من قتل الصحافية الفرنسية المدافعة عن الفلسطينيين ؟
الشراع 11 كانون الثاني 2025
في ٢٥ تشرين الثاني من العام الماضي عثر على جثة الصحافية الفرنسية الشهيرة " مارين فلاهوفيك marine vlahovik
في شرفة شقتها في مدينة مارسيليا.
فور انتشار خبر وفاة مارين
قررت السلطات فتح تحقيق لمعرفة أسباب هذا الحدث المحزن ، ولكن ذلك لم يمنع الكثيرين ممن يتابعون مارين من طرح جملة من التساؤلات.
أن غياب مارين المفاجىء والمؤلم خلق صدمة صادقة و عميقة لدى من يعرفونها . فهي مشهورة
كصحافية ذات احساس إنساني رفيع ،بتضامنها مع القضايا العادلة من دون تردد
لا سيما قضية الشعب الفلسطيني.
كما أن رحيلها جاء في خضم أقسى ظروف يعيشها الشعب الفلسطيني منذ نكبة ١٩٤٨.ومما لاشك فيه هو أن هذا التزامن هو الذي جعل الكثيرين يتساءلون ، عن الجهة التي ستستفيد من هذه الفاجعة ، لاسيما أن مارين عبرت في الفترة الأخيرة من حياتها عن غضبها واشمئزازها، من تغطية وسائل الإعلام الفرنسية لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في غزة ، وتجاهل
المأساة اليوميه التي يعيشها سكان القطاع ، واقدام أغلبية وسائل الإعلام المختلفة المذكورة ،على تبني الرواية
الإسرائيلية متهمة المقاومة الفلسطينية بارتكاب
" أبشع جريمة بحقّ الشعب اليهودي منذ الحرب العالمية الثانية ".
هذا الأمر دفعها إلى اتخاذ قرار بعدم تجديد صلاحية
بطاقتها الصحفية بعد ١٥ عاماً من العمل في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أن مارين
عملت كمراسلة لمحطات إذاعية فرنسية (RFI—و Radio France…)في مدينة رام الله بين عامي
٢٠١٦ و ٢٠١٩ توجت بإنتاج
( Carnets de correspondance )
اي « دفاتر مراسلات "
تم بثها على راديو"Arte » الذي نال جائزة (Scam).
وبعد عملية طوفان الأقصى وبداية حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين،حاولت مارين ان تذهب إلى غزة
ولكنها منعت من دخول القطاع , واضطرت إلى البقاء في مدينة " القاهرة "ومنها ظلت على اتصال بمعارفها من الصحافيين الفلسطينيين للاطمئنان على سلامتهم ، كما أنها سعت إلى إرسال طرود تحتوي على أدوية ومواد
غذائية.
واخيراً سعت مارين جهدها لإنقاذ عائلة فلسطينية صديقة ، فقدت أطفالها الأربعة جراء القصف الإسرائيلي ، ونجحت في إقناع السلطات الفرنسية بمنحها حق الدخول إلى فرنسا.
باريس من اريك مسرة
الشراع