بيروت | Clouds 28.7 c

اغتيال نصرالله أولوية اسرائيلية بعد العجز عن استهداف السنوار ومحمد ضيف / خاص- "الشراع"

اغتيال نصرالله أولوية اسرائيلية بعد العجز عن استهداف السنوار ومحمد ضيف / خاص- "الشراع"

الشراع 10 حزيران 2024

 

كما بات معروفاً، فان رئيس الموساد السابق بوسي كوهن الطامح لرئاسة الحكومة هدد باغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله . مضيفاً ان اسرائيل تعرف اين نصرالله. وان شئنا يمكننا ان نقضي عليه".

هذا التهديد ورد في سياق حالة الارباك والتخبط التي يعيشها الكيان الصهيوني من جراء العمليات النوعية للمقاومة في اطار المواجهات الحاصلة على الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني.

وصار موضوع الرد على عمليات المقاومة والقدرات التي اكدت امتلاكها لها وبشكل ادى الى خلخلة ما كان يوصف به جيش العدو بانه جيش لا يقهر موضوعاً رئيسياً يتصدر المشهد العام في المنطقة.

وكل ذلك جاء  بعد الخسائر الفادحة التي الحقتها المقاومة به وادخالها منظومة جديدة من الاسلحة في اطار عمليات الردع التي تقوم بها في مواجهته لا سيما على صعيد لجم سلاح الجو الحربي الاسرائيلي وما كان يعرف به من تفوق كاسح في ميادين القتال.

ومن الواضح ان فكرة اغتيال نصرالله ليست فكرة عابرة او عرضية يطرحها رئيس الموساد السابق . وهي فكرة طالما كانت مطروحة في اسرائيل منذ توليه الامانة العامة للحزب . وقد سبق لتل ابيب ان قامت باغتيال الامين العام السابق السيد عباس الموسوي والقائد العسكري للحزب عماد مغنية.

ووفقاً لما يقوله قيادي بارز حليف لثنائي حزب الله وحركة امل ، فان التهديد باغتيال نصرالله لا معنى له ، ليس فقط لانه لا يخيفه ، بل لان الامر طالما كان مطروحاً على مدى اكثر من عقدين من الزمن وقد فشلت اسرائيل في انفاذ ما تطمح اليه في هذا الصدد بسبب الاجراءات والتدابير المعتمدة من قبل الحزب والتي نجحت في منع اسرائيل من تحقيق هدف كان على الدوام هدفا مركزياً لها .

اما الكلام عن ان اسرائيل تعرف اين نصرالله وان بامكانها القضاء عليه ،فهو مجرد" سفسطة"  كما يقول القيادي نفسه ،ويدخل في اطار الدعاية التي يسعى رئيس الموساد السابق لاستخدامها في سياق العمل على تحقيق طموحاته السياسية.

ولو كان ما يقوله رئيس الموساد السابق صحيحاً ، لما كانت اسرئيل ترددت في استهداف نصرالله للتخلص ممن تعتبره عدوها الاول .سواء قبل حرب غزة او بعدها .

ويمكن ادراج الكلام عن استهداف نصرالله الان في نطاق ما تضعه اسرائيل من اهداف لها اخفقت في تحقيقها رغم مضي اكثر من ثمانية اشهر على بدء حربها المجنونة ضد غزة . وفي مقدمة هذه الاهداف اغتيال قادة حركة حماس وعلى راسهم يحيى السنوار ومحمد ضيف.

ومن المؤكد ان اسرائيل لن تتردد في الاقدام على استهداف نصرالله لو كان الامر متاحا لها ،او لو كان هناك فرصة ولو جزئية متوافرة لها . علماً ان حزب الله يضع مسألة حماية امينه العام في اطار منع اسرائيل من تحقيق ما يمكن ان تعتبره انتصاراً لها في حربها ضد المقاومة ومحورها وايضاًفي اطار حربها على لبنان واللبنانيين الذين استطاعوا بمقاومتهم إذلالها واجبارها على الانسحاب من اراضيهم المحتلة في العام 2000 وفي الحؤول دون قيام  ما أسمته وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليزا رايس الشرق الاوسط الجديد في حرب العام 2006.

ولا حاجة في هذا المجال للكلام عن نصرالله القائد ، الا انه يكفي الاشارة الى ان كل اطلالة له امام الرأي العام تشكل في علوم الاستراتيجيا والتكتيك تطوراً نوعياً في المواجهة مع اسرائيل وبشكل مؤثر للغاية ليس فقط في اوساط مريديه وانصاره وحلفائه واصدقائه بل وايضاً في اوساط الرأي العام الاسرائيلي الذي يصدق امين عام حزب الله وفي الوقت نفسه لا يصدق قياداته على اختلاف مستوياتها  لاسيما على مستوى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو واعضائها.

الا ان كل ذلك، كما يضيف القيادي نفسه، لا يلغي حقيقة ان استهداف نصرالله من خلال ما يمكن تسميته" زلة لسان" رئيس الموساد السابق ،مطروح بقوة في الكيان الاسرائيلي باعتباره واحداً من الاهداف غير المعلنة للحرب الدائرة والذي يتصدر الاولويات الاسرائيلية سواء ممن يتولون مسؤوليات اساسية في الحكومة او ممن يعارضونها ويطالبون بالعمل على تنفيذه.

"زلة لسان" تشير بوضوح الى ان التفكير في اسرائيل منصَب حالياً على احتمال ان يكون استهداف نصرالله بمثابة تعويض لمسؤوليها  ، بعد الاخفاقات المتتالية للجيش الاسرائيلي  في حربه على غزة وفي المواجهات الحاصلة بينه وبين المقاومة في لبنان .