بيروت | Clouds 28.7 c

داغستان الروسية تشتعل.. ما رصده الدكتور يوسف قبل 7 أشهر يتحقّق!

 

داغستان الروسية تشتعل.. ما رصده الدكتور يوسف قبل 7 أشهر يتحقّق!

 

شهدت جمهورية داغستان الروسية الواقعة في منطقة شمالي القوقاز الروسية، وذات الأغلبية المسلمة التي تنتمي للقومية التركية، هجمات “إرهابية” متزامنة يوم أمس الأحد أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم رجل دين أرثوذكسي وأفراد من الشرطة إضافة إلى عدد من المدنيين، في تأكيد جديد لما كان رصده رئيس المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والاقتصادية، الدكتور محمد وليد يوسف، قبل نحو 7 أشهر في دراسة نشرت يوم 13 نوفمبر 2023 تحت عنوان: “الاخفاق الاستراتيجي العظيم… لم يبقَ لروسيا إلا النووي! – الجزء الثاني”، ذكر فيها أنّ “الجماعات الإسلامية في الجمهوريات الإسلامية الروسية ستقوم بتحشيد وتعبئة الناس فيها بسائق من الحرب الإسرائيلية على غزة، حتى إذا هدأت وسكنت الحرب هناك دفعت هذه الجماعات الناس لعداوة روسيا والقومية السلافية المسيحية الأرثوذكسية، وإيقاد حرب دينية – قومية”، مشيراً إلى أنّ ذلك نتيجة حتمية للخطاب الإعلامي الروسي المداهن والمهادن والمتملّق للبلدان والحركات الإسلامية ولا سيما حركة “طالبان” الأفغانية وحركة “حماس” الفلسطينية وغيرهما.

وأعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية “تعرض مدينتَيْ ديربنت ومحج قلعة في داغستان لاعتداء إرهابي الليلة الماضية استهدف كنيستين أرثوذوكسيتين، وكنيساً يهودياً ومركزاً لشرطة المرور ومقتل أكثر من 15 شرطياً وعدد من المدنيين”. كما أعلنت قوات الأمن في داغستان القضاء على 6 مسلحين 4 منهم في محج قلعة و2 في دربنت.

وما هذه الأحداث إلّا تأكيد جديد لما كان رصده الدكتور يوسف في الدراسة التي نشرها في نوفمبر 2023، استناداً للقواعد العلمية والمعادلات الرياضية حيث قام بعرض روسيا على قانون الاستقرار السياسي الأساسي فأتت النتيجة، بحسب المذهب السياسي للدكتور يوسف، رصد اضطراب وفوضى سياسية داخلية منتظرة في روسيا في المستقبل.  

وأشار الدكتور يوسف آنذاك إلى أنّ “عوامل وأسباب ثورات وحروب دينية وقومية واستثمار الجماعات الإسلامية في الجمهوريات الإسلامية في روسيا الحرب الإسرائيلية على غزة تجتمع لتحريك الدواعي وتحريض الهمم وإثارة المشاعر والعواطف وحشد الناس وتعبئتهم توطئة لتفجيرها في المستقبل في وجه موسكو والدعوة إلى الانفصال وحق تقرير المصير”.

وكشف العالم السياسي يوسف أنّ “الاستراتيجية الروسية الخاطئة في جنوب القوقاز ستُفضي إلى عواقب في شمالي القوقاز أيضاً، حيث ستتجرّأ القوميات الإسلامية التركية وغيرها في هذه المنطقة في المستقبل، على إثارة أزمات جيوسياسية في روسيا بالسعي إلى الانفصال عن روسيا والمطالبة بتقرير مصيرها بسائق من نشأة منظمة الدول التركية بقيادة تركيا التي تسعى إلى تحويل هذه المنطقة إلى اتحاد سياسي تركي قوي مما سيبعث بالروح القومية الإسلامية لدى الشعوب التركية في الجمهوريات الإسلامية الروسية”.

وعدّد الدكتور يوسف الجمهوريات الإسلامية الثمانية في روسيا ومن بينها جمهورية داغستان، منبّهاً إلى أنّ “هذه الدائرة الجيوسياسية هي مظنة خطر استراتيجي داخلي عظيم على روسيا في المستقبل إذا سارت روسيا على استراتيجياتها الداخلية والخارجية الخاطئة”.

وحذّر من أنّ “انقسام الاتحاد الروسي وتفكك فيدراليته سيبدآن من هذه الجمهوريات التركية الإسلامية طمعاً في استقلالها ورجاء التحاقها وانضمامها إلى الاتحاد التركي الناشئ بقيادة تركيا وبدعم من روسيا من الرئيس فلاديمير بوتين ذاته في استراتيجية خاطئة لا سبيل إلى فهمها أو تأويلها”.

واعتبر أنّ “غض الطرف عن نشاط الجماعات الإسلامية في تلك الجمهوريات ونشأة قوة عسكرية وسياسية كبيرة للزعيم الشيشاني رمضان قديروف قد تجعل منها قوّة كبرى في حال اجتماعها تحت قيادة واحدة، وإذا أضيف إلى ذلك في لحظة فراغ استراتيجية استيلاء جيش قديروف والجمهوريات الإسلامية الروسية الأخرى على بعض الرؤوس النووية، فإنّ خطراً استراتيجياً عظيماً يهدّد العالم سيظهر في المستقبل”.

وفيما أبرز الدكتور يوسف أنّ “قيام ونشأة روسيا وتمزقها وتفككها وقيام الاتحاد السوفياتي وزواله كان بسائق من عوامل داخلية وديناميكيات قومية تعمل بين شعوبها وجمهورياتها ومقاطعاتها وليس بحرب خارجية أو عدوان من الدول المجاورة”، فإنّه شدد على أنّ “الخطر المحدق بروسيا قادم من داخلها ببعث القوميات التركية الإسلامية من رقادها وخاصة في منطقة شمالي القوقاز بعد الاخفاق الاستراتيجي الروسي الكبير في جنوب القوقاز”.

وأكّد أنّ “الخطاب الإعلامي الروسي المتملّق للبلدان الإسلامية يقوم بحلّ القيود والضوابط عن نشاط الجماعات الإسلامية في الجمهوريات الإسلامية الروسية لتقوم بتحشيد وتعبئة الناس فيها بسائق من الحرب الإسرائيلية على غزة، حتى إذا هدأت وسكنت الحرب هناك دفعت هذه الجماعات الناس لعداوة روسيا والقومية السلافية المسيحية الأرثوذكسية، وإيقاد حرب دينية – قومية كما حدث ذلك في حربَيْ الشيشان الأولى والثانية”.

وخلص إلى أنّه “عندها ستقوم تركيا وجمهوريات وسط آسيا (الاتحاد التركي) بتأجيج الحرب في روسيا وتأليب الناس على موسكو، وعندها سيستثمر الغرب ذلك بمساندة تركيا ودفعها لقيادة السعي والعمل على تمزيق روسيا من داخلها، ولن يبقى بين يدَيْ روسيا سوى السلاح النووي للتهديد به واستعماله لردّ غائلة الزوال والتفكك والتمزق عن نفسها”.