الشرع: الاسد سرق المال وأرتكب جرائم ونطلب من كل العام اعتقاله وتسليمه إلى سورية لتحاكمه
الشراع 22 كانون الأول 2024
احمد الشرع في حديث مع bbc اجراه جيريمي بوين تناول الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة
• سؤالي الأول نحن الآن نلتقي في القصر القديم للرئيس المخلوع بشار الاسد ،هل يعني ذلك انك ستكون الرئيس القادم؟
=اعتقد ان موضوع الرئاسة السورية القادمة سابق لأوانه في الوقت الحالي ,لأن سورية الآن يجب ان تمر في ثلاث مراحل على الاقل. أول مرحلة هي استلام الحكومة، المرحلة الثانية ويفترض ان يتم فيها الدعوة الى مؤتمر وطني. من خلال هذا المؤتمر الوطني يصوت على بعض المسائل الهامة منها حل الدستور، حل البرلمان، تشكيل مجلس استشاري يملأ الفراغ الدستوري والبرلماني خلال الفترة المؤقتة ،لحين تجهيز البنية التحتية للانتخابات. كما نعلم نحن اليوم ان نصف الشعب السوري موجود خارج البلاد، وكثير منه ليس لديه وثائق حيث ان النظام السابق كان يحارب السوريين بالوثائق وجوازات السفر ,فنحن نحتاج الى ،عملية احصاء شاملة ,والى ان تبدأ عملية فتح السفارات السورية في الدول العربية ,والتواصل القانوني مع الجاليات السورية في المهجر.
• في الحديث عن الانتخابات، هل هذا يعني انك تريد لهذه الدولة ان تصبح ديمقراطية؟
=من حق الناس ان يختاروا من يمثلهم ومن يحكمهم في مجلس النواب.
• قدمت الكثير من الوعود قلت انك ستحترم نسيج المجموعات المختلفة في سورية,اضافة الى الاقليات هل ستطبق هذه الوعود؟
=المجتمع السوري يعيش مع بعضه في كافة مكوناته منذ الآف السنين، لا يستطيع احد ان يلغي الاخر في سورية . فاعتقد اننا سنبحث من خلال المؤتمرات والحوارات عن عقد اجتماعي كامل ،يحافظ على أمن مستدام للسوريين كي يعيشوا مع بعض. النظام حاول بشتى الوسائل من قبل ان يثير هذه النعرات الطائفية ليحافظ على حكمه, ولكن اعتقد انه فشل والثورة اثبتت انها قادرة على استيعاب الجميع ,ولاحظنا ترحيباً واسعاً من قبل كل الناس.
• هذا يعني انه لن يكون هناك دولة خلافة اسلامية نوعاً ما ،وانك لن تجعل سورية مثل افغانستان وأنت على علم بأن البعض يقول انكم ستتصرفون مثل طالبان؟
=هناك فوارق كثيرة بين سورية وطالبان. اولاً شكل الحكم في كل بلد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمرحلة التاريخية التي تسبقها، وثقافة البلد والمجتمع. فالمجتمع الافغاني هو مجتمع قبلي والقبيلة لها دور كبير في حكم المجتمع. اما المجتمع السوري فهو مختلف تماماً فله بيئته وطريقة تفكيره. فبالتالي سيكون الحكم في سورية طبيعياً جداً ومتناسقاً مع ثقافة البلد وتاريخها.
• الثقافة السورية تحترم حقوق النساء وتحترم تعليم النساء وتحترم الاشخاص الذين يشربون الكحول هل تتقبل كل ذلك ؟
=بالنسبة لتعليم المرأة اكيد ,نحن من المؤيدين لهذا الحق. في ادلب عندنا جامعاتنا منذ اكثر من ثمان سنوات واعتقد ان نسبة البنات في الجامعة اكثر من 60% .
• وبالنسبة للكحول؟
=هذه المسألة لا يحق لي ان اتكلم فيها لأنها مسألة قانونية بحتة. هناك لجنة قانونية ستشرف على صياغة الدستور وهذه اللجنة مخولة وفيها الكثير من المرجعيات القانونية والخبراء وهي مرجعيات اصيلة من الارض السورية .فبالتالي هم من سيقررون هذا الامر ومهمة اي حركة هو تنفيذ هذا القانون ,الذي يتم التوافق عليه من قبل هذه اللجان. يعني لجنة صياغة الدستور هي مخولة بصياغة الدستور من خلال الخبراء الموجودين في البلد ،وفي صياغة القوانين الناظمة لحكم البلد ،ومهمة الحاكم هي تطبيق هذا الحكم.
• أنت على علم بأن هناك نساء علمانيات في سورية ويشعرن بالقلق اذا اجبرن على ارتداء الحجاب وتغطية انفسهن، هل تعتقد ان ذلك سيصبح ضرورياً؟
=المشكلة السورية أكبر من المواضيع التي تسال عنها حضرتك. المشكلة السورية تكمن في ان نصف الشعب السوري هجر خارج سورية قسراً ورمي بالقنابل والبراميل الغبية والقذائف الغبية. المجتمع السوري تعرض لأكثر من 250 ضربة كيميائية. المجتمع السوري غرق عدد منه في البحار. هناك قضايا هامة يجب التحدث عنها، هذه التفاصيل التي يتم الحديث عنها مكانها الدستور وليس هنا. في نهاية المطاف ما يتوافق عليه السوريون من قانون ودستور هو المهم ،ومهمتنا هو تصديق القانون والحفاظ عليه.
• أوافقك الرأي بأن هناك مشاكل عدة يجب مناقشتها. ولكن كثيرون يتساءلون عن هذا الموضوع ،لأنك كما تعلم فإن طلبك من سيدة تغطية رأسها عندما ارادت التقاط صورة معك اعتبره بعض السوريين المتحررين انه يدل على القمع ،ومن جهة أخرى فإن بعض الجهات المتدينة من السوريين اعترضوا على فكرة قبولك اخذ الصورة مع امرأه، انت لست متزوجاً منها، لذلك فهو موقف مثير للجدل.
لم أجبرها على ذلك ،ولكن هناك حريات شخصية علينا احترامها. أحب ان اتصور بالطريقة التي تناسبني، فأنا لم اجبرها، وهذا يختلف عن القانون طبعاً، ولكن بشكل عام هناك ثقافة عامة موجودة في هذه البلاد يجب ان تراعى ضمن القانون.
• فلنتحدث عن المشاكل الأكبر التي تواجهها. اولاً في هذه الدولة المحطمة، هناك مساحات هائلة من الدمار، والاقتصاد منهار، وهناك ديون كبيرة. كيف ستبدأ في التعامل مع كل ذلك فيما ترزح الدولة تحت عقوبات وفيما تقول القوى العظمى وحتى الامم المتحدة انك زعيم تنظيم ارعابي؟
=هذا التصنيف هو تصنيف سياسي، فنحن لم نرتكب الجرائم ,وما من جريمة قمنا بها كي نصنف كذلك. بالعكس نحن خلال 14 سنة لم نقم باستهداف اي من الاحياء المدنية، او التعمد الى قتل الابرياء ,بالعكس نحن من كانت تقصف بنا قرانا ،وكان يشرف على هذا الامر روسيا وايران والنظام السوري, ومن يدعمه. وبالتالي نحن كنا حريصين كل الحرص على حياة المدنيين. فمع كل هذه الجرائم التي ارتكبت كنا ضحية. ففي المقابل يجب ان نتعاطى مع القضية السورية وفق الاحداث الجارية، والاحداث الجارية تتطلب رفع العقوبات عن سورية، فالعقوبات اصدرت بحق سورية بسبب النظام الذي كان يحكمها،وقام بكل هذه الجرائم فلا ينبغي ان يحاكم الجلاد والضحية في الطريقة نفسها لا بل على العكس. الضحية انتصرت في نهاية المطاف على هذا النظام وخرج النظام من المشهد ،وهذه العقوبات يجب ان ترفع وعلينا ان نقوم بحملة اصلاحية للبلد.
• الدول والقوى الأجنبية والمسؤولون يقولون ان ذلك يعتمد على مدى التزامك بوعودك باحترام حقوق الاقليات ،وان تجمع كل الاطراف هل تضمن لهم ذلك ؟ولماذا يجب عليهم ان يصدقوك؟
=ما يهمني هو ان يصدقني الشعب السوري ,نحن وعدنا الشعب السوري بأن نحرره من هذا النظام وصدقنا بذلك. لذلك فانا لست مضطراً بان اثبت للخارج بأننا نعمل بصدق تجاه تحقيق مصالح شعبنا.
• يجب ان تعرف ان العديد من السوريين يشكون بأن جماعتك قد تغيرت فهم مطلعين على خلفيتك وانك مرتبط بتنظيم القاعدة وبارتباطك بالتنظيم الذي اصبح لاحقاً تنظيم الدولة الاسلامية. ولذلك فعندما ينظرون اليك يتساءلون كيف يمكنهم تصديقك؟
=هناك ظروف موضوعية، تعرضت العراق الى حرب كبيرة جداً تعاطف معها كل الشارع الاسلامي والعربي. فنحن مجاورون للعراق ،خرجنا للدفاع عن اهل العراق بغض النظر عن من يقاتلنا ثم وجدنا انفسنا مع هذه الفئة التي كانت تقاتل وهي كانت القاعدة. ثم بعد ذلك فانا لم اشهد اي من المعركة عندما اتجهت الى الحالة الطائفية في العراق لأنني كنت في حينها في السجن عندما انحرفت عن مسارها وعندما رجعت الى سورية، بدأنا العمل على اساس سورية في الداخل ،وقطعنا اي علاقات مع الخارج او مع اي جهة تنظيمية القاعدة او غير القاعدة. والان نحن نعمل على حماية وصيانة المصالح العليا بسورية بقدر ما نستطيع وهذه المسألة اصبحت من الماضي.
• بالتأكيد انه جزء من ماضيك ألن تقوم بتحويل هذه الدولة لدولة اسلامية ذات نظام ديكتاتوري؟
=سبق وان قلت بأن القانون هو الذي سيحكم ,وان القانون هو الذي سيحمي حقوق الجميع. فنحن لسنا بصدد تغيير الحالة الديموغرافية للبلد او البنية التحتية. فهذه الدولة التي يعيش فيها الجميع من كل الطوائف ,
اعتقد ان سورية ستكون طبيعية ،وانا سأدفع في هذا الاتجاه. فهذه الامور يجب ان لا تكون بيد شخص واحد فهناك 27 مليون انسان يعيش في سورية وفيها الكفاءات والخبرات والمرجعيات والناس الحريصة على بلدها ووطنها لذلك كل هذه المسائل في ايدي رجال متخصصين سيختارهم الشعب ويقرر قانون البلد القادم.
• وفي النهاية اذا حصلت على دستور جديد هل تنوي كجزء من مخططك ان تسمح للجميع بالتصويت لمعرفة رأيهم؟
هذا الدستور سيمر بعدة مراحل، اولا سيكون هناك صياغة له ،ومن المبكر جداً الحديث عن كل الخطوات. فهناك مسائل كثيرة تعاني منها سورية من بنية تحتية مهدمة وقطاع زراعي مهدم وقطاع صناعي ايضاً مهدم. فهناك امور عده تعاني منها سورية،ويجب ان نجد لها حلولاً. اعتقد ان هناك الكثير من التفاصيل ليست في ذهني الآن كي أجيب عنها.
• عدد من السوريين الذين التقيتهم اخبروني في سجن صيدنايا عن عائلات اختفت في ذلك السجن. وعلى الاغلب فإنهم قتلوا والعديد من هؤلاء يقولون انهم لا يستطيعوا مواجهة المستقبل حتى يحصلوا على العدالة من نظام الاسد.احدهم اخبرني انه يريد ان يرى افراد النظام السابق وهم معلقون في الشوارع امواتاً.
=هناك مبادئ في الثورة ليست انتقامية ,ولا ينبغي ان يكون فيها حالة انتقام. واذا شاهدت سيراً للمعارك التي حصلت ،فانك سترى انه لها بعد عسكري ,و كان يغلب عليها الرحمة والعفو وهنا شريحة من الناس التي فعلت هذه الجرائم في سجن صيدنايا ,ومجازر الحولة وبانياس. فهؤلاء الناس نحن نحاول ان نحصي اسماءهم ونرفعها الى وزارة العدل والنيابة العامة ،ثم ستعمم اسماؤهم الى الداخل السوري, ثم ان وزارة الخارجية سوف ترسل برقيات الى دول العالم لملاحقة هؤلاء الناس واحضارهم لكي ينالوا عقابهم في سورية .
٠ماذا بالنسبة لبشار الاسد وما الذي يجب ان يحدث له؟ =بشار الاسد كما تعلمون انه فر من سورية ,وسيتم ملاحقته ايضاً قانونياً من خلال الوسائل القانونية وايضا كما تعلمون انه اخذ اموالاً طائلة من هذا البلد ،وهرب بها الى الخارج ,سنطالبه بشكل قانوني عن هذه الاموال، وسنطالب الجهات التي تأويه كي تسلمه الى سورية لمحاكمته في القضاء السوري
• هل تفاجأت بسقوط النظام بهذه السرعة؟
=ليس كثيراً ,,النظام لم يبن مؤسسات قادرة على خدمة هذا البلد. لقد انهار هذا النظام منذ اللحظات الاولى امام الشعب ولكنه استعان بالميليشيات الإيرانية ,التي عملت او استطاعت ان تخلق نوعاً من التوازن ثم ان الميليشيات الإيرانية فشلت في ان تدافع عن هذا النظام, فاستعانت بالقوات الجوية الروسية. حتى ان القوات الجوية الروسية لم تستطع ايضا ان تقوم بهذه المهمة ,او حتى ان تحمي هذا النظام، ولكن النظام فرط في الاساس واستطاع ان يبني مؤسسات فقط تحمي هذا القصر ,ولم تتمكن من تأمين ما يحتاجه المواطنون في البلد.
• ولكن عسكرياً فأنت في وضع حرج حيث لديك قوة اجنبية في سورية ولديك اسرائيل تأخذ جزءاً من الاراضي وتحتلها ،ولديك الاتراك في الشمال ولديك امريكيون في البلاد هل تريدونهم ان يغادروا كيف ستتعامل معهم؟
=من اهم المبادئ التي ينبغي ان نعمل عليها في بداية الامر هي الحفاظ على وحدة سوريا, ووحدة اراضيها وسلامتها. بالنسبة للأتراك كان تواجدهم في سورية بسبب الصراع الذي كان حاصلاً على الحدود السورية التركية. وهناك اتفاقيات بينهم وبين سورية قديمة في مساحة معينة في العمق السوري. تركيا كانت متضررة بشكل اساسي من هذا الصراع ،لان هناك عدداً من السوريين ذهبوا الى تركيا ومن ثم الى اوروبا. فالتدخل التركي لم يكن لقتل الشعب كما فعل النظام ،التدخل التركي كان لحماية المصالح العامة او حتى لحماية الامن القومي التركي لمنع تدهور الاوضاع في مناطق حساسة. اما الاسرائيليون فكان لديهم حجة في تدخلهم في سورية بسبب وجود المليشيات الإيرانية وحزب الله ،واعتقد ان هذه الحجج اصبحت باطلة .ونحن استطعنا ان نجليها من سورية كحزب الله والمشكلات الإيرانية. وليس هناك اي مبرر لتقدم القوات الإسرائيلية للأراضي السورية سنواجهها بالضغط الدولي وسنتواصل مع الجهات الدولية والامم المتحدة لان هناك اتفاق بين سورية والامم المتحدة ،حول وجود منطقة عازلة ونحن ارسلنا للأمم المتحدة باننا جاهزون لإدخال القوات الأممية الى المنطقة العازلة ،وسنلتزم بكل الشروط وسنعمل على حمايه القوات الأمامية وعلى سلامتها.
• لم تستطيع اليس كذلك انهم اقوياء جداً؟
=سوريا منهكة من الحرب ,سواء كانت دولة قوية او غير قوية. لقد عانت سوريةمن حروب ونحن بحاجة لتقوية سورية وبث الرفاهية فيها، فلا نريد اي خطط عدائية في سورية لأنها لا تشكل اي تهديد ،ولا مصدر تهديد او خطر وباي دولة من الدول في العالم.
• ماذا عن الاكراد هل تعتقد ان الاكراد الموجودين في الشمال بحماية امريكية. هل تعتقد انهم يجب ان يستمروا في حكم انفسهم وانهم يجب ان يستمروا في دعم الانفصاليين الاكراد داخل تركيا؟
=الاكراد في سورية هم جزء من شعبنا وهم جزء من سورية ونحن نعمل على حماية وحدة الاراضي السورية. وهذا خط احمر يجب ان لا يكون هناك تقسيم لان سورية لا تحتمل التقسيم. الامر الاخر هو انه يوجد بعض التنظيمات غير السورية التي تستخدم الاراضي السورية من خلال القضية الكردية لمحاربة جهات اخرى.
كما تكلمنا الان عن اسرائيل فإننا لا نقبل ان تكون الاراضي السورية مصدر قلق للسلطات التركية لكن كيف نحل هذا الموضوع. اعتقد اننا في اوائل التواصل مع الاكراد في شمال سورية وسنعمل من خلال الحوار والمفاوضات على ايجاد صيغة مناسبة سلمية لعلاج المشكلة. هناك من غير تواجد التنظيمات المسلحة. يجب ان يكون السلاح بأكمله بيد الدولة بما فيها السلطات الثورية او الجهات الثورية في سورية يجب ان تحل جميعها، وان يكون السلاح فقط في يد الدولة.
• كيف تقنع الجماعات المسلحة بالتخلي عن اسلحتهم هل ستتعامل معهم او تجبرهم على امر ما ؟
=اولاً القانون هو الذي سيفصل بيننا وبينهم ,اذا اصروا على تواجد السلاح خارج الدولة. فهذا السلاح غير قانوني سنحاول من خلال التفاوض والمشاورات والحوارات التي ستجري بيننا وبينهم ,الى ان نصل الى مرحلة تكون سورية موحدة وتحت سلطة واحدة فيكون السلاح بيد الدولة فقط .
• ماذا عن القواعد الروسية في طرطوس واللاذقية؟
=اعتقد انه بين سورية وروسيا علاقات استراتيجية قديمة. فلا اعتقد ان سورية تستطيع ان تفك هذا التواصل بشكل سريع مع الروس ونحن ايضا مهتمون ببناء علاقات استراتيجية بيننا وبين روسيا على اساس سيادة الدولة واستقرار امرها واستقلال قرارها. فلسنا مستعجلين ان تخرج روسيا من سورية بالشكل الذي يتصوره البعص. فهناك اصبح بعض قنوات التواصل بيننا وبينهم ،فنحن لا نريد ان يكون بيننا وبين احد مشاكل كبرى ،فنحن لسنا على قوة كبيرة كي نواجه دولاً كبيرة. فلدينا روسيا من جهة وتركيا من جهة واسرائيل من جهة وعلينا ان نجد آلية لإيجاد حل لكل هذه المشاكل. هناك اتفاقيات جائرة بحق سورية حصلت بين روسيا والنظام السابق سنعمل على اعادة النظر بها ان كانت تصب في مصلحة سورية ام لا وان كانت لا تصب فعندها سنترك القرار للشعب ليقرر.
• اذا فإن الروس يمكنهم البقاء؟
=مبدئياً
• اشعر بأنك تعطي اجابات مطمئنة للشعب في كل اجاباتك لكل من يشك في اهدافك؟
=لا يهمني كثيراً، ما يهمني ان الشعب يصدقني نحن وعدنا الشعب وعوداً كثيرة وقمنا بتنفيذها فهذا ما يهمنا رأس مالنا هو الشعب بشكل اساسي. اما الخارج فهو ينظر الى الافعال وغيره الى الاقوال فمنذ 14 عاماً موجودين في سورية ،وكنا نقاتل هذا النظام وكنا ندير بعض المناطق المحررة ادارة شاملة. فهذه الدول كانت تراقب الاداء فما نقوله فعلناه في السابق ،وما نعمله الآن هو استمرار لما كنا نفعله في السابق، ان كانوا يصدقوا او لا فهذا امر لا يعني.
• بعض الذين رأوك في ادلب قالوا انك كنت فعالاً في طريقة حكمك للمنطقة ولكن لم تحب ، لقد كنت الحاكم وهذا المهم في بعض الاحيان كنت قاسياً تجاه المعارضة واستخدمت العنف ضدها؟
=في اي بلد ليس هناك ما يتفق عليه الكل. يعني كانت تحصل بعض الاعتراضات وكان يعترض علينا الكثير من الناس ,وربما معهم حق وربما لا. فمن كان يعمل في الاعتراض على اي اعتداء على المؤسسات العامة بالقانون كان يحاسب تلقائياً وليس مزاجياً والكثير من الناس كانوا يعترضوا بطريقة قانونية المسموح بها في البلد. فهذا امر طبيعي وحالة طبيعية ان يعترض علينا الناس لماذا يحصل توافق دائم في كل شيء هذا امر غير طبيعي.
• هل كان طبيعياً ان تستخدم العنف ضدهم؟
لم يتم استخدام العنف. كان يتم استخدام القانون في مواجهة بعض الناس ,الذين تعدوا على المؤسسات العامة. ان يعترض شخص على سلوك معين او قرار معين فهذا من حقه ،اما ان يتعدى على المؤسسات ويهددها ويقوم بحرق بعض المؤسسات بقطع الطرقات… فكل هذا القانون يحاسب عليه لأنه يؤذي المصالح العامة. فهذا يحصل في بريطانيا ايضا, وكل الدول. في بريطانيا دخل الناس الى المتاجر وحطموها وسرقوا ما فيها وتظاهروا ضد الحكومة, وكان هناك شوارع مليئة بقوات الشرطة الذين ضربوا الناس وسحبوهم وادخلوهم الى السجن وعاقبوهم.
• تبدو مرتاحاً جداً تجاه المشكلات الهائلة التي تواجهها وتبدو هادئاً في وجه التحديات الحقيقية. هل تفكر وانت وحدك او تحاول النوم هل تعتقد انك ستتمكن من مواجهة ذلك بما أنه لدى سوريا العديد من المشاكل؟
هذه مسيرتنا ينبغي ان نحافظ على الهدوء لأن ردود الأفعال وسيلة غير سليمة لحل المشكلات الكبيرة. انا افكر بطريقة منهجية واحترم الاستراتيجية واحترم الاهداف القريبة والمتوسطة والبعيدة الامد. وطريقة الوصول الى كل هذه الاهداف على حدة. نحن لا نستطيع ان نصل او نواجه معركة بهذا الحجم ونرفع مصيبة كانت تحل على سوريةً مع كل المنطق. فبالتالي الحفاظ على الهدوء والتركيز في معالجة الامور هو امر ضروري وواجب على كل من يتكلم بأمور تتعلق بمصالح الناس.
• هل هناك ما تريد اضافته؟
=انا اقول هناك نظرة تقليدية من الغرب الى المنطقة. فأقول لا ينبغي ان تقاس الامور بالطريقة التقليدية. ينبغي ان ننظر الى كل حالة على حدة ونحللها بطريقة صحيحة دون الانطباع الخلفي.
سورية بلد مهم وهو موقع استراتيجي ومؤثر بشكل كبير في العالم. انظر كيف امريكا تتواجد فيه وروسيا تتواجد فيه ،ودول اقليمية مثل تركيا وايران واسرائيل متواجدة فيه. فهو له اهمية كبيرة جداً واليوم سورية الجديدة هي بوابة جديدة للانفتاح على العالم وانشاء علاقات استراتيجية متبادلة مع جميع دول العالم. فاعتقد انها فرصة ثمينة للاستثمار بها ،وينبغي ان يعطى الشعب السوري فرصته في الحياة للعيش بطريقة كريمة. لا ينبغي للمجتمع الدولي ان يكبل سورية ويزيد من معاناتها في موضوع العقوبات واعتقد انه في القريب العاجل تنتهي فترة العقوبات وسورية بحاجة الى ازالة لهذا المشهد. فليس ما يوجد في سورية ما يخيف الغير، نحن رفعنا الظلم عن الناس الذين كانوا تحت وطأة هذا النظام لسنوات. وقد عجز المجتمع الدولي في حل مشكلة سورية بالطرق الدبلوماسية والسياسية لأنه كان هناك اغلاق للحوار السياسي ،،ونجحنا واستطعنا في ان نحرر سورية من هذا النظام، طردنا المليشيات الإيرانيةو حزب الله من المنطقة وايضا اخرجنا الناس من السجون. وهذا امر جدا مهم وانقذنا المنطقة في ان تكون سورية ساحة صراع اقليمية. هذه المشاكل كلها حلت في 11 يوماً دون تضرر الناس. دخلنا الى مدن كبيرة دون ان ينسحب منها الناس ،والناس استقبلتنا برحابة الصدر والشعب السوري فرح بشكل كبير، فهو محكوم من قبل هذا النظام منذ اكثر من 50 سنة. عندما دخلنا المدن كأننا فتحنا لهم الابواب كانت سورية كلها في السجن. لقد شتت الاسر والعوائل ،رأيتم الفيديوهات كيف يلتقي الابن وامه بعد فراق 14 عاماً،وكيف يلتقي الاخ بأخيه بعد هذه السنوات. اليوم كتب تاريخ شديد لسورية وعلينا ان نعطي الفرصة المناسبة لسورية كي تنهض من جديد ، من دون ان يكون هناك نوايا سيئة تجاه اي احد ونحن دخلنا بقوة عسكرية كبيرة. ولكن لم يكن هناك خسائر والناس بقيت هادئة وآمنة ومطمئنة ،يجب ان نستثمر هذا الامر ونحقق مصالح المنطقة ومصالح الشعب السوري.