هذه أسباب خوفي على العهد؟! /  كتب : حكمة .س. أبو زيد

   صحافي وكاتب سياسي

الشراع 5 شباط 2025

​تلقيت أسئلة متنوعة، من أصدقاء متنوعين، بعيد نشر مقالي السابق وعنوانه: "أنا خائف على عهد الرئيس جوزف عون." كان مضمونها متوافقا" على: “لماذا انت خائف"؟؟ وكان جوابي انتظروا مقالي الجديد. وها هو المقال وفيه أسباب خوفي بدون مجمّلات. مع لفت الجميع الى فرحتي العارمة بانتخاب "شريكي" بالانتماء الى جبل الريحان من قضاء جزين.

أولا": الرئيس القائد جوزف عون هو أول رئيس جمهورية من جنوب لبنان منذ اعلان دولة لبنان بحدودها الراهنة سنة 1920. وهو، بالتالي، ينتمي الى طائفة الاقلية الدينية في هذه المحافظة ذات الكثافة الإسلامية، والشيعية تحديدا". اما الرؤساء غير الموارنة الذين تعاقبوا على تولي الموقع قبل سنة 1943 فكانوا خليطا" من عدة طوائف انفاذا" لإرادة المنتدب الفرنسي.

ثانيا": جوزف عون هو اول رئيس جمهورية من خارج محافظات لبنان الأخرى، وهو اول من منح جزين وقضاءها شرف الرئاسة اللبنانية الأولى، مع ان نائبي القضاء الراحلين، جان عزيز وادمون رزق، كانا، كل واحد منهما في ظرف معين، على شفا الفوز بالموقع. الأول لإحجامه عن زيارة سوريا قبيل جلسة انتخاب الرئيس والثاني لان الرئيس السوري حافظ الأسد اختار دعم الرئيس الهراوي.

​ولعلم من لا يعلم ان مسيحيي الجنوب، وخصوصا" الموارنة، كانوا يعتبرون نواب قضاء جزين كأنهم نوابهم ولطالما اهتم نواب جزين بمراجعيهم من سكان عين إبل ورميش والقليعة وغيرها.

ثالثا": جبل الريحان "الجزيني" ذو أكثرية شيعية لها دور فاعل جدا" في تقرير مصير مرشحي القضاء للنيابة وخصوصا" عندما يتفق "حزب الله" وحركة "أمل " على دعم مرشح أو مرشحين أو لائحة معينة. هنا يتحول الناخب الشيعي غير المقتنع بمن يدعمه الثنائي متمردا" على إرادة الطائفة وهدفا" للكثير من الافتراءات والمضايقات. وقد استنفر هذا الامر الناخب المسيحي، وهو الأكثرية في القضاء، فانتخب مرشحي التطرف المسيحي وهو المعروف، تاريخيا" باعتداله ووسطيته وانفتاحه على جيرانه في صيدا والشوف والبقاع الغربي والنبطية...

رابعا": بدعة تصنيف الحقائب الوزارية وحصر تسلمها بالموارنة والشيعة والسنة والارثودوكس لأنها حقائب "سيادية" تليها الحقائب "الخدماتية" ، وهي شبه محجوزة للمرضي عليهم، كونها يعني الحقائب "الهبره" الملأى بوسائل الارضاء والاسترضاء بعد ملء جيوب الذات والاقرباء!! وفي ذيل التصنيف تقف ذليلة مكسورة الخاطر وزارات مثل: البيئة والرياضة والعمل.. والمهجرين وقد عاد لها "عزّها" جراء الاعتداءات الإسرائيلية المجرمة.

خامسا": أظن، دون إثم، بأن في بعض ما يُحاك على مكوك تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب بداية مدروسة ، ومبرمجة ، للحد من اندفاعة الترحيب الواسع بانتخاب العماد جوزف عون والتعويل عليه، شخصا" وإمكانات ، لتحقيق ما يحلم به اللبنانيون الطيبون المسالمون طالبو السترة والعافية وراحة البال. وقد تضاعف خوفي مع الترويج لأسماء "مش ولا بد " مناسبة لخوض معركة الإصلاح والتغيير. وكذلك مع بداية التشكيك بطريقة إعداد التشكيلة الحكومية المناط بها تنفيذ الإصلاح والتغيير. ولا مرة كانت مراحل تشكيل الحكومة الأولى للعهد تشهد ما تشهده ولادة هذه الحكومة؟! وهذا عنصر جديد يلتحق بعناصر خوفي على عهد الرئيس جوزف عون.

سادسا": هل سهلة مشاحنات الأحزاب المسيحية الفاعلة: "القوات والتيار والكتائب"؟ وهل سهل ارضاؤها حال شعورها بأن "حزب الله " مُفضلٌ عليها في الحكومة العتيدة؟؟ وهل اقتنع الرئيس المكلّف، نواف سلام، بخطأ تفكيره بتجاهل الأحزاب وتمثيلها؟ وهل لفته أحد ما الى أن سهامه اللاحزبية صوبت الى الأحزاب المسيحية الثلاثة المفترض التعاون معها في التأليف والحكم. بينما هو يلبي معظم مطالب "حزب الله" وحركة "أمل" ويغطي ذلك كله بوزير خامس يختاره هو بالتفاهم معهما؟؟

سابعا": نعم انا خائف على عهد أتمنى له النجاح ويكون توأما" في إنجازاته لعهد الرئيس اللواء فؤاد شهاب، وخائف من هذا " الحب الدولي" غير المسبوق لوطن الأرز والذي قد يكون و"من الحب ما قتل". فالدول ليست جمعيات خيرية أو هي من اخوات "اخوية الحبل بلا دنس"!

ثامنا": إن قاعدة "الامر لي" في قيادة الجيش سمحت للرئيس القائد أن ينجز ما أنجزه من تقدم وفاعلية وانضباط في المؤسسة العسكرية الام. ولكن "الامر" في بعبدا غيره في "اليرزة". واتذكر، للمناسبة، تصريحا" معبّرا" للراحل رشيد كرامي بعيد ترؤسه الحكومة للمرة الأولى عهد الرئيس كميل شمعون قال فيه: "اعتقدت الحكم كبس زرار تاري الحكم تشقيف حجار". لقد صدق أفندي طرابلس.

حكمة .س. أبو زيد

   صحافي وكاتب سياسي