بيان عن غزة بعد وقف إطلاق النار
21/1/2025
الشراع 22 كانون الثاني 2025
كان لا بدّ من الوقوف بكبرياء أمام صمود غزة بعد حربِ إبادةٍ صهيونيّةٍ أمريكية غربيّة استمرت أربع مئةٍ وواحد وسبعين "471" يوماً. وتكريماً وتخليداً لهذا الصمود الخارق الذي لا يختلف عن النصر في مدلولاته النهائية اجتمعت المنتديات الثقافية في البقاع، وأصدرت البيان التالي وهي:
1 ــ المنتدى الثقافي الاجتماعي في البقاع عمر شبلي
2 ــ المجلس السياسي في البقاع الغربي وراشيا الأستاذ أحمد ثابت والأستاذ رفعت فارس
3 ــ المنتدى العلمي البقاعي الأستاذ محمد الخطيب
4 ــ جمعية الحوار من أجل لبنان الواحد الأستاذ محمد أمين
5 ــ جمعيّة غَيِّرْ الأستاذ صلح نجم
6 ــ تلاقي الجمعيّات اللبنانية كوثر عبد الفتاح
لقد كان الدمار الذي مارسته الصهيونية في غزة مرعباً، فقد قدّمت غزة أكثر من ستة وأربعين ألف شهيد، ما عدا المفقودين إلى الآن تحت الدمار، وما عدا الدمار في البناء والمستشفيات والمدارس وكل ما يتعلق بإنسانية الإنسان. وظن الجميع أن غزة لن تقوم من دمارها أبداً، وفي اليوم التالي بعد وقف إطلاق النار وقف العالم كله مشدوهاً أمام غزة وإنسانها الذي وقف في ساحاتها صامداً بسلاحه وكأن غزة تقيم عرساً مزدوجاً لشهدائها وصمودها في آن، ولكثرة ازدحام الناس وهم يُسلِّمون الأسيرات الثلاث للصليب الأحمر الدولي شعر الجميع وكأن غزة لم تُعانِ من حرب وما زال فتيانها، وكأن أعدادهم لم تنقص أبداً.
وقد تناول اللقاء الذي أقمناه اليوم:
1 ــ ضرورة اجتماع المؤسسات الثقافية في البقاع ولبنان للانتصار لغزة ونضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في كل مواقعه النضالية، ولا بد من إصدار ما يؤرخ لهذا الصمود العظيم الذي يوازي النصر، لأن هذا العدوان الطويل لم يحقق ما كان يريده من هذا العدوان. وسنعمل على هذا.
2 ــ وقفة غزة الصامدة في يوم شهدائها غيّرَ نفسية الإنسان العربي بصرف النظر عن مواقف الأنظمة المتخاذلة. مشهد شباب غزة في يومها الأول كان ولادة الشهداء والتصميم على الصمود.
3 ــ كان منظر الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات الثلاث خير تعبير عن روح غزة، بينما إطلاق سراح مساجين فلسطينيين عاراً على العدو الفارغ من إنسانيته. ثم إنه لم يسمح للأسيرات الثلاث أن يتكلمن مع أحد. وهذه شهادة بين النقيضين.
4 ــ الرأي العالمي انتصر لصمود غزة واحتقر الصهيونية التي أصبحت دولة مارقة، إن الدولة الصهيونية التي كانت تدّعي أنها رمز الديموقراطية في الشرق الأوسط صار رئيس وزرائها المجرم مطلوباً لمحكمة العدل الدولية باعتباره مجرم حرب، ثم إن المظاهرات الشعبية العارمة في معظم دول العالم كانت تعبيراً عن سقوط الصهيونية وانتصاراً لعدالة قضية فلسطين.
5 ــ انعكاس صمود غزة على المجتمع الإسرائيلي، حيث كانت أزمة خلخلة في نفسية الجنود والضباط الإسرائيليين وإصابة المئات منهم بانهيارات نفسية تستدعي المعالجة. وازداد النزوح الإسرائيلي من فلسطين المحتلة إلى خارجها، وأصيب الاقتصاد الإسرائيلي بانهيارات كما هم يقولون، وبينما كان أطفال غزة يلعبون في الشوارع تحت القصف الإسرائيلي كان الشعب الإسرائيلي ينام في الملاجئ بمجرد سماع قذيفة، وقد أعلنوا هم أكثر من مرة أن نتنياهو المجرم وحكومته كانوا ينامون في الملاجئ. ثم إن المجتمع الإسرائيلي بدأ يطالب هو بإنهاء الحرب ليحفظ سلامة جيشه. ثم إن إسرائيل لم تكن تعطي الأرقام الدقيقة عن قتلاها.
6 ــ قد تعود إسرائيل للحرب لأنها لم تحقق شيئاً من الذي أعلنته عن سبب استمرارها في العدوان على غزة. ولذا على الشعب الفلسطيني أن ينتبه لذلك.
7 ــ كانت فلسطين كلها تنتصر لغزتها، وليست معارك مخيم جنين في الضفة الغربية إلا دليلا على وحدة الهدف الفلسطيني.
8 ــ نحن هنا في لبنان أصدرنا مجلدين لنصرة غزة في معركتها العظيمة بعنوان "طوفان الأقصى والزمن الآخر"، وستصبح معركة غزة الطويلة الأمد والغالية الكلفة والبطولات الفلسطينية الخارقة رمزاً للمعارك الكبرى في التاريخ الإنساني وسيُحكَى عنها الكثير الكثير.
9 ــ على الشعب الفلسطيني أن يوحِّد صفوفه، ولا يجوز أي خلاف في معركة المصير الواحد، إن الخلاف الفلسطيني يجب أن ينتهي لأن هذا الخلاف سلاح في يد العدو الصهيوني.
10 ــ غزة لم تنهزم، البارحة أثناء إطلاق سراح المعتقلات الإسرائيليات كانت البندقية الفلسطينية موجودة وظاهرة للعالم كله، والذي لم ينهزم في داخله لا يمكن أن نسميه منهزماً. إن الهزيمة الحقيقية تكون في داخل الإنسان أولاً. نعم تهدمت غزةُ حجارةً ولكنها لم تتهدم إنساناً.
11 ــ إن وسائل الإعلام اليوم من أهم وسائل التواصل، ولها دور كبير في صنع الرأي العام، ولذا علينا الانتباه للإعلام المزيف، وعلينا أن ننقضه بالحقائق.
عمر شبلي 21/1/2025