بيروت | Clouds 28.7 c

من قصص قصيرة: جريمة في شهر نيسان / كتب: الدكتور احمد عياش

 

من قصص قصيرة-151-
جريمة في شهر نيسان

كتب: الدكتور احمد عياش

الشراع 22 نيسان 2024

 

يقولون في بلدة " المئتين والف"  جريمة قتل غامضة بوضوحها ،زوج قطّع جسد زوجته بآلة حادة، تقول الشائعات انها منشار يدوي بينما اشارت ادوات التواصل انها منشار كهربائي ثمّ وزّع الأشياء باربعة اكياس نايلون سوداء  وبعدما استعان بعمال منهم من قال انهم يملكون اقامات قانونية ومنهم من قال إنهم عمال غير شرعيين من بلدمجاور وصديق وفق أقوال احد العناصر من القوات او من بلد عربي شقيق وفق أقوال احد العناصر التابعين لمحور الصمود والتصدّي الذين حفروا في الارض ظنّاً انّهم يحفرون لزرع أشجار مثمرة بما اننا في شهر اللوز نيسان.

طمر المستاء الاشلاء في الحُفر بعد ان أقام لوحده العزاء فمنهم من قال أقام لوحده صلاة الميّت رافعا صوته للاله انّه لا يعرف عن المتوفاة الا خيرا  وقال غيرهم بل قاد لوحده قدّاس الجنّاز رافعا صوته ان من سيتبع ربّه سيحيا و إن مات.
ومرّت الايام ثم وكعادته السنوية او كعادته بعد ان يشرب الكأس ويثمل قرّر ان يحرث الارض مطمئنا ان الإنسان من تراب ولتراب يعود فنادى في الشباب  المنتشرين في ساحة البلدة مَن كان اسمه يوسف ليأتيه وليحرث له ارضه.
وحرث يوسف الارض وظهر بين التراب بعضاً من الاشلاء لأن الرب وعد بأن بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين ولو بعد.صبر ولو بعد عذاب.
اتصل احمد بعماد وأخبره بالجريمة وسأله عن رأيه و عن مغزى وعن معنى وعن دلالات الجريمة في عقل الإنسان بما انّه مثّقف  يهوى الكتابة ويصدر من حين لحين روايات تارة عن وداد وتارة أخرى عن الشيطان العائد من السفر كملاك.
صمت الأديب والروائي والمتعلم والطبيب عماد وقال:
"المغزى والحكمة واضحتان يا احمد ،على من يقتل زوجته ان لا يدفنها بالحقل قرب الدار بل عليه ان يبتعد اكثر واكثر في البريّة وان لا يحرث الارض."😕
نداء الى القوى الأمنية ان تحرث الحقول المجاورة لديار رفاقي في جريمستان كل شهر فإنّي على يقين اننا سنفقد الكثير من النساء.
#د_احمد_عياش.