فرنسا اليوم : "من يجرؤ على الكلام "الجزء الثاني
باريس - اريك مسرة
الشراع 15 ايار 2024
— بعد عملية "طوفان الأقصى " وبعد صدور ردود فعل عديدة من قطاعات مختلفة من الرأي العام، لجأ مناصرو إسرائيل ، وفي طليعتهم" المنظمة اليهودية الأوروبية-OJE " إلى رفع حوالي ٤٠٠ دعوى ضد كل من لم يدن صراحة عملية حماس ،ووصفها بأنها عمل أرعابي او حاول ان يبرر تفهمه لرد فعل الفلسطينيين على ما يعانونه منذ عشرات السنين من احتلال وقتل وتدمير وسجن وتشريد …
سنعرض فيما يلي بعض هذه الدعاوي :
— ١–" تراكمت فظائع الاحتلال ومنذ يوم السبت
(٧ اكتوبر) تلقى هذا ألأخير الرد الذي يستحقه ." جاء ذلك في بيان صادر عن مجموعة من المنظمات وعلى رأسها فرع " CGT "
في شمال فرنسا. هذا البيان صاغه النقابي "جان
بيار ديلسكو ". بعدها مباشرة رفعت المنظمة اليهودية المذكورة دعوى ضد ديلسكو بحجة "تمجيد الأرعاب " لأنه لم يدن عملية حماس بصفتها
عملية ارعابية . وكانت النتيجة أن المحكمة أصدرت حكماً بسجن المتهم مدّة سنة واحدة مع وقف التنفيذ ،ودفع غرامة قدرها خمسة آلاف يورو تعويضاً عن الأضرار المعنوية لأصحاب الدعوى.
أمّا مبررات هذا الحكم فكانت حسب المحكمة كالتالي:
— التخفيف من الإدانة الأخلاقية لعملية فيضان الأقصى الارعابية .
— قلب المعادلة بين الضحية ( إسرائيل) ومرتكبي الجريمة( حماس والمنظمات الفلسطينية الأخرى)
يضاف إلى ذلك أن البيان لم يتضمن أية إدانة لما حدث يوم ٧ اكتوبر، وهذا امر قد تكون له انعكاسات سلبية في فرنسا ، حيث ان معظم الاعتداءات المعادية للساميّة هي نتيجة مباشرة لارتدادات الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي في فرنسا ( بسبب وجود عددٍ كبير من السكان اليهود والمسلمين في هذه الدولة).
—٢–"الهجوم المسلح للقوات الفلسطينية بقيادة "حماس "يأتي في سياق سياسة تكثيف الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية .
إننا ناسف لسقوط ضحايا إسرائيليين وفلسطينيين، ونعبر عن تضامننا معهم.
إن التصعيد الحالي يمكن أن يكون بداية دورة عنف جهنمية،لذا يجب على فرنسا والاتحاد الأوروبي ان يحولا دون ذلك.
يجب وقف إطلاق النار فوراً، وحماية المدنيين "
هذه العبارات وردت في بيان صدر عن الكتلة البرلمانية لحزب "فرنسا الأبية " اليساري الذي درسته الشرطة الفرنسية،وقررت بعدها استدعاء رئيسة كتلة الحزب البرلمانية "ماتيلد بانو Mathilde Panot "
للتحقيق معها بسبب
"تمجيدها بالارعاب " بناءً على دعوى رفعتها "المنظمة اليهودية الأوروبية " المذكورة والتي تعتمد منذ فترة سياسة التحرش الاستفزازي الدائم بكل من يتضامن مع الشعب الفلسطيني، بهدف منعه من التعبير عن آرائه.
الشراع