بيروت | Clouds 28.7 c

إلى الشهيد قبل الأخير / الشاعر العروبي عمر شبلي

 

إلى الشهيد قبل الأخير 
الشاعر العروبي عمر شبلي 

الشراع 18 كانون الثاني 2025


يا وطني، من قتلكْ
يا وطني، يؤلِمُني الجوابْ
يا وطني، أدركُ كم يؤلِمُك السؤالْ
يا وطني، ليس سوانا قتلَكْ
فنحن أحفادُ أبي رغال
من يومِها، من يومِ عامِ الفيلْ
ما زال فينا من يَدُلُّ أبْرَهةْ
على الذي حاء إلى الدنيا بعامِ الفيلْ
وآخرٌ يدلُّ إسرائيلْ
على اغتيال الأرضِ والسماءْ
في وطني القتيلْ
أبو رغالٍ لم يمتْ
لأنّه ما زالَ حيّاً بيننا لليومْ،
من يومِها نعبدُ مَنْ دماءَنا سَفَكْ.
ونَسْفُكُ الوطنْ
        *****
دَعْنا إذنْ ولا تَسَلْ، يا وطني، من قَتلَكْ.
يا وطني، ليس سوانا قتلَكْ
وعندما نُتْخِمُهُ بحبنا الكذّابْ
يقولُ: لا، فالحبُّ في الإنسانِ لا تَمَسُّه الخيانة،
لأته أمانةْ.
وعندما تُتْخِمُنا الهزائمْ
نجرّدُ السيوفَ من أغمادِها،
لكنّها تعودُ للأغمادْ
لأنها تَنَكْ
ونشتهي، يا وطني، لمرّةٍ واحدةٍ لو أنّنا نراكْ
لنا جميعاً وطناً،
ولستَ أوطاناً لمن مَلَكْ.
ما أوجَعَ الوطنْ
حين يكونُ أهلُهُ يتاجرون علناً به،
ورأسُهُ الثمنْ.
فآهِ يا وطنْ،
القتلُ في البلادْ،
والناسُ في السُفُنْ
*****
دماؤنا من ماء
قلوبُنا يسكنُها الأعداء
دموعُنا أكذبُ من أجفانِنا
الطائراتُ تحرثُ السماءْ
وتزرعُ الغرقدَ في ترابنا
ونكتبُ الأشعارَ عن داحسَ والغبراءْ
يا وطني، ما أصعبَ الغربةَ في الوطنْ.
تسألُنا يا وطني: من قَتَلَكْ؟
ونحن للآنَ وحتى موتنا مختلِفونْ
يا وطني، على فَدَكْ
             *****
ورغمَ هذا كلِّهِ سوف تظلُّ وطني، يا وطني،
رغمَ أبي رغالْ
والأعور الدّجّالْ
ورغمَ من أجبرَنا على امتطاءِ سُفُنِ الموتِ
إلى الحياةْ
ورغمَ من سوّاكِ يا بيروتْ
ثكلى بلا ميناءْ
ورغمَ من قد جَفّفوا أعمارَنا
سوف يظلُّ البحرُ في بيروت،
وسوفَ تبقى وطني يا وطني،
رغمَ الذين حاولوا أن يزرعوا في دمِنا داحس والغبراءْ
                              عمر شبلي
          20/10/ 2024    
إشارات: أبو رغال هو الذي دلّ أبرهة الحبشي حين جاء غازياً مكة المكرمة.
الغرقد: من شجر بني إسرائيل كما جاء في الحديث الشريف
فَدَك: هي أرض انتزعها المسلمون من اليهود يوم خيبر بقيادة الإمام علي. وبعد وفاة          الرسول حصل خلاف على ملكيتها بين الزهراء وبين الخليفة أبي بكر الصديق.
داحس والغبراء: حرب قبلية بين عبس وذبيان.
        *****