الاقتصاد والإكتئاب يرفعان معدلات الانتحار 8% في سورية / أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة / خاص دمشق – بشرى كوسا
الشراع 24 ايلول 2024
في إحصائيات صادمة، أشارت بيانات وزارة الصحةالى ارتفاع عدد حالات الانتحار المسجلة في سورية ،والناتجة عن العوامل النفسية خلال النصف الأول من العام الجاري، وذلك بزيادة بنسبة 8% عن العام الماضي.
ووفقاً للإحصائية التي كشف عنها مصدر في وزارة الصحة، فإن 620 شخصاً فقدوا حياتهم في النصف الأول من العام نتيجة الانتحار، فيما بلغ عدد الحالات المسجلة خلال العام الماضي 675 حالة، وأشارت الإحصائية إلى رجحان كفة الإناث، حيث سجلت 325حالة، مقابل 295 حالة انتحار بين الذكور.
ويمكن القول إن أسباباً متنوعة تؤدي إلى الانتحار، منها اضطرابات نفسية كالاكتئاب، وعدم القدرة على مواجهة الفشل، والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وحتى الدوافع الانتقامية.
خبيرة الصحة النفسية الدكتورة غالية أسعيد، أكدت في تصريح خاص لـ«غلوبال» أن الكثير من السوريين قد لايجدون مخرجاً من الضغوط الاقتصادية والأزمة المعيشية، ويختارون الانتحار حلاً أخيراً.
وأوضحت أسعيد، أنه وفقاً لأحدث الأبحاث فقد تبين أن حوالي85 – 95٪ من الأشخاص الذين يموتون نتيجة الانتحار لديهم حالة صحية نفسية يمكن تشخيصها قبيل الوفاة، مضيفة:إن الحالة الصحية الأكثر شيوعاً التي تؤدي إلى السلوك الانتحاري هي، الاكتئاب والشعور بالقلق والخوف الشديد، ناهيك عن تجارب الطفولة الرضية، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والجنسي، التي قد تزيد من خطر محاولات الانتحار فيما بعد.
ونوهت أسعيد إلى عوامل أخرى، منها الاضطرابات الطبية العامة وخصوصاً المؤلمة والمزمنة، التي تساهم بزيادة حالات الانتحار بنسبة 20 بالمئة عند البالغين.
ووفقاً للتقارير الرسمية، المتوفرة لغاية العام 2022، فإن الأعوام الثلاثة الأخيرة كانت الأسوأ لجهة معدل الفقر الشديد، فقد سجل المعدل في العام 2022 أعلى مستوى له منذ بداية الأزمة2011، حيث بلغ حوالي 58.1%، تلاه العام 2021 بمعدل قدره 54.5%، فالعام 2020 بحوالي 39.9%.
لذلك تُعد العوامل الاقتصادية أحد أهم أسباب الانتحار، فالضغوط الاقتصادية والبطالة هي من أهم أسباب ظهور الاكتئاب، وزيادة معدلات الانتحار في البلاد.
عالمياً، توضح الدراسات أنه يتوفَّى حوالي 800 ألف شخص حولَ العالم بالانتحار سنوياً، وتشير الدلائل إلى أنه مقابل كل شخص يموت انتحاراً، هناك العديد من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار.
ويبلغ عدد الذكور الذين يموتون بسبب الانتحار 3- 4 أضعاف عدد الإناث اللاتي يمتن للسبب نفسه، على الرغم من أن محاولات الانتحار لدى الإناث تبلغ أربعة أضعاف الذكور، وقد يعود ذلك إلى استخدام الذكور وسائل أكثر فتكاً لإنهاء حياتهم.
ومع زيادة حالات الاكتئاب والمشكلات النفسية في البلاد بسبب الضغوط الاقتصادية، يواجه الكثيرون صعوبة في الحصول على خدمات العلاج النفسي.
بدورها تشدد الأخصائية النفسية، على ضرورة تقديم المساعدة لتخفيف وإيقاف حالات الانتحار عبر التوعية المجتمعية، وتوكيد الجانب الديني الذي ينافي الانتحار في كل أطيافه.
*〔🇸🇾〕نبض الشام〔🇸🇾〕*
الشراع