بيروت | Clouds 28.7 c

بتماهي العملاء مع العدو: الفتن والحرب الأهلية المرتقبة / د. حسن محمود قبيسي

 

بتماهي العملاء مع العدو: الفتن والحرب الأهلية المرتقبة / د. حسن محمود قبيسي

الشراع 21 تشرين الثاني 2024

 

في  العلاقات السياسية  بين  الدول ، و الجبهوية بين الأطراف والأطر السياسية والشخصيات  العامة في الصف الوطني الواحد ، داخل الوطن أو خارج حوده  و أبعد  منها ؛ قواعد عامة تحكمها وفق أن كل شريك حليف وما كل حليف شريك ، وعليه ، فلكل شريك صلاحية المشاركة بالقرار بما يوازي ما يقدمه ، ولكل حليف وعليه واجب النصيحة بصدق ، «فصديقك من صدقك القول  لا من صدقك »، وعلى المعني مباشرة الاستماع ولوفي حدود الاستشارة .  وتبقى سرية القرار وطرق و ظروف  تنفيذه ،و الثقة المبنية على التجربة والعمل المشترك هي الضابط .

 في الخندق المقابل للمقاومة وحلفائها، تصطف أطراف المعارضة المحلية اللبنانية الهوية - دون الانتماء-  بكل مكوناتها و مطالبها في مواجهة مع المقاومين ،  والمواجهة  أعنف درجات المعارضة - مستفزة  بتماهي  بعضها مع مواقف العدو الصهيوني، ومثيرة للاستهجان حين يحتج ( بعضها ) على  تجاهله وهو الذي لا تأثير له في سير الأمور، وعلى تجاهله  في  مساعي هوكشتاين لوقف إطلاق النار بين لبنان المقاوم والعدو  الصهيوني ، وهوالفريق المتصهين الذي يسقط عن العدو أي مسؤولية في العدوان وغزو لبنان المحتلة بعض أراضيه  حتى اليوم ، ويختلق له   (للعدو ) ذرائع غزوه التدميري الهمجي، وإذا كان له أن يعتب فعتبه على مشغله الصهيوني .

ما حملنا على إثارة هذا الموضوع  اللغط الحاصل نتيجة عملية « طوفان الأقصى  » الانقضاضية والخاطفة والتي فاجأت حتى الأقربين إلى حماس ، وأسفرت عن مفاعيل و تداعيات كان يمكن التقليل منها لو أخذت بعين الاعتبار بعض  مستلزمات الصمود والتصدي وردات  الفعل  الحتمية ، ومن أبرز ما أسفرت عنه حتى اليوم:  

- لم يعد   الكيان  الصهيوني  ملجأ آمنًا ليهود  العالم ،ولا جاذبًا لاستثمارات عالمية، فرحل نهائيًا المئات من النخب  العلمية  و الفكرية وأصحاب الساميل و الاستثمارات .

- فشل  العدو باسترداد معتقليه، وقُتل نصفهم برصاص صديقة بعدما حاول استردادهم عنوة، وتمنعه عن الإفراج عن المعتقلين  الفلسطينين في سجون  العدو .

- وقف الاستسلام الرسمي  العربي ،وأبرز أوجهه  تطبيع العلاقات بدرحات متفاوتة وأشكال  متعددة بين الأنظمة العربية و العدو الصهيوني .

- وأد مشروع  الشرق الأوسط الجديد بحلته الصهيوأمريكية ، وبدء مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد بملامحه العربية الإسلامية .  

- تدمير غزة .

- العدوان الهمجي على لبنان و شعبه وجرائم  القتل و الاغتيالات والتي طالت كبار قادة المقاومة  وفي طليعتهم سماحة السيد  القائد ، و التدمير  و التهجير .

أكتب اللغط  لا النقد ، بتوقيته وما يرمي إليه، وبعضه ترداد عملاء العدو لطروحاته ، بالتطاول  على  حماة لبنان ومن أعطي مجد لبنان  لهم وحدهم ،حتى وصل الأمر بالطليق سميرجعجع  المطلق سراحه بعفو سياسي اقره البرلمان اللبناني بالاجماع في جلسة مريبة ومثيرة  للشبهات يوم  الإثنين 18-7-2005  للمطالبة بكل وقاحة بتجاهل الشيعة  .  

وكان قد تمّ توقيف الطليق جعجع في شباط 1994 بتهمة تفجير كنيسة سيدة النجاة في مدينة ذوق مكايل، وأعُلنت براءة جعجع في تلك القضية ولكنه حوكم في قضايا أخرى، فأنزلت به عقوبات بالإعدام وخفضت إلى الأشغال الشاقة المؤبدة في دعاوى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي، واغتيال رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» داني شمعون وزوجته وولديهما، ومحاولة اغتيال الوزير والنائب ميشال المر.

واللغط المتفشي اليوم ،  في حال سلمت  النية  مزايدة وثرثرة على ضفاف  الليطاني . وفي حال مراجعة سريعة لماضي تلك  المجموعة ، فاللغط  تضليل مرتكز إلى وهم وسراب أمنية بالعودة إلى ما قبل الصحوة  الشعبية وانتصارات شعبنا ، لغط لا يخدم إلا العدو الصهيوني،  بما يستنزفه من زخم  التصدي له، واستدراج المتصهينيين الوطنيين  لمساجلتهم وفضح تآمرهم على لبنان و أهله، والتذكير بماضي  فريقهم بالعمالة للعدو  الصهيوني ، وبعث الأحقاد والكراهية والعصبية الجاهلية والتمييز و العنصرية وتعدد الولاءات .

النقد  البناء  في ظروفه وتوقيته و دوافعه حق  وواجب وضرورة لصناعة المستقبل الواعد، وفي غير ذلك مما يثاراليوم تشويش وإلهاء وإثارة فتن قد تبدأ بموجة اغتيالات صهيونية التخطيط والاستفادة ، وتجر إلى تجديد الحرب الأهلية ، وقد لا تبعدها حكمة  القادرين وحدهم عليها