بيروت | Clouds 28.7 c

مأساة عين الحلوة هي انقسامات فتح / كتب: حسن صبرا

 

مأساة عين الحلوة 
هي انقسامات فتح / كتب: حسن صبرا

الشراع 18 ايلول 2023


عندما يكون في اي مكان عصبية قوية او قوة مسيطرة او قائد مرهوب الجانب ، كما لو ان في البيت اب قوي عادل محترم..

 

فلا احد من الابناء او الأطراف يجروء على الخروج على القوانين التي يضعها القوي سواء كان اباً او مديراً او زعيماً او مدرساً

 


عين الحلوة كان فيها مرجع قوي هي حركة فتح ، وكانت تستمد قوتها واحترامها من مجموعة عوامل:

 

زعامة ياسر عرفات التاريخية ، ومالية منظمة التحرير الفلسطينية ، وضخامة اعداد مقاتلي فتح وتجاربهم ، والدعم العربي والدولي والاوروبي ، ..

 

اذا كان مخيم عين الحلوة وبقية المخيمات الفلسطينية في عهدة هيبة وزعامة قوية ، فكانت تعيش الهدوء الطبيعي والامن والاستقرار ، فلما بدأت المنظمة تضعف ، في حياة ياسر عرفات ، وخصوصاً بعد رحيله . في الوطن من رام الله الى كل المواقع الفلسطينيةالرسمية ، والفساد الذي انتشر كالسوس في رأس.. 
السلطة الفلسطينية ، ثم نتبجة شح الموارد المالية وانعكاس ذلك على التقديمات المالية وحالة الاسترخاء التنظيمي والحركي وهرم القيادات الكبيرة والوسطى ، وانعدام المبادرات وتقلص اقبال الفلسطينيين الشباب على الإلتحاق بالحركة الام ..ثم الانقسامات ، غياب القائد ، وانقسامات الحركة ( ابو نضال ومجلسه الثوري ، ثم فتح الانتفاضة ، ثم خروج فتح الاسلام مع شاكر العبسي ،وكلا فتح الانتفاضة وفتح الاسلام صنعا في اقبية استخبارات حافظ ثم بشار الاسد ، وبعدهم خروج ما يسمى التيار الاصلاحي في حركة فتح ،، كل هذا ادى الى تراخ تمادى في تمدده ليشمل كل شأن من شؤون الحركة الام فتح .

 


بالمقابل كانت طفيليات تنبت على اطراف الشجرة الام ، هي الجماعات المتمسلمة الصغيرة والفردية ، التي راحت تتعاظم نتيجة عوامل عدة:
١- المناخ المتمسلم السائد منذ افغانستان وثورة ايران وصعود الاخوان .. كل هذا متماشياً ومستفيداً من ضعف الانظمة العربية ، وتراجع الدعوة القومية ، وانعدام المشروع القومي ، الذي كانت قضيتا فلسطين والوحدة العربية ( وهنا قضيتان جدليتان ) 
كل هذا بدأ بعد رحيل جمال عبد الناصر وانقلاب انور السادات على نهج وثورة 23 يوليو 
الى هذا 
فإن الاجنحة التي تطيرت اليها حركة فتح داخل المخيم،  هي التي ساهمت عملياً ومباشرة في عجزها عن الرد بحسم على استهدافها لاستدراجها لكشف عجزها 
فعندما يقف منير المقدح وخالد الشايب على الحياد اثناء استهداف حركتهم الام من جماعات متمسلمة فهذا يعني وجود طابور خامس داخل الحركة . 
وعندما يمتنع اللواء معين الشبايطة عن المشاركة في صد هجمات المتمسلمين على حركة فتح بذريعة ان هناك شبايطيين من عائلته يقاتلون معهم ، وعندما ينتظر جماعة الاصلاح في حركة فتح الاوامر من الخارج للرد من عدمه ، اي العمل بالقطعة … امام كل هذا هل بقي هناك اب او قائد او مرجع يرجع اليه او يحترمه او يستمع الى رأيه من في المخيم .؟
لماذا الغرابة في صمود مجموعات طفيلية نبتت الى جانب شجرة فتح المفوخرة ، وتضخيم دورها بمدها بالمال والسلاح وتوفير الذخائر والمواد الغذائية الساخنة ..
تعالوا الى الاهم وهو :
كلما قررت حركة فتح حسم الامر صدرت بيانات سياسية تحذر من استمرار القتال ،داعية الى وقف اطلاق النار من دون ان تربط ذلك بالحديث عن اصل المشكلة: وهو ان هذه الجماعات هي التي بدأت الفتنة بقتل اللواء العرموشي ورفاقه،  وان قرارات من هيئة العمل الفلسطيني في المخيم بتسليم القتلة لم تنفذ حتى الآن ، وان هذه الجماعات تقصف المدنيين في صيدا ، وتعتدي على الجيش اللبناني متعمدة ايذاء ضباطه وجنوده وهيبته وكرامته …
وتمادت هذه الجماعات في التحدي ، بالانتقام من موقف لنائب المدينة د اسامة سعدتبنى فيه بيان هيئة العمل الفلسطيني الداعية الى تسليم القتلة ،فقصفت المنزل الذي يقيم فيه نجله معروف اسامة،  ابن القائد الناصري المظلوم معروف سعد ،
كل هذا تجاهلته الهيئات التي تصدر بيانات التهدئة في حماية لهذه الجماعات المتمسلمة ، ودفعها الى التمادي في العدوان ، الذي لن يوقفه الا قوة حركة فتح …لكن المشكلة الحقيقية هي في ضعفها

 

حسن صبرا 
الشراع