فدائيان في محطة قطارات تل أبيب: انموذج الصداقة
الشراع 2 تشرين الأول 2024
انت شاهدت وباركت حتماً،سررتَ ان الامور لم تُحسم وأننا لم ننزلق بعد في الزمن الاسرائيلي.
ما زال هناك أمل.
اسراب الطيور المهاجرة من طهران ومن مشهد ومن تبريز ومن أصفهان ومن صعدة ومن صنعاء ومن الهرمل وحلبا وبرجا ..لتحط في فلسطين أجمل لوحة طبيعية شاهدناها في معرض الصراع الطويل والشاق ضد العدو الأصيل.
انت شاهدت وباركت الفدائيان المنطلقان كالبرق في محطة قطارات الشيخ مؤنس يكتبان ويرسلان رسالةبأحرف عربية قاتلة لقادة الكيان المؤقت.
هل عرفت مَن منهما محمد راشد مسك و احمد عبدالفتاح الهيموني؟
تظن ان الأمر سهلاً إذ يكفي ان تنظر إلى الصور والاسماء.
لا،
اعتذر منك،
انت لم تنتبه لما هو أجمل في الصورة،في المشهد،في النص الأدبي.
استولى الاثنان على بندقية ضابط اسرائيلي إنما مشيا معا يطلقان الرصاص ببندقية واحدة.
أحدهما يحمل البندقية والثاني يشدّ عضده،يحمي ظهره بيديه.
أحدهما يطلق الرصاص والآخر يركض إلى جانبه لا يتركه.
لا يغادر المكان،
لا يخون قرارهما المشترك بالثأر لشعبهما.
مشى بقربه كسماء تحمي نبيّ،
كإثبات أخير ان العربي لا يغدر بأخيه،
ان الفلسطيني صورة أصلية للصداقة الحقيقية،للقرار النبيل الصحّ.
إن كان من صورة للصداقة وللاخوة فإنهما آخر اطلالة رائعة للصداقة.
هذا أحمد العربي يا محمود درويش،
هذا محمد الفلسطيني يا سميح قاسم،
هناك في محطة القطارات في تل أبيب ظهرت الصداقة الفلسطينية لآخر مرة ،وقد التقِطَ لها صورة رائعة من دون مخرج لا هوليود لها.
من هنا ومن تحت شجرة كينا محررة في بيروت ،و واقفا قرب مسجد محمد الأمين اتمنى لو ظهرتُ بالصورة مع محمد وأحمد.
أجمل ما في الصورة انك لن تميّز محمد من احمد من البندقية.
والله اعلم.
#حميدة_التغلبية
#الحاج_دعيبس_الثوري