بيروت | Clouds 28.7 c

الامام الصدر في موسكو.. وفي طهران / الشراع 27 تموز 2024


الامام الصدر في موسكو.. وفي طهران

الشراع 27 تموز 2024


استقبال موسكو للسيد صدر الدين الصدر والسيدة مليحة الصدر ، بعد الاهتمام الشخصي والسياسي لفلاديمير بوتين الذي ارسل مبعوثه الشخصي إلى بيروت مرتين للقاء نبيه بري بهذا الشأن ، يؤكد اهتمام موسكو الجديد بقضية الامام المغيب ، حتى لو جاء متأخراً ، سواء في الفترة السوفياتية او بعد سقوط الاتحاد السوفياتي،
اضافة إلى ان الامر الحاضر من دون استئذان ، وهو خطف الكابتن هنيبال معمر القذافي منذ اكثر من تسع سنوات في احد اقبية اجهزة الامن اللبنانية .. يفرض نفسه لعدة اسباب منها :
ان حليف روسيا الاول في المنطقة وهو بشار الاسد يعتبر نفسه مهاناً في هذه القضية ، لأن ابن القذافي كان ضيفه الشخصي ، ولأن الخاطف ( حسن محمد يعقوب ) هو حليف للنظام السوري، ولم يخطفه معارضو النظام ، في خضم الثورة الشعبية ضده ، ولأن الاسد ارسل سفيره ( السابق ) في لبنان علي عبد الكريم العلي مرتين للقاء من كان احد اهم حلفاء النظام السوري في لبنان وهو نبيه بري ، ليطلب منه اعادة المخطوف ضيف السيد الرئيس بشار إلى دمشق ، وكان بري يتحجج بأن الأمر ليس عنده ، بل هو عند عائلة الامام الصدر ..
ثم .. هل هي مصادفة ان يستقبل مساعد وزير خارجية روسيا لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف عائلة الامام الصدر ، قبل يوم واحد من وصول بشار الاسد إلى موسكو بدعوة من بوتين ؟
لذا 
كان بديهياً ان يكون مصير هنيبال الحالي .. كما الوصول الى الحقيقة في مسألة الامام المغيب ، بعد مرور 46 على اختفائه في ليبيا … هو في صلب مباحثات موسكو مع عائلة الامام الصدر .
الامر الثاني هو ان موسكو مهتمة بتعزيز وجودها في ليبيا من خلال تبني قضية هنيبال معمر القذافي ، وهي ربما تشعر بعقدة ذنب لأنها وافقت - او لم تستخدم حق النقض - على القرارالدولي رقم 1973 الصادر في آذار 2011   , والذي استند اليه الحلف الاطلسي لشن هجوم عسكري واسع على ليبيا للمساعدة على اسقاط نظام القذافي الاب .
الامر الثالث هو ان موسكو تتطلع للعودة الى ليبيا القريبة من اوروبا ( ولاننسى قواعدها في سورية ) خصوصاً وهي تعتبر دول اوروبا التابعة لأميركا شريكتها في حرب استنزافها في أوكرانيا .. وكان احد ابرز شخصيات ليبيا العسكرية المشير خليفة حفتر عرض على موسكو إعطاءها قاعدة بحرية في شرق ليبيا حيث يسيطر جيشه عليه … قبل ان تضغط واشنطن على حفتر الذي كان ضيفها لسنوات عديدة في عهد العقيد القذافي.. للتراجع عن هذا العرض .
———————-
عائلة الصدر في طهران .. زيارة عائلية - سياسية 
—————
كان لافتاً ان السيدان صدر الدين ومليحة موسى الصدر .. توجها- بعد انتهاء زيارتهما مع الوفد القضائي والإعلامي اللبناني -إلى طهران للقاء رئيس الجمهورية الجديد مسعود بزشكيان .. والرئيس الأسبق السيد محمد خاتمي ( متزوج من خالة ابناً الصدر ) ولقاءحفيد الامام الخميني السيد حسن ابن احمد ، والمتزوج ايضاً من خالة ثانية للصدريين ) 
الزيارة الإيرانية حملت عدة ابعاد :
عائلية
سياسية 
ولتهنئة الرئيس بزشكيان ، ومرجعه السياسي السيد خاتمي 
وايضاً لوضع المسؤولين الإيرانيين في صورة ما سمعوه من المسؤولين الروس ، في قضية االامام المغيب ..
وكان لافتاً تصريح السيدة مليحة لوكالة سبوتنيك الروسية.. الذي قالت فيه ان الامام موسى الصدر جال عدداً من عواصم العالم , عندما اعتقل شاه ايران الامام الخميني ( الذي قاد ثورة 15 خرداد ) عام 1963 ..للمطالبة بإطلاق سراح الخميني . 
وقال السيد صدر الدين : لقد وجدنا ان موسكو لديها علاقات جيدة مع ليبيا وتستطيع مساعدتنا في كشف مصير الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين ، وقد لبينا دعوة الاحباء الروس لمتابعة هذه القضية الأساسية بالنسبة لنا وللبنان والعدالة .
التواصل الصدري مع الادارة الإيرانية الجديدة، يشكل دفعاً قوياً في هذه القضية وايضاً لاسباب عائلية وسياسية وشخصية ..
وبعد 
هل سنسمع جديداً من وريث الامام الصدرفي حركة امل  نبيه بري بعد عدة اسابيع في الذكرى 46 لتغييب الامام الصدر ( 31/8/1978)؟
وهل الاهتمام الروسي المباشر في فتح باب الحوار مع عائلة الامام الصدر ، يسهل الطريق أمام الروس للوصول الى الحقيقة بالتفاهم مع العائلة، خارج الحسابات السياسية والشخصية والمالية التي تعقد الأمور ولا تسهلها ؟
الشراع