التمديد لمجلس النواب يجمع بري وجعجع!!
الشراع 13 ايلول 2024
سيتعذر وضع قانون انتخاب نيابي جديد ، كما سيكون من شبه المستحيل اعتماد القانون التفتيتي الذي وضعه صهر عون الصغير ، وأيده فيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لحسابات حزبية وشخصية بحتة !
فما العمل ؟
انه التمديد لمجلس النواب الحالي ، الذي جاء بهذه الفسيفساء غير المسبوقة إلى ساحة النجمة .
واذا كان هناك من ما زال يشك بأن هناك امر استراتيجي يجمع نبيه بري وسمير جعجع ، وهو انهما يمثلان اهم سياسيين لاميركا في لبنان ( ولكل واحد منهما دوره عند واشنطن ) فإن التمديد لمجلس النواب الحالي، هو جامع مشترك بين بري وجعجع .
ونحن لا نغفل ان التمديد للمجلس مناسب تماما لجهات اخرى منها صهر عون الصغير ، الذي سيضطر للحس كل مواقفه ومحاولاته لابتزاز حزب الله ، وسيعود إلى بيت الطاعة في حارة حريك ، مؤيدا التمديد ليظل عنده عدد كاف من النواب يجعله القوة المسيحية الثانية بعد القوات
اللبنانية .
اما الجهات الأخرى فهي ممن سمي بنواب التغيير ( التسميةالشعبيةهي نواب التعتير!!)
جعجع يريد التمديد لأنه مستفيد تماماُ من الوضع الحالي ، حيث يشكل اقوى كتلة نيابية حالياً، وهو يخشى وضع قانون جديد سيخسر فيه عدداً من المقاعد النيابية لصالح مستقلين طامحين في كل مناطق لبنان
اما نبيه بري فهو يريد التمديد لاسباب عدة اهمها:
١- تجاوز حرج الترشح لرئاسة مجلس النواب ، وقد بات على باب التسعين من العمر ، بطول مدة بقاء رئيساً لمجلس النواب تصل إلى 34 سنة بشكل لا منطقي ولا وطني ولا إنساني .
٢ - بري يريد تجاوز مسعى اعادة تشكيل لوائح حركية للانتخابات ، وهناك عشرات الطامحين الحركيين للترشح للانتخابات ، وكثيرون منهم موعودون منه ومن افراد في عائلته ، التي تتناتش المقاعد في اكثر من قضاء في الجنوب تحديدا. .. بعد سلسلة وعود لضمان الولاء وغيره .
٣- لم يعد نبيه بري قادرا على حسم الأمور داخل حركة امل ، على الرغم من أنه هو هو القائد الوحيد الذي يدين له الحركيون بالولاء المطلق ..
لكن بري يعرف كيف يتمرد عليه قياديون في الحركة عند الترشيح للانتخابات ، وكم وعد فلاناً بإنه سيكون مرشحه في هذا القضاء، فإذا بقيادات هذا القضاء من حركة امل ترفض مرشحه وتفرض عليه مرشحها، مهددةبمقاطعة الانتخابات ، فيتراجع بعد ان يضيق صدره ،وما عاد يملك الطاقة على النقاش او المسايرة او التهديد !
٤ -وقف نبيه بري طويلاً امام نتائج انتخابات قضاء بنت جبيل ، في دورة 2022. حيث حصل مرشح حزب الله في القضاء حسن فضل الله وحيداً، على ثلاثة اضعاف اصوات مرشحي حركة امل ( ايوب حميد وأشرف بيضون )وهذا يعني ان كل نواب حركة امل سيكونون تحت رحمة قرار حزب الله بتأييدهم ليصبحوا نواباً .. وفي حال وقف الحزب على الحياد ، فإن عدد نواب حركة امل في انتخابات مقبلة ، سيهبط إلى نصف العدد الحالي !! اليس هذا مدخلاً لترشح شيعي مستقل لرئاسة مجلس النواب… في وقت يدعو فيه نبيه بري الله ان يبقى رئيسا للمجلس إلى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً!!
ثم ان العدوان الصهيوني على كل فلسطين ، والإلتزام المبدئي لحزب الله بالدفاع عن القضية الفلسطينية باستمرار المقاومة ستفرض تأجيل الانتخابات النيابية إلى ما شاء الله !!
أليست هذه دوافع ذاتية وأسباب موضوعية لطرح التمديد .. بعيداً عن نظرية المؤامرة ؟
الشراع