أيها السوريون: لا تصغوا لهؤلاء المحرضين المفضوحين!/ كتب: فيصل القاسم
من اوراق حسن صبرا- بين رفيق الحريري واميل لحود
مجلة الشراع 26 أيار 2021
كتبت في حلقة سابقة عن رهاني على مجيء العماد اميل لحود رئيساً للجمهورية لمساعدة الرئيس رفيق الحريري بمشروعه الاعماري وتخليصه من ابتزازات الياس الهراوي ونبيه بري له التي كانت تتسبب بمضاعفة تكلفة البناء عدة مرات بسبب جشعهما ( فضلاً عن الضباط السوريين الامنيين وجماعاتهم في لبنان وسورية )
وكتبت في الحلقة نفسها ان الرئيس الحريري قال لي ونحن في قصره في الرياض ربيع عام 1998 ان اميل لحود هو افضل من يكون رئيساً للجمهورية ، وذلك عكس رأيه في سنوات سابقة به وقد فصلت هذا في الحلقة نفسها
اتابع في هذه الحلقة فأبدأ بأن اول مرة سمعت فيها باسم جميل لحود والد اميل ونصري (رحمه الله) كانت عام 1958 وقد اخذنا والدي رحمه الله مع العائلة الى بلدتنا حداثا خلال ما عرف يومها بالانتفاضة ضد محاولة كميل شمعون تجديد حكمه حتى العام 1964
كنت في العاشرة من عمري في ساحة القرية واقفين مع مختار القرية يومها المرحوم عبد الجليل ناصر غروباً وقد تحلق حوله رجال من مختلف الاعمار وفتيان من جيلي ، سمعت المختار يقول انه العائد من مركز قضاء بنت جبيل التي تنتمي اليه حداثا التقى رقيباً في الجيش في منزل احد مخاتير البلدة حدث الحضور عن ان قائد قوات الجيش في بيروت واسمه جميل لحود امرهم ان يستعدوا للهجوم على القوات الاميركية التي كانت نزلت على شواطىء بيروت بناء على طلب شمعون ، ثم تبلغوا بإلغاء الامر بطلب من قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب .
ومنذ ذلك التاريخ رسخ في ذاكرتي اسم هذا الرجل الكبير الذي تدين له الطبقة العاملة في لبنان بالتشريعات العمالية التي جاءت لمصلحتهم عندما تسلم وزارة العمل والشوؤن الاجتماعية .. وكنا نتحمس له كلما تم ترشيحه من قبل جبهة النضال الوطني التي اسسها ورئسها القائد الوطني كمال جنبلاط لرئاسة الجمهورية على الرغم من انه لم يكن يحصل سوى على عدد من الاصوات لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة لنفهم فيما بعد ان اصوات النواب لا تفيد مرشحاً لرئاسة الجمهورية بل هي التوافقات العربية الدولية الى ان احتلت قوات حافظ الاسد لبنان ?? عام 1976
اذا عندما بدأت بنسج صداقة مع القاضي الراحل نصري رحمه الله ومع نجله الضابط اميل كنت اسعد بذلك اذ اضافة الى المواقف الوطنية لكل منهما فإنهما يحملان تاريخاً مشرفاً من والديهما الذي كان يتناول الطعام معهما في منزل العائلة وحول الطاولة يجلس من معه من الجنود وهو يعتبرهم من اهل البيت
ولا انسى عندما انتخب قائد الجيش العماد اميل لحود رئيساً للجمهورية عام 1998 وقد دعاني القاضي نصري لحود لتناول طعام الغداء بعد جلسة الانتخاب في مطعم داخل ملعب على طريق الشام ومعنا الصديق هادي طبشي قوله لي : يا حسن هذه الرئاسة تأخرت على بيتنا اربعين سنة
كنت ادرك ان جميل لحود كان يستحق الرئاسة لكن نصري بك شرح لي ما كان يبدو ان صديقنا هادي يعرفه وهو ان جميل لحود كان يتقدم فؤاد شهاب في التراتبية في الجيش وانه كان اولى بقيادة الجيش منه لكن واقعة حصلت في كلية حمص العسكرية التي كانت كلية الجيشين اللبناني والسوري في عهد الانتداب اثرت على مستقبل الضابط التلميذ حميل لحود .. ما هي ؟
يقول نصري جميل لحود ان والده كان في مقصف الكلية اثناء فترة العشاء وانه شاهد ضابطاً فرنسياً يهين نادلاً سوريا ً فلم يتحمل اهانة فرنسي لعربي فإندفع يرد عن السوري الاهانة واقفاً بين الفرنسي والسوري فاشتكى الضابط الفرنسي الى قيادته من تصرف جميل لحود فصدر حكم بتأخير تخرجه ليتفوق فؤاد شهاب عليه فيصبح رئيساً للجمهورية عام 1958
قلت لنصري لحود : اذن والدك عصبي ولا يطيق الزاحلة ( اي الذي يزيح عن الخط) ورويت له ما كنت سمعته منذ اربعين سنة بواقعة امره جنوده بالتصدي للجنود الامريكان الذين نزلوا شواطىء
بيروت عام 1958
في الحلقة المقبلة اتابع كشف اوراق اخرى عن الرئيسين اميل لحود ورفيق الحريري
الشراع
يرجى الضغط أدناه لقراءة مواضيع اخرى متعلقة:
من أوراق حسن صبرا- هل مات حافظ الأسد سنيًّا؟
من اوراق حسن صبرا / عندما قال رابين لن آكل القمر الدين في سوق الحميدية!
من اوراق حسن صبرا / اين دفن بشار الاسد شيخه البوطي؟
من اوراق حسن صبرا / ياسر عرفات في ذكراه
من اوراق حسن صبرا/ عشاء مع القذافي
من اوراق حسن صبرا / عندما قلت لرفيق الحريري لبنان لا يتحمل جمال عبد الناصر !!
من اوراق حسن صبرا / وساطتي بين العقيد القذافي والامام الخميني
من اوراق حسن صبرا/ ما الذي قاله طارق عزيز بعد انتهاء الحرب العراقية - الايرانية؟
من اوراق حسن صبرا / حافظ الاسد اكد تورط جميل السيد بتفجير سيدة النجاة !
من اوراق حسن صبرا / وقائع مع كمال جنبلاط ارويها في ذكرى اغتياله الـ 44
من اوراق حسن صبرا / اسبوعان في ضيافة مسعود البرازاني
من اوراق حسن صبرا - ما لم يقله عبد الحليم خدام
من اوراق حسن صبرا مالم يقله عبد الحليم خدام ( الحلقة 2) عن مجزرة ثكنة فتح الله وما سبقها