بيروت | Clouds 28.7 c

الحور العين نساء.. ورجال أيضاً!! / كتب: حسن صبرا

أثار موضوع الجنس في الجنة: ((حقيقة او وسيلة لتجنيد الدواعش)) الذي نشر على غلاف العدد الماضي، اهتماماً شعبياً وثقافياً ودينياً واسعاً. وقد أوردنا في احدى فقراته حديثاً سريعاً عن الحور العين مع اشارة الى امكانية العودة اليه سريعاً.. وها نحن نقدم قراءتين لهذا الأمر الذي ورد ذكره في عدة آيات من القرآن الكريم.

القراءة الأولى

يقول الله في كتابه الكريم في سورة الدخان ((وزوجناهم بحور عين)).

وفي سورة الرحمان: ((حور مقصورات في الخيام)).

وفي سورة البقرة يقول الله عز وجل: ((ولهم فيها أزواج مطهرة وانهن قاصرات الطرف عين، كأنهن بيض مكنون)) أي يقصرن طرفهن على بعولتهن، فلا ينظرن الى غيرهم من الرجال، فهن عفيفات وكذلك لم يطمثهن أنس من قبلهم ولا جان، والمطهرة وصفاً هي النظافة من القذارة والحيض والغائط والبول، وهذه أوصاف كمال لأنثى يعشقها الرجال.

في آيات القرآن الكريم عن الحور العين أمران حاسمان:

  • الأمر الأول جذري، وهو ان الحور العين هم من النساء.
  • الأمر الآخر لغوي وهو ان الأنثى المتزوجة يطلق عليها اسم زوج وليس زوجة.

ومع ايماننا بما قاله الله بأن القرآن الكريم هو آيات وكلمات أوحى بها الله الى الرسول العربي محمد بن عبدالله كي ينقلها للناس، فإن الرسول الكريم لا يمكن ان يضيف من عنده أمراً يخالف ما ورد في القرآن.. ان هو إلا وحي يوحى.. لا ينطق عن الهوى، وفي هذا المجال يؤكد الرسول بحديثه ما كان أوحى به الله اليه ليقوله للناس:

يقول النبي الكريم: ((ولو ان امرأة من أهل الجنة أطلت الى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما وملأته ريحاً)).

ويصفهن في حديث آخر بأنهن خالدت ولا تتقدم بهن الأيام وهن ناعمات.. وهذان الحديثان منسوبان الى الرسول العربي، بحسب ما توارد من أحاديث وكلها فعل بشري وليست وحياً أبداً.

ولو اننا تمعنا لغوياً في الوصف القرآني المعبر عن إعجاز لغوي وقارنا كلام الرسول صاحب الوحي عن الأمر نفسه للاحظنا الفرق لغوياً بين كلام الله وما قاله رسوله في موضوع واحد لذا فنحن نتحفظ دائماً عند نقل أي حديث منسوب للرسول، لأنه نقل بشري وليس وحياً.

فضلاً عن الالتزام العملي في أمرين:

  1. الأول جذري في وصف الحور العين بأنهن نساء.
  2. الأمر الثاني لغوي في توكيد ان لفظ الزوج يطلق على المرأة المتزوجة وليس زوجة.

ولا تلزمنا اضافات المحدثين والمفسرين بأي أمر بعد كلام الله عز وعلا، ولكننا ننقلها كتراث تاريخي بشري ليس فيه من القداسة ما يلزمنا بتقبله من دون نقاش.. وها نحن ننقل عن بعضهم هذه الأقوال:

ينقل ابو هريرة عن الرسول العربي قوله: ان نصيب كل رجل من حوريات الجنة اثنتين وسبعين زوجة (زوجاً) يكتبها ابو هريرة خطأ زوجة سوى زوجاته (يكتبها ابو هريرة خطأ أيضاً) أي أزواجه من الدنيا أي عدا أزواجه في الدنيا.

ووفق أبي سعيد ان رقم الاثنين وسبعين هو وقف على من هم أدنى أهل الجنة، مع ثمانين ألف خادم أما عند من هم أعلى مرتبة من أهل الجنة فهو رقم غير معلوم (لاحظوا ان رقم 72 هو الرقم الذي نسب الى الرسول عندما قال ان أمتي تنقسم الى 73 فرقة، واحدة منها فقط في الجنة والـ 72 الى النار؟!!).

ولاحظوا التمييز الطبقي وفقاً لأبي سعيد في الجنة بين من هم في أدناها ومن هم في الأعلى.. اذا لم يكن أيضاً في الأمر تمييز عنصري؟.. وهذا أمر يناقض كثيراً مما ورد في القرآن الكريم عن المساواة التامة في الآخرة.. وقوله سبحانه ((ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)). أي ان من هم في الأدنى هم الأكثر عملاً للشر، والأعلى هم الأكثر عملاً للخير، وليس أي أمر آخر وفق ابو سعيد.. مرة أخرى نحن نتحفظ على كلام بشر تحدثوا وفق اهوائهم هم وآرائهم وليس في الأمر أي الزام لدين او لرسول..

ونتابع مع ابن عباس وصف متع الرجال في الجنة مع الحور العين فيقول: ((ان الرجل من أهل الجنة ليعانق الحوراء سبعين سنة، ولا يملها ولا تمله، كلما أتاها وجدها بكراً، وكلما رجع اليها عادت اليه شهوته، فيجامعها بقوة سبعين رجل (في قول آخر منسوب للرسول العربي قاله استاذ الدراسات القرآنية في جامعة الأزهر د. عبدالفتاح خضر ان الرجل يعطى قوة 100 رجل في الجماع).

القراءة الثانية

وقد تحدث فيها وقدمها المفكر الاسلامي العراقي. محمد حسن آل ياسين منطلقاً من تفسير لغوي لكلمة الحور العين، فيقول في حديث متلفز:

ان الله أغرى المؤمنين بالحور العين.. وقد اختار هذه اللفظة (الحور العين) ولم يقل الحسناوات او الجميلات لنعرف انه اغراء خاص بالرجال، مع انه قال في آية أخرى عن كواعب أترابا، ليبين انها صفة خاصة للمرأة.. في سياقات تدل على انه يخاطب المؤمنين رجالاً ونساء لينكشف للغوي ان:

حور جمع الوصف أحور للرجل وحوراء للمرأة أي رجل أحور وإمرأة حوراء (افعل – فعلاء) وفي الجمع لا يمكن القول رجل أحور ورجل أحور ورجل أحور بل يستخدم في الجمع لتصبح الكلمة رجال حور العين.

أي رجل أعين (عينه جميلة فتقول عِيِن رجل أعين).

الحور العين جمع لرجال.

حور عين كل واحدة منهن حوراء عيناء.

رب العزة اختار ان يغري الاثنين.

النساء بحور عين من الرجال.

والرجال بحور عين من النساء.. لأنه عادل.

(انتهى كلام ياسين).

تعالوا الى الأرض.

هل هذا يعني ان ((الدواعش)) وصلوا الى هذا التطبيق اللغوي لكلمة حور العين فصارت وصفاً للرجال وللنساء؟ وهل هذا يفسر دفع ((داعش)) نساء للقيام بعمليات إجرامية تقتل فيه المرأة الداعشية نفسها وهي تقتل الأبرياء كما حصل مع هذه المجرمة التي فجرت فندقاً في عمان وقتلت فيه العشرات من بينهم المخرج العربي العالمي مصطفى العقاد؟

ح.ص

 

 

 

 

الوسوم