بيروت | Clouds 28.7 c

نتنياهو وترامب وبوتين...ثلاثي قذر في سلّة سياسية واحدة / الإعلامي أحمد حازم

 

نتنياهو وترامب وبوتين...ثلاثي قذر في سلّة سياسية واحدة

الإعلامي أحمد حازم

الشراع 21 تشرين الثاني 2024

 

نتنياهو كان أول سياسي في العالم يهنئ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في الخامس من الشهر الحالي. التهنئة لم تكن عادية، لأن نتنياهو غلفها بكلمات وصفات فيها الكثير من المبالغة التي تصل الى حد التملق غير المعقول. فقد قال نتنياهو في تهنئته:" تهانينا لأعظم عودة في التاريخ. إن عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تقدم التزامًا متجددًا بالتحالف القوي بين إسرائيل وأمريكا." وهل يوجد نفاق أكثر من ذلك؟ فأين العظمة التاريخية في عودة رئيس سابق إلى منصب الرئاسة؟

أما الرئيس الروسي بوتين، فلم يكن أقل نفاقاً من صديقه نتنياهو. فقد قال بوتين على هامش "منتدى فالدايالدولي للحوار" ان ترامب "رجل شجاع" وأن تصريحاته "تستحق الاهتمام".

لا ندري عن أي شجاعة يتحدث الشيوعي بوتين عن المسيحي الصهيوني ترامب. فهل شجاعته المعجب بها بوتين ناتجة مثلاً عن إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل وضمها لمرتفعات الجولان السورية ونقل السفارة الأمريكية الى القدس؟ 

في خمسينيات القرن الماضي ظهرت فرقة موسيقية مصرية شهيرة اسمها لثلاثي المرح، تميزت بأعمالها الاجتماعية للناس على جميع المستويات. واليوم لدينا ثلاثي سياسي من نوع آخر يمكن تسميته "الثلاثي القذر" المتميز بأعماله المعادية للشعوب.  

هناك قواسم مشتركة بين هذا الثلاثي. نتنياهو ليس رئيساً ليهود "إسرائيل" فقط، بل لكل يهود العالم، وترامب ليس رئيساً للأمريكيين فقط بل (عمليا) هو رئيس لكل العالم، لأن أمريكا هي التي تتحكم بالعالم. وبوتين ليس رئيساً لروسيا فقط بل هو رئيس لكل الروس في العالم بما فيه الروس اليهود في "إسرائيل" والذي يبلغ تعدادهم حسب المعلومات المتوفرة نحو مليون يهودي.

وزيرة العدل الصهيونية السابقة اليمينية المتطرفة إيليت شاكيد، وصفت نتنياهو بأنه "الديكتاتور الذي تحركه شهوة السلطة والقوة". وقد جاء ذلك في تسريب صوتي نشرته القناة (12) الإسرائيلية. هذه الشهوة للسلطة والقوة سمة مشتركة بين الثلاثي نتنياهو وبوتين وترامب.

فوز ترامب في هذه الانتخابات يقول عنها الناس في الشارع انها "حظ من السماء" ويقول عنها بعض آخر " مثلما تكونوا يولى عليكم" وهناك فئة تقول "شعب غبي يأتي برئيس غبي". قد يكون ذلك صحيحاً. فكيف يمكن لمرشح تلاحقه اتهامات دنيئة وبسجل مليء بالبقع السوداء وسلوك منحط أن يكون الرجل الأول في أمريكا؟ ويبدو أن الرئيس في أمريكا كلّما كثرت فضائحه ازداد جمهوره، وكلّما هاجمته وسائل الإعلام ونالت من سمعته ازداد المعجبون به.

 ترامب الذي استطاع تكسير كل الحواجز للوصول الى الكرسي رقم واحد في البيت الأبيض، أصبح الآن سيد السلطات بحصول حزبه على غالبية مقاعد الكونغرس بمجلسَيه (الشيوخ والنواب) وعلى المحكمة العليا التي ينتمي معظم قضاتها لحزب ترامب. وبذلك أصبح “سيّد السلطات” في أميركا، والأصح صارت  الولايات المتحدة “أمريكا ترامب”.

ليس من المستغرب أن يحلم ترامب بحكم أمريكا ما دام حيّاً وأن يتلازم اسمه مع صفة “قائدنا إلى الأبد”،  وربّماجعل أميركا مملكة غير معلنة يحكمها من بعده سلالته من آل ترامب مثل عائلة الأسد في سوريا. لكن الحلم شيء والحقيقة شيء آخر، وليس كل ما يتمنى المرء يدركه.