التهجير الجديد للغزّيين ... تفكيك !
رائد عمر- العراق
الشراع 27 كانون الثاني 2025
أخطأت حركة حماس ،واقترفتْ خطأً ستراتيجياً حين لم تتبنّ ،ولم تضع شرطاً مسبقاً على الأسرائيليين بتعهدٍ خطّي وموثّق أمام الأمم المتحدة ،بعدم تهجير اي مواطن من مدينة غزة ومن عموم القطاع , وإلإ لا تبادل لرهائن او محتجزين صهاينة ، في مقابل المعتقلين الفلسطيين في سجون العدو , ولا حتى لوقف اطلاق النار ( على الرغم من انّ اطلاق النيران الفلسطينية قد ضَعُفَ عمّا قبل .! ولم ينتهِ , ويعززه في ذلك بعض عمليات الفلسطينيين في مختلف مدن الضفة الغربية وحتى من الداخل اي ما يسمى بعرب الداخل , وبما يشمل عمليات الدهس والطعن .! , وربما يجري تكثيفٌ صاروخي من ساحة الحوثيين المتبقية من" وحدة الساحات " .
في واقع هذا الأمر المرّ الذي اتخذه الرئيس ترامب " بشكلٍ اجتهاديٍ " مع تنسيقٍ مسبق مع قادة تل ابيب , ومع ركلة شديدة للأمم المتحدة ولأمينها العام السيد انطونيو غوتيريس , والذي بمقدوره حث و " تهييج " الدول الأعضاء في المنظمة على استصدار قرار أممي لرفض مشروع ترامب غير المشروع .!
في الحقيقة الأخرى , فعلى الرغم من بعض الضُعف لورقة الرهائن الأسرائيليين لدى حركة حماس " بعدما تمّ الأفراج عن البعض منهم " , فلا زال بوسعها ايقاف وعرقلة وحتى تجميد عملية التبادل القائمة الى إشعارٍ آخرٍ ومتأخّر , الى أن يرعوي السيد ترامب ومشتقاته ومرادفاته الصهاينة في تل ابيب , ويعلن عن الغاء قراره او موقفه من التهجير ... موقف معظم دول الخليج ودول التطويع ما انفكّ وما برح هشّاً ومخجلاً ..بأستثناء التصريحات الرنانة وشبه المدويّة اللائي لا تقدم ولا تؤخر , ثمّ بالرغم من تصريح الرئيس المصري المتشدد برفض هذا القرار - المقترح الأمريكي " الذي من السابق لأوانه أن يصل الى مرحلة التنفيذ الفعلي والعملي " , لكنّ الطموح العربي ومقتضياته القومية العجلى , كان يتطلّب تحشيدا عسكرياً مصرياً مكثّفاً على الحدود مع الكيان الصهيوني , وملء خط الحدود المشتركة بالآليات العسكرية والميكانيكية وبما يمنع ويحول دون دخول ايّة حشرة يهودية الى الأراضي المصرية , وربما ذلك من وجهة نظر جماهيرية عربية فاعلة ومتحمّسة على الأقل .!
ترامب مهّد لمشروعه هذا بموقفٍ او تحركّ شبه متعجّل من < الزاوية السيكولوجية – السياسية > حيث اعلن قبل يومٍ واحدٍ من ذلك ،بأن الولايات المتحدة سوف توقف المساعدات المالية السنوية لعدد من الدول التي تحصل عليها بإستثناء مصر واسرائيل .! لكنه كان يلوّح ويُلمّح بذلك الى الأردن تحديداً بحرمانه من هذه المساعدات العسكرية والمالية ،اذا لم يوافق على استقبال المهجّرين الفلسطينيين في اراضيه .! , والأمر ذاته جيء بصيغة او بأخراجٍ مغاير في التلميح الأستباقي لمصر، بحرمانها لاحقاً في حال عدم موافقتها على ذلك " الأستقبال " المخزي – الإفتراضي .!
لا نستبق الأمور هنا، فهي في حالة مخاض كيميائي – سياسي في طور التفاعلات المتباينة الفوّارة .
وانها مهزلة العقل البشري – الجمعي " العربي " في شراء وبيع وعمولات يجري دفعها بالحرام .! على حساب السيادة العربية وانتهاكها تحت الأضواء، ومن عدة زوايا .!