العدو لن يهزم "الحوثى"/ كتب: عبدالحليم قنديل - الشراع 28 كانون الأول 2024
خوفاً على سورية ووحدتها: الأمن والأمن... ثم الأمان / بقلم عرفان نظام الدين
خوفاً على سورية ووحدتها:
الأمن والأمن... ثم الأمان / بقلم عرفان نظام الدين
الشراع 28 كانون الأول 2024
لا خلاف بأن ما حدث في سورية كان معجزة إلهية، بكل ما فيها من مؤشرات ودروس وعِبَر يجب أن يتّعظ منها الحاكم والمحكوم والكبير والصغير، فالله يُمهل ولا يهمل، والصبر مدرسة في الحياة تخرّج مؤمنين بأن النصر قادم ولا مجال لليأس من رحمة الله وقدرته على إحقاق الحق ونصرة المظلومين مهما طال الزمن.
هذه الحقائق والدروس تحتاج مجلدات في شرح المعاني والمباني عن المعجزة السورية في سقوط نظام ظالِم ومتجبِّر كان يخنق أنفاس المواطنين. ومن يراجع شريط أحداث الثورة التاريخية وهروب أركانه، وعلى رأسهم بشار الأسد، يصل إلى تحليل دقيق حول سرعة انهيار هيكل النظام بشكل لم يشهده العالم من قبل، وكأننا نتمثل بالآية القرآنية الكريمة: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ (الأنفال، الأية 17).
وما يهمنا هنا، بعد استخلاص العبر، هو ممارسات القيادة العسكرية مقابل تصرفات بعض الأفراد ،واستخدامهم عبارات تسيء إلى الثورة وتثير الفتن وتُعين المغرضين والمتآمرين الذين يستعدون لجولات قتال ومعارك طائفية واجتماعية. ومع التفهّم التام لأبعاد النقمة والرغبة بالانتقام من ظلم نصف قرن، بكل ما فيه من قتل وذبح وتعذيب واضطهاد، فإننا كنا ننتظر من الثوار التحلّي بالمبادئ الإسلامية ،والاقتداء بالسنّة النبوية الشريفة، بعدما مَنَّ الله على المسلمين بالفتح المبارك ودخول مكة المكرّمة بكل سلام وتسامح، إذ أوصى رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) صحابته وجيش المسلمين بعدم التعرّض للناس ظلماً، قائلاً: "من دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل داره فهو آمن".
هذا هو نهج الإسلام القائم على التسامح والعدل، وهذا ما علينا أن نسير عليه مع توكيد وجوب محاسبة القتلة والسفاحين ووحوش التعذيب وسارقي أموال الشعب... وإحقاق الحق بالوسائل القانونية، فإذا كان النظام البائد ارتكب مثل تلك الممارسات، فإن علينا أن نثبت للعالم أننا شعب حضاري لا ننفذ القوانين بأيدينا ونساوي بين المجرم والبريء على السواء.
أعرف أن هذا الكلام لا يعجب البعض، ولكني أتحدث عنه بهدف منع الفتنة وخوفاً على سورية ووحدتها، علماً بأن هناك فئات ودول تتأهب للانتقام لزعزعة الأمن وإثارة الفتن وإشعال نار العنصرية البغيضة. وعلى أولي الأمر الحذر والتشدّد في مثل هذه الحوادث ومنع التعرّض للشركاء في الوطن، مثل المسيحيين والعلويين والدروز... وغيرهم، فأكثرهم لا علاقة لهم بما جرى، لا بل إن فئة صغيرة استفادت من النظام فيما الأكثرية لا علاقة لها بجرائم القتل والتعذيب. ولهذا استنكر النبلاء أي تعرض للأخوة والأخوات وإطلاق شعارات وكلمات غير لائقة بحق الأبرياء منهم، وكان من الأفضل بدء حوار بنّاء بين مختلف فئات الشعب لشرح المنهج والموقف ونبذ كل تطاول وخروج عن التعليمات.
وبين الأقوال والأفعال أختم بتوجيه نداء عاجل إلى القائد أحمد الشرع: العالم كله ينظر إليك ويراقب كل خطواتك، وأكثر الطامعين إسرائيل التي استغلت الفرصة لتجرّد سورية من أسلحتها الثقيلة... ولم يتركوا لها إلا سكاكين المطابخ، من دون أن ننسى تحرّكات إيران وأذرعها لزعزعة الأمن في سورية الجديدة.
أما الشعب السوري، فينتظر منك القليل والأساسي: الأمن والأمان. أمن الوطن لردع إسرائيل وغيرها وتطبيق القوانين في الحماية واحترام الحقوق ودعم الحريات، والأمن الغذائي بمراقبة الأسعار وتأمين المتطلبات الضرورية والأساسية. وهذه مطالب حق إن لم يؤخَذ بها، فإن شرر الفتن ينطلق من هنا. لهذا، لا بد من العودة عن الأخطاء بسرعة، مثل غلطة تسريح الجيش وسحب مسؤولية الشرطة وفتح السجون المدنية ليسرَح المجرمون ويسرقون علناً في الشوارع.
اللهم فاشهد أنني قد بلّغت، وحمى الله سورية ونصر شعبها وأعادها لتؤدي دورها التاريخي.