تهريج روسي
الشراع 20 شباط 2023
عندما يقول الروس ان العدوان الصهيوني على سورية هو خرق للقانون الدولي ، يتبادر الى الاذهان ان هذا الكلام صادر عن الامم المتحدة ، ذلك ان العدوان الروسي كالصهيوني كالعدوان التركي وغيره .. على الشعب السوري مستمر من سنين طويلة
وهو دمر ويدمر في سورية ما لن يستطيع اي زلزال ان يدمره مهما كان ريختر ومقاييسه العالية ، وما وصف هذا الاجرام بأنه خرق للقانون الدولي والانساني والاخلاقي... آلا تهريج روسي سخيف
ثم ان مجرم الحرب فلاديمير بوتين هو الذي وضع ومجرم الحرب الآخر بنيامين نتنياهو، معادلة استباحة سورية شعباً وارضاً وسيادة وفق الترتيب التالي:
إسرائيل تقرر ضرب مواقع في سورية
روسيا تعطيها الاذن بالعدوان
شرط ان تقصف إسرائيل مواقع لحزب الله في سورية ومواقع حليفة اخرى لايران..
إسرائيل تحدد للروس المواقع التي ستعتدي عليها داخل سورية ، وهذا التحديد توافق عليه روسيا اذا كان يتجنب اي موقع لجماعة بشار الاسد
اذا قصفت إسرائيل مواقع ايرانية فروسيا تصمت صمت القبور .. بل وتعطي الصهاينة احداثيات يحتاجونها لضرب هذه المواقع .
اذا قصفت إسرائيل مواقع تابعة لبشار فإن غرفة العمليات الروسية في قاعدة حميميم تعطي الإذن لبطاريات الصواريخ السورية بإطلاق صواريخ لملاحقة الطائرات الصهيونية.
بالمقابل فإن روسيا تفرض على بشار ، ألا يسمح للايرانيين او لحلفائهم باستخدام معسكرات جيشه تحت العلم السوري او شعارات البعث او صور آل الاسد الاب والابن وشقيقه الراحل وشقيقه الباقي … كتمويه " لخداع " الصهاينة ، فإذا ما اخترق بشار هذه المعادلة تصمت روسيا عن اي عدوان صهيوني على هذه المواقع!!
هذه المقدمة الطويلة ضرورية لتجاوز الكلام عن التهريج الروسي.. للحديث عن طبيعة العدوان الصهيوني الاخير على مواقع سورية في كفر سوسة... فعندما تقول موسكو ان عدوان إسرائيل على هذه المواقع... هو خرق للقانون الدولي!
فسيتبادر الى الأذهان انها مواقع سورية استدرجت البيان الروسي... لأن إسرائيل خرقت معادلة موسكو المتفق عليها مع العدو الصهيوني... فيسقط كل كلام عن استهداف ايرانيين في كفر سوسة وهو المربع الامني الذي قتلت فيه إسرائيل القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في 12/2/2008 الا اذا كان هناك امر سري حصل، جعل الروس يشجبون هذا العدوان الصهيوني… قد يكون هذا الامر تعبيراً عن رد الجميل بسبب دعم ايران لروسيا لحربها على اوكرانيا، او قد يكون غضبا روسيا من إسرائيل بسبب اوكراني ايضاً .
وكان لافتاً كذلك مسارعة وسائل اعلام مختلفة، للحديث عن مقتل خليفة قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس اسماعيل قاآني، ومسارعة ايران لنفي مقتل اي ايراني ، ولا يحسم هذا الامر الا تكتم طهران عن خسائر ليست مضطرة للاعتراف بها، لكنها ستكون مضطرة لبث خبر مقتل شخصية بحجم قاآني لو كان حصل .
استنكار روسيا لعدوان صهيوني يحصل مثله منذ بدء العدوان الروسي على الشعب السوري منذ 30/9/2015 . ..يلفت الانظار وسيظل تعبيراً عن تهريج روسي الى ان يثبت العكس .
احمد خالد
الشراع