اخطأ النجيب
بقلم حسن صبرا
الشراع 15 كانون الثاني 2025
يعتبر نجيب ميقاتي واحداً من انبه السياسيين في لبنان ، خصوصاً القادمين من عالم رجال الاعمال، ونجاحه في مجال الاعمال ، اضاف له الكثير كي ينجح في السياسة ، وقد تقلد فيها مناصب وزارية ثم رئاسة الوزراء ثلاث مرات ، وكان -ورغماً عنه -سيكون رئيس الحكومة الاولى في عهد الرئيس العماد جوزيف عون ، وقد نام ليل الاحد في 12/1/2025 وهو
رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة الجديدة، لتخلف حكومة تصريف الأعمال التي سميت كذلك، بعد انتهاء مفاعيل جريمة رئاسة ميشال عون ( 2016-2022).
لكن النجيب جانبه التوفيق في تلك الليلة ، إذ وبينما كان ابو ماهر يغط في نوم عميق، بعد جهود ظل يبذلها طيلة سنوات … استحق خلالها اعجاب الجميع في الداخل والخارج، وكان يجول فيها العالم ، خدمة للوطن ومواطنيه ، والمقاومة وفضحاً للعدو الصهيوني كان السفير السعودي الألمعي وليد البخاري يحسم امر تسمية القاضي المميز نواف سلام ليكون المكلف بتشكيل حكومة العهد العوني الجديد .
غير ان التحرك السعودي الذي ينتظره اللبنانيون منذ سنوات طويلة. . لم يظهر فجأةً، بل ان مقدماته ظلت تشير من خلال مبادرات السفير البخاري التي لم تتوقف ، إلى انتظار اللحظة المناسبة، وقد جاءت في غفلة من الجميع وهي : هروب بشار الاسد يوم 8/12/2024 وسقوط النظام الهمجي في سورية ..
لم يقرأ نجيب ميقاتي ان تركيا أردوغان مكلفة من روسيا واميركا ( ترامب ) بالإنقضاض على ما تبقى من سلطة الهمج في سورية.. التي كان يقودها اجدب جبان كاذب اسمه بشار الاسد ..
دخلت هيئة تحرير الشام مرحلة اسقاط نظام الهمج ، بقرار أميركي - روسي نفذه اردوغان بدعم قطري ، حين كانت الرياض وابو ظبي في مرحلة محاولة تنظيف وتهيئة بشار الاسد للإنقلاب على طهران ، بعد ان ادى وظيفته بتسهيل عمليات برنامج التصفية الشاملةللقيادات الإيرانية في كل سورية ، وكان بشار يقدم الفواتير اللازمة لفتح الباب العربي أمام عودته إلى الحضن العربي، وهو يقيد حركة ايران بعد تسهيل تصفية قياداتها العسكرية ، وبعد فرض قيود على حركة حزب الله في كل سورية .
وكانت الدوحة كما انقرة تحضنان معظم المعارضين لنظام الهمج ، وتصرفا بإطمئنان شديد ، بعد ان سقطت الحماية الروسية - الاميركية - الاسرائيلية عن نظام الهمج .. فانطلقت جحافل الفصائل المسلحة الاسلامية بقيادة ابو محمد الجولاني لتسقط حلب … بعد سقوط القيادات العسكرية التابعة لبشار ( وهذه مسألة اخرى)
وهكذا
بينما كانت الرياض وابو ظبي تنتظران المزيد من تنفيذ تعهدات الكذاب بشار الاسد ( الشراع نشرت تقريراً عن المدة الزمنية التي حددتها الرياض لبشار كي ينفذ تعهداته ، وكتبت انه لن يأتي عام 2025 إلا ويكون بشار نفذ كل ما تعهد به لتنظفه وتحتضنه ، وتعود سورية إلى حضنها العربي ، او يسقط بضمانات عربية لمنع محاكمته )كانت انقرة والدوحة ، اللتان لم تقبلا اي علاقة مع الهمج تستعدان لهز الهيكل المتصدع ، الآيل للسقوط .
فتم الأمر الطبيعي وعادت سورية إنما إلى حضن تركيا وقطر …
هنا لم يتنبه النجيب إلى هذه المعادلة الجديدة التي ظهرت في المشرق العربي.. وتركيا والدوحةًاساسيتان فيها ..
واذا تحدثنا عن نظام الرزمة الواحدة ، فإن نتائج العدوان الصهيوني على غزة وكل لبنان ، صبت في رزمة ابعاد ايران عن المشرق العربي وهي نقطة تقاطع أميركية - روسيةً- اسرائيلية- عربية كان بشار يتشاطر في زعمه الالتزام بها ، مع علمه ان الجميع يبصمون على انه كاذب وعاجز ونفعي
تلقى الرئيس ميقاتي طلباً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، ليكون اول رئيس وزراء في عهد الرئيس جوزيف عون ، مع وعد بأن ماكرون سيتحدث مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، بشأن دعم لبنان ودعم ميقاتي ،
الرياض نظرت ابعد من ذلك ، وسعت البيكار لتقرأ الحدث السوري ، فوجدت ان دمشق باتت في الحضن التركي - القطري ، وهي اعتبرت ان دعم الثنائي الشيعي المحسوب على ايران للميقاتي ، سيخرجه من التعاطف السعودي ،وزيارتيه
إلى دمشق وأنقرة ( بحسن نية ) لم تصبا في طاحونته ، بل تركت " نقزة " سعودية تمثلت في حركة السفير البخاري الذي اخرج أشرف ريفي وفؤاد مخزومي من سباق التسمية لتشكيل حكومة العهد الاولى ، ليجئ نواف سلام .
واخيراً
ابلى الرئيس نجيب ميقاتي بلاء حسناً خلال مسؤوليته ، وخصوصاً في مرحلة تصريف الأعمال ، لكن التوفيق جانبه في الايام الأخيرة ، ولم يستدرك معنى كلام وليد جنبلاط له ، ولم يقرأ باكراً بدايات نتائج الاستشارات ، وكان يمكن ان يستدرك وان يعتذر وان يشكر من ايده
لكنه لم يفعل وللأسف