بيروت | Clouds 28.7 c

ماكرون يخشى من عدم انتخاب رئيس للبنان قبل حزيران المقبل خاص – "الشراع "

ماكرون يخشى من عدم انتخاب رئيس للبنان قبل حزيران المقبل

خاص "الشراع "

الشراع 22 نيسان 2024

 

لا تفويض اميركي جديد لفرنسا بتولي ملف لبنان على غرار ما كان حصل سابقاً.

وكل ما اشيع وسرب عن هذا الاحتمال بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان الى واشنطن في هذا الصدد لا اساس له من الصحة . وقد يكون مجرد تمنيات من قبل مطلقيها.

وفي معلومات خاصة ب"الشراع" فان لودريان ابلغ خلال زيارته الاخيرة لواشنطن بهدف تأمين غطاء اميركي لدوره في لبنان ، بان كل ما يقوم به او ما يعلنه من مواقف انما يعّبر فقط عن مواقف دولته.

ويأتي هذا التطور في ظل تكثيف اللجنة الخماسية لتحركاتها بهدف ايجاد مخارج مناسبة تضمن اخراج لبنان من دوامة الفراغ الرئاسي عبر اجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، وسعيها لتأمين جلسة انتخاب بعد مرور اكثر من عشرة اشهر على عدم انعقاد المجلس النيابي انتخابيا اثر تعثر انتخاب احد المرشحين في ذلك الوقت وهما سليمان فرنجية وجهاد ازعور.

ومؤدى هذا الكلام هو ان فرنسا جزء من اللجنة الخماسية التي تعمل على تحريك الوضع ومساعدة لبنان، ولا يمكنها ان تتولى وحدها كما كانت تفعل سابقاً العمل او السعي لاطلاق مبادرات كتلك التي قامت بها وفشلت بعد ان رفضتها واشنطن ، او ابدتالتحفظ ازاءها على الاقل.

ومن الشائع والمعروف ان باريس كانت تتولى العمل على ايجاد حل وسط كما سماه مسؤولوها . ويقضي حل الوسط هذا بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل تعيين نواف سلام رئيساً للحكومة. وهو الحل الذي سقط في ظل كلام رائج في بعض الاوساط عن ان الفريق المؤيد لانتخاب زعيم المردة رئيساً لم ولن يقبل بفرض اسم رئيس الحكومة عليه ، مقابل القوى المعارضة لانتخاب فرنجية رئيساً للبلاد.

وكل ذلك يعني ان فرنسا ما زالت حاضرة على مستوى الدور في لبنان ، الا ان ذلك لا يعني انها مكلفة من واشنطن .

اما الجديد والهام جداً في هذه الفترة بعد الحراك الفرنسي الاخير وعودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى التحرك مباشرة بما يجري في لبنان من خلال عدة اتصالات اجراها بينها اتصال مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومن خلال عدة لقاءات اجراها اهمها استقباله رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ، وكذلك استقبال قائد الجيش العماد جوزيف عون .

الجديد والهام جدا هو ما يعمل ماكرون على تداركه وفق معلومات خاصة ب"الشراع".

ولدى الرئيس الفرنسي خشية هذه الايام من عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في وقت قريب لا يتعدى خمسة او ستة اسابيع . ومرد هذه الخشية يعود الى ان مطلع شهر حزيران يونيو المقبل وفق مقاربة ماكرون سيشهد دخول الادارة الاميركية وسياساتها في المنطقة والعالم بما يشبه "الكوما" الانتخابية ، نتيجة الانشغال شبه الكامل والشامل بالانتخابات الرئاسية حيث يسعى الرئيس جو بايدن لانتخابه في ولاية جديدة في وجه الرئيس السابق دونالد ترامب الطامح بقوة للعودة الى البيت الابيض.

وهذا يعني وفق المقاربة الفرنسية ان على الاطراف اللبنانية العمل بمساعدة اللجنة الخماسية لانتخاب رئيس للجمهورية قبل بدء مرحلة

" الكوما "الانتخابية الاميركية، من منطلق ان هذا الانتخاب سيصبح صعباً واقرب الى الاستحالة في مرحلة انشغال الاميركيين بانتخاباتهم. وان الامر قد لا يعود ممكناً الا بعد التجديد لبايدن او انتخاب خصمه اللدود دونالد ترامب وهو امر لن تتضح معالمه قبل اواخر العام الحالي.

وكل ذلك يعني ان الوقت سيطول بانتظار ذلك وان العام الحالي سينتهي من دون ان يكون للبنان رئيس جديد وان فترة الفراغ الرئاسي مستمرة مع كل ما نتج وينتج عنها من شلل وتداعيات على مستوى كل المؤسسات وعلى المستويات كافة، المعيشية والمالية والاقتصادية...

فهل ينجح ماكرون في اندفاعته الجديدة لحث اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد قبل حلول شهر حزيران يونيو المقبل ، ام ان تحركه الجديد سيفشل على غرار ما حصل اكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية؟