هل هو التوقيت الخاطىء فقط ؟ / بقلم حسن صبرا
الشراع 14 شباط 2025
لسنا مؤيدين لقرار منع اي شركة طيران مدنية من الهبوط في مطار رفيق الحريرى الدولي في بيروت ، إلا للطيران الصهيوني المدني ( ويا للختل والهبل ولسوء العمل ان الطيران الحربي الصهيوني يصول ويجول ساعة يشاء في كل مكان في لبنان دون اي قدرة موضوعية على منعه ) .
نحن ضد قرار منع هبوط الطائرة الإيرانية في المطار اللبناني ، لأن ذلك مخالفاً للقانون الدولي، خصوصاً وان الطيران الإيراني والعراقي واليمني …يملك كل منهم اتفاقية مع الجهات المعنية في لبنان لهبوط طائراته في مطارنا الدولي، لنقل الركاب جيئة وذهابا، ونقل البضائع والتزود بالوقود ، والخضوع لصيانة طارئة..
ولأن هذا الأمر خاضع للقرار السياسي بالسماح او المنع ، فإننا لم نقرأ منعاً لذلك قبل الآن ، لكننا نعلم ان السماح امراًحاصلاً منذ عشرات السنين .
صحيح انه كان هناك مؤشرات واضحة على صعوبات متدحرجة توضع امام التحرك الايراني ، الذي ربما كان تحركاً من دون ضوابط في سنوات طويلة في المطار وأماكن اخرى كثيرة ، وانها بدأت قبل انتخاب الرئيس جوزيف عون رئيسا للجمهورية، وقبل تشكيل الرئيس نواف سلام اولى حكوماته ،
فتفتيش حقائب دبلوماسيين ايرانيين في مطار رفيق الحريري الدولي، حصل في عهد حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، .. لكن قرار منع هبوط طائرة مدنية ايرانية في مطار الحريري ، تقل ركاباً مدنيين لبنانيين ، من دون اي مسوغ قانوني، هو امر يحمل توقيتاً غير مناسب بالمرة !
لماذا؟
لأنه قرار سياسي ولا علاقة له بأمر من الطيران المدني اللبناني.
وهو قرار يأتي بعد التحذير الصهيوني، بمنع الطيران المدني الإيراني من الهبوط في المطار ..
وهو قرار نفذ بالسياسة في الذكرى العشرين لإغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريرى .
وقبل عشرة ايام من اعداد حزب الله العدة لتشييع سيد المقاومة ونائبه السيدان حسن نصر الله وهاشم صفي الدين اللذان اغتالهما العدو الصهيوني في شهري ايلول وتشرين الاول 2024.
وقبل اربعة ايام من انتهاء التمديد الاول لبقاء الاحتلال الصهيوني لقرى في جنوبي لبنان، احتلها العدو خلال عدوانه على كل لبنان ، وإعلانه انه لن ينسحب من تلال لبنانية في الجنوب ، وهو يمهد الطريق لبناء قواعد عسكرية فيها ،
والأخطر من ذلك ان هذا القرار جاء بعد اقل من 24 ساعة على خرق طيران العدو الحربي جدار الصوت فوق العاصمة بيروت ،ومطارها الدولي .
والأخطر الاخطر
انه ليس في لبنان من لا يعرف ، ان هناك ردة فعل شعبي ستحصل ،على منع سياسي لهبوط طائرة تقل لبنانيين يدرسون او يحجون او يعالجون او يتبضعون او يزورون مدناً إيرانية ومقامات يقدرونها ..
لذا
فإن قرار المنع يستنفر ويستنفر اهالي هؤلاء واصدقائهم… ولهواة النوع فهو يعطي فرصة لمن يتعاطف ان ينزل إلى الشارع ليحتج ويهتف ويقطع طرقات …متى ؟
في ذروة الدعوة إلى المشاركة في مناسبتين متلازمتين هما :
١ - عشرون عاماً على اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري .( والربط حاصل بين اغتيال الحريري وصدور احكام ضد قيادات في حزب الله في جريمة اغتيال الحريري)
٢- عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت للمشاركة الواسعة بهذه المناسبة، بعد هجرة او تهجير وبعد او ابعاد ، وقرار عاجل -وإخر مؤجل -للعودة إلى العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات والبلدية .. تمهيداً - مرجحاً -
لمشاركته هو في الانتخابات النيابية المقبلة بعد سنة وثلاثة اشهر.
فهل فهم الذين اصدروا قرار منع الطيران الايراني من الهبوط في مطار رفيق الحريري، ما الذي فعلوه ؟
هل فهموا ان هذا ما ارادته اميركا ، والأخطر ان هذا ما ينتظره ويحرض عليه العدو الصهيوني -؟
خسرت ايران في سورية .. نعم
سيطر العدو الصهيوني على اجزاء من لبنان ..نعم .١١
خسر حزب الله حليفاً في سورية ؟
اكيد
جمهور وأصدقاء المقاومة في حالة حسرة وحزن ؟نعم .. فلماذا استفزازه ؟
نخشى ان يكون القرار السياسي هذا ،هو استدراج للعهد الجديد الذي استبشر به اللبنانيون للوقوع في فخ كان يمكن تجنبه !!