انتكاسة الثنائي الحزبي ليست انتكاسة لطائفة...
الشراع 14 كانون الثاني 2025
واضح ان اداء الثنائي الحزبي ليس على مايرام ،ويبدو انّه يتعثر وكلما حاول التوثب للهجوم وجد نفسه يتوثب للدفاع.
هذا سلوك النرجسي المجروح ،الذي انفضّ مِن حوله الذين إعتاد مدحهم وتصفيقهم ،و تحوّلوا ضدّه بالنقد تارة وبالطعن تارة أخرى.
لا يريد الثنائي الحزبي ان يقتنع ان للانكسار العسكري ارتدادات سياسية واجتماعية، عليه تحمّلها لا اسقاطها على طائفة .
لا طائفة تُهزم بالدستور والقانون ما دام المنتصر غير موجود ،وما دامت المواد القانونية تحفظ.حق الانتماء لطائفة الا اذا اعتبر الثنائي الحزبي أنّ أي كادر لا ينتمي للثنائي تلقائيا لا ينتمي ولا يمثل انتمائه لطائفة المسلمين من أهل الشيعة.
غير صحيح، فكل كادر له انتماءه ورأيه ،و عدم الانتساب لحزبي الثنائي لا يعني ارتدادا عن الطائفة الإسلامية.
سوء التقدير وسوء إدارة الصراع المحلي والاقليمي ،وفي السلم كما في الحرب ،تتحمّل مسؤوليتهم قيادة التنظيمين حصراً ،لا جمع الطائفة التي لا حول لها ولا قوة ،بل بالعكس حضنت المأساة الاجتماعية وتتجاوز بصعوبة حالة الطائفة المنكوبة.
لم يكن للطائفة رأي في عنجهية خطاب الثنائي الحزبي ،وعدم احترامه للعقول الجماعية الأخرى التي كمنت ورصدت وهاجمت في لحظة سقوط محور الصمود والتصدي ،وفي لحظة هيمنة الانتداب الاميركي-الفرنسي.
هرم العقل الجماعي الشيعي إلى حدّ انّه لا يستطيع التفاعل مع هول الانكسار.
ليس انكساراَ لطائفة ان يسود القانون البلاد وان يتبوأ الكفوء المنصب المناسب ،وان يتمّ احترام الدستور والعقول.
لم يقدّم الثنائي الحزبي نموذجا اجتماعيا يحتذى به ،في مناطق سيطرته ولا استطاع حتى من حسم رئاسة مجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ،ولا انتهت مفاعيل فضيحة الجامعة الإسلامية بعد.
هذا في اقلّ تقدير،ليس طبيعيا إن ادخر الشيعي ثروة صغيرة ان يغادر الضاحية الجنوبية فوراُ.
هذا على سبيل المثال البسيط جدا ،من دون ان نتوسع لأننا لا نحب نكّءِ الجراح.
انكسار الثنائي الحزبي لا يمتد لانكسار طائفة غنية بالكوادر وبالاراء وبالتنوع ،وكما هو حال الطائفة المارونية من اهل النصارى وطائفة المسلمين من أهل السنة ،فقد هزم سابقا حزبي القوات والكتائب ومعهم الاحرار واستمرت الطائفة المارونية شامخة، وقد سقطت الحريرية السياسية بل اقفل باب دار الرئيس سعدالحريري من اهل بيته السعوديين ،واستمرت طائفة اهل السنّة شامخة .
تنكسر أحزاب وينكسر قادة، إنما لا يستطيع ولا يجروء احد على النيل من طائفة أهل الشيعة، لأنها عصيّة على الانكسار ولأنها اسبرطية ،ولأنها مكوّن اجتماعي اساسي وجوهري في المجتمع اللبناني المضعضع التعيس.
كلنا تعساء في هذا البلد ،ولا احد افضل من أحد.
بالغَ النرجسي في فرط الثقة بنفسه ،وفي عدم الاستماع للمخلصين له بل خوّنهم لنقدهم ولعدم مدحهم ،حتى كثر من حوله الانتهازيون الساعون لاسقاطه ،وللامانة لم يسقط الثنائي ،جماهيره مخلصة له انما عليه تغيير طاقم المستشارين والكوادر المصطنعة ،الذين ساهموا في خداع القادة .
وغزة ما زالت تقاوم وصنعاء ما زالت تقصف العدو الأصلي ،والتاريخ سيكتب ان فدائيي لبنان كانوا مخلصين لفلسطين.
ملاحظة:
الحاقدون الذين يتفلسفون انهم حققوا انتصارات وهمية ،ليسوا غير تافهين ينتظرون التعليمات من الأميركي او الإماراتي او القطري .
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.
#ابو_ليلى_المهلهل
#حميدة_التغلبية
#الحاج_مستاء_الثوري