مختلفة عن تعاملهم مع القبائل الاخرى وكلها سنية 
لم يخطر ببالي وانا الناصري العروبي ان استمع من شيوعيين ودبلوماسيين هذه المعلومات ، وهدفها واضح وهو محاولة التمييز بين المسلمين من منظور مصلحي مناقض للعقيدة الشيوعية القائمة على التناقض الطبقي 
الشراع

 

يرجى الضغط أدناه لقراءة مواضيع اخرى متعلقة: