بيروت | Clouds 28.7 c

اسرائيل - اوكرانيا.. ورطة؟ ام وساطة بين اميركا وروسيا؟

 

اسرائيل - اوكرانيا..
ورطة؟ ام وساطة بين
اميركا وروسيا؟

الشراع 20 شباط 2022

كانت اسرائيل بواسطة اللوبي اليهودي السري داخل الاتحاد السوفياتي وحتى داخل المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم منذ سبعين سنة هي السبب الاكبر في اسقاط هذا الاتحاد الذي كان يضم جمهوريات اسيوية واخرى اوروبية لأنه كان يقف مع الحق العربي في فلسطين ولأنه بنى صداقة استراتيجية مع جمال عبد الناصر ... وكانت اسرائيل مخلباً اميركياً يجرح في كل مؤسسات هذا الاتحاد حتى ادمتها ودمرتها من الداخل وما بقي منها الا الهياكل الفارغة ليدفعها ميخائيل غورباتشوف نحو الانهيار الكامل منذ 32 سنة . 
انقلبت الآية الآن واصبح اللوبي الروسي ينافس داخل الكيان الصهيونى اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة الاميركية نفسها !! 
هذه الحقيقة الديموغرافية والجيو سياسية تعززت بوجود الجيش الروسي وتحديداً طيرانه على حدود فلسطين المحتلة منذ العام 2015 وهي حقيقة ادركها باكراً رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق بنيامين نتنياهو فوصل الى موسكو لحظة اقلاع طائرة قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني من مطار سوتشي بعد ان عقد اتفاقاً مع فلاديمير بوتين يقضي بدخول الجيش الروسي وتحديداً طيرانه الحربي الى سورية لإنقاذ نظام بشار الاسد الذي روى وضعه العسكري اليائس  وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف حين قال : لقد وصلنا الى سورية قبل سقوط نظام الاسد بعشرة ايام وانقذناه من سقوط حتمي !! 
    والاحتلال العسكري الروسي لسورية يحمل رسالة ذات بعدين متناقضين للعدو الصهيوني .
البعد الاول هو تقاطع المصالح الروسية - الاميركية - الصهيونية في بقاء النظام الذي ما زال ملتزماً اتفاقاً عقده مؤسسه حافظ الاسد مع هنري كيسنغر منذ نحو نصف قرن الا عامين بمنع قيام حرب ضد اسرائيل . 
البعد الثاني : هو ان روسيا في سورية ليست فقط لحماية نظامها ، وليست فقط للاطلالة على البحر المتوسط .. بل ايضاً لتكون قريبة من اوروبا ... اليست اوكرانيا جزءاً من اوروبا ؟ وإذا كان المشروع الاميركي - الغربي هو محاصرة روسيا من الدول التي كانت ضمن منظومة تحكمها موسكو ومن ضمنها اوكرانيا .. فلماذا لا يكون الوجود الروسي في سورية وعلى البحر المتوسط حيث اقام الروس اهم قواعدهم البحرية في الساحل العلوي السوري هو مسعى مقابل لمحاصرة اوروبا التي تريد محاصرة روسيا بقواعد عسكرية ؟ 
ولأن الامور في السياسة نسبية فإن اسرائيل لم تنظر الى تجربة روسيا 268 سلاحاً جديداً ومطوراً ضد الشعب السوري كما تباهى مسؤول كبير في وزارة الدفاع الروسية ... شامتة بالشعب السوري فقط بل حذرة من ان هذا السلاح كله اصبح على حدودها مباشرة وهي التي ما زالت تشترط على نظام الاسد وعبره الى بوتين ابعاد مقاتلي حزب الله الساعين لتثبيت قواعد مقاومة على حدود فلسطين المحتلة اكثر من مئة كلمتر ... وإسرائيل مثلما رحبت بالاحتلال الروسي لسورية الذي يمنع قوات الدفاع السوري من التصدي لغاراتها الجوية في اي مكان داخل سورية فهي تعلم ان موسكو يمكن في اي لحظة ان تعطي الاذن للسوريين بإطلاق صواريخ قادرة على اسقاط طائراتها في اي لحظة !
اسرائيل لا تستطيع اغضاب روسيا ولا تجاهل اوامر اميركا اذا طلبت منها الالتزام بأي موقف تعتمده واشنطن ضد موسكو اذا غزت هذه اوكرانيا ... فما العمل ؟
في الاوساط الصهيونية الحاكمة نقاش حول هذه المعضلة .. ففي حين يتنادى البعض للوساطة بين روسيا واميركا .. وقد حرك اللوبي الصهيوني في اميركا شعار الوساطة بين الدولتين لتجنيب العالم حالة الرعب التي عاشها اثناء ازمة الصواريخ السوفياتية على اراضي كوبا القريبة من السواحل الاميركية عام 1961 .. فإن المناخ السياسي وحتى الشعبي ليس متفائلًا من نتائج غزو روسي لاوكرانيا .. والبعض يعتقد ان لحظة الاختيار بين موسكو وواشنطن حانت  ولا مفر من دفع ثمن الحياد الصهيوني اذا غزا بوتين اوكرانيا
   احمد خالد 
الشراع