بيروت | Clouds 28.7 c

من اوراق حسن صبرا / هكذا قدم مصطفى الترك عمرحرب للشيخ منتظري

مجلة الشراع 31 آب 2021

كنت رافقت الامام الخميني في عودته الى وطنه من غربة فرضت عليه بين تركيا والعراق وفرنسا طيلة الفترة الممتدة من العام 1963 حتى العام 1979(وقد كتبت عن هذه الرحلة في وقت سابق)

 وعندما عدت الى بيروت رتبت زيارة لوفد ناصري كان اول من يدخل طهران بعد سقوط الشاه في 11/2/1979

ضم الوفد عمر حرب ومصطفى سعد ومصطفى الترك وعبد الرحيم مراد وكمال يونس ، وفي طهران التقينا قيادة حزب جمهوري اسلامي الذي كان قد اسس للتو وضم ثلاثة ملايين عضو وابرز اسماءها السيد محمد بهشتي والشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني والسيد علي خامنئي والدكتور حسن آيت والسيد عبد الكريم موسوي اردبيلي

التقينا في منزله امام مسجد طهران السيد محمود طالقاني وكان السفير السوفياتي خارجاً قبل لحظات من عنده ، وكان السيد طالقاني حاضناً للاسلاميين المعادين للشاه ولم يكونوا تابعين للامام الخميني لكنهم شاركوا بكفاءة عالية بفعاليات الثورة الشعبية وابرزهم على الاطلاق منظمة مجاهدي خلق ( الشعب)

عند السيد الطالقاني اكتشفنا اول تمايز بين قوى الثورة التي اطاحت بالشاه ، اذ بعد ان كلف الامام الخميني رئيس حركة تحرير ايران د مهدي بازركان تشكيل اول حكومة بعد نجاح الثورة ظهر اعتراض من قوى شعبية كبيرة مؤيدة للإمام الخميني راحت تنتقده في اوائل حكمه... وعندما كنا عند طالقاني سمعنا منه دفاعاً قوياً عن بازركان ..

وعندما عرضنا عليه ملصقاً للاتحاد الاشتراكي العربي مؤيداً للثورة الاسلامية ضد الشاه وذكرنا صفتنا كناصريين من لبنان فاجأنا الامام الطالقاني بقوله:

كنا في السجن انا وصديقي د بازركان وعندما كنا نستمع الى خطاب لجمال عبد الناصر من راديو ترانزيستور مهرب الينا في السجن كنا نبكي .. وكنا نمرر الراديو بين الزنازين ونهتف الله اكبر لما يعلنه عبد الناصر من مواقف ، وقد شعرنا كلنا بالخجل عندما اعلن عبد الناصر قطع علاقاته مع ايران بعد اعتراف الشاه بإسرائيل.

تحدث الامام الطالباني بودّ عن مجاهدي خلق وما كنا نتوقع يوماً صداماً بينها وبين خط الامام الخميني

في قم كان معنا دائماً الشيخ محمد إبن الشيخ حسين علي منتظري وكنت التقيته في نوفل لو شاتو ثم عند وصولنا مع الامام الخميني الى طهران في مدرسة بهارستان وهو الذي تولي ترتيب لقاءاتنا مع الشيخ منتظري الاب ، وعندما كنا عند الشيخ الودود الطيب اراد الحاج مصطفى الترك تقديم اعضاء الوفد اليه فقال الاسماء بحسب الجلوس عن يمين الشيخ: الاخ عبد الرحيم مراد

الاخ مصطفى سعد

الاخ كمال يونس

فلما وصل الى تسمية عمر حرب قال: الاخ ابو حسين حرب..

فلما خرجنا بادر الحاج مصطفى وهو انسان خلوق لماح وخفيف الظل وصاحب نكتة ليعتذر لي قائلاً:

اخ حسن انا اعرف انك لا تهتم لهذه المسألة وكنت ستقدم الاخ عمر بإسمه عمر وانا اعتبرت ان الاسم سيكون ثقيلاً على سمع الشيخ منتظري ونحن في قم فبادرت انا بتقديم اعضاء الوفد وهذا اسلم  لنا جميعاً !!

طبعاً ضحكنا لطرفة الحاج مصطفى ... وقبل ان انتقل الى طرفة اخرى من الحاج مصطفى نذكر اهم ما قاله الشيخ منتظري وقد علم من تقديم وفدنا اننا نمثل ناصري لبنان وهو:

 اننا نرى ان مصر هي المؤهلة لقيادة المسلمين وانها الآن في عهد السادات في مرحلة فقدان التوازن ولكن هذا لن يدوم طويلاً فمصر وايران قريبان جداً من بعض ولا بد ان يتفقا على قيادة المسلمين

وعندما عدت الى لبنان كتبت بهذا التوجه مقالات في جريدة السفير اثارت اهتماماً قومياً واسلامياً

*عند الامام الخميني

اخذنا الشيخ محمد منتظري رحمه الله للقاء الامام الخميني في قم وعندما كنا في مجلس وقبل دخوله الينا لفت الحاج مصطفى منظر كمال يونس الجالس مثلنا ارضاً لكنه بدا فاتحاً يديه فعلق الحاج مصطفى همساً: شوفوا الاخ  كمال كأنه جالس على باب الجامع يستعطي الحسنة ، وكادت قهقهات تخرج من افواهنا لكننا جميعاً دارينا الموقف بإفتعال سعال ووضع بعضنا منديلاً سحبه من علبة امامه على الارض

دخل الامام الخميني علينا مردداً السلام عليكم ورحب بنا بعد الجلوس ارضاً وكان الامر الاساس في حديثه عن فلسطين وحتمية تحريرها وعن وحدة المسلمين وعن مقاومة المحتل الصهيوني والاستكبار العالمي .

*اللجان الشعبية وحواجزها

عدنا من قم ليلاً وتعمد الشيخ محمد منتظري مرافقتنا في حافلة صغيرة اقلتنا من المدينة الدينية الى طهران ، وطوال الطريق الممتد اكثر من مئة كلم اوقفتنا حواجز اللجان الشعبية التي تحولت فيما بعد الى نواة للحرس الثوري الاسلامي

وهذه اللجان هي التي كانت تنظم المظاهرات الشعبية الحاشدة في كل مدن وبلدات ايران ضد نظام الشاه حتى نجحت في اسقاطه بقيادة الامام الخميني ، وكانت اجراءاتها وتشددها في الحواجز ليلاً مفهومة ومبررة بسبب الثقل المخيف الذي كانت تتوقعه من جماعات الشاه الامنية ، ولم يخطر ببالنا وقتها ان هذه الاجراءات كانت موجهة تحسباً ضد جماعات اخرى كانت ضد الشاه لكنها كانت ايضاً ضد الخميني نفسه ، ولقد تحسب الخميني لهؤلاء الخصوم والاعداء من دون ان ننسى الثقافة الفارسية في شدة الحرص والعمل السري والعمل الاستخباراتي ربما كأول عمل امني في تاريخ البشرية عند الفرس

وفي كل حاجز للجان الشعبية كانت المفاجأة اننا نلمح من بعيد ضوءاً يتلاعب بالنور إعمالاً وإطفاء الى ان نصل اليه فيقف السائق ليخرج من الظلام اشباح يحملون الاسلحة الرشاشة وينتشرون بشكل عسكري حول الحافلة ، وفي كل مرة كان الشيخ منتظري ينزل لمحاورة مسؤول الحاجز ثم يعود ، وفي اكثر من مرة كان الانتظار يطول لأكثر من خمس دقائق الى سبع وعشر دقائق

*آخر طرفة للحاج مصطفى

توجهنا ظهر جمعة لاداء صلاتها في جامع الامام الكاشاني على مدخل بازار طهران وحين انهينا الصلاة اخذ كل منا حذاءه الذي خلعه عند المدخل في امكنة مخصصة ، لكن لمّا عمر حرب لم يجد حذاءه فبادره الحاج مصطفى بقوله : معلوم عرفوا انو صاحب الصباط اسمو عمر... اخدوه

الشراع

 

يرجى الضغط أدناه لقراءة مواضيع اخرى متعلقة:

من أوراق حسن صبرا- هل مات حافظ الأسد سنيًّا؟

من اوراق حسن صبرا / عندما قال رابين لن آكل القمر الدين في سوق الحميدية!

من اوراق حسن صبرا / اين دفن بشار الاسد شيخه البوطي؟

من اوراق حسن صبرا / ياسر عرفات في ذكراه

من اوراق حسن صبرا/ عشاء مع القذافي

من اوراق حسن صبرا / عندما قلت لرفيق الحريري لبنان لا يتحمل جمال عبد الناصر !!

من اوراق حسن صبرا / وساطتي بين العقيد القذافي والامام الخميني

من اوراق حسن صبرا/ ما الذي قاله طارق عزيز بعد انتهاء الحرب العراقية - الايرانية؟

من اوراق حسن صبرا / حافظ الاسد اكد تورط جميل السيد بتفجير سيدة النجاة !

من اوراق حسن صبرا / وقائع مع كمال جنبلاط ارويها في ذكرى اغتياله الـ 44

من اوراق حسن صبرا / اسبوعان في ضيافة مسعود البرازاني

من اوراق حسن صبرا - ما لم يقله عبد الحليم خدام

من اوراق حسن صبرا مالم يقله عبد الحليم خدام ( الحلقة 2) عن مجزرة ثكنة فتح الله وما سبقها

من اوراق حسن صبرا / عندما قال رفيق الحريري ان اميل لحود هو افضل من يكون رئيس جمهورية

من اوراق حسن صبرا / بين رفيق الحريري واميل لحود

من اوراق حسن صبرا / بين صدام حسين وياسر عرفات

من اوراق حسن صبرا / هذا ما سمعته من عبد الحليم خدام عن حافظ الاسد..

من اوراق حسن صبرا / الامام الخميني من النجف الى "نوفل لو شاتو"

من اوراق حسن صبرا / كشفت لأحمد بن بله سر التنظيم الطليعي

من اوراق حسن صبرا / في مجلس الشيخ العروبي الوطني عبد الحميد الحر - مجلة الشراع 18 آب 2021

من اوراق حسن صبرا / هكذا قدم مصطفى الترك عمرحرب للشيخ منتظري - مجلة الشراع 31 آب 2021

الوسوم