السجناء الثلاثة
الشراع 13 شباط 2024
النظام العالمي الآحادي القطب يسجن الثلاثة الكبار:
وأكراد لبنان يُحيون ذكرى اعتقال عبد الله اوج آلان الـ25 في ظلّ صمت دولي رهيب
مقتطف:
ثلاثة مقاومين للإمبريالية العالمية في غياهب السجون التي تدّعي الديموقراطية ،دون أي اعتراف بالحق بالحرية:
كارلوس
وجورج عبداالله
وعبدالله أوج الان ..
سلوى فاضل
الاكراد في لبنان في معظمهم من الفقراء ومتوسطي الحال ، لكن معظمهم ما زالوا يحملون همّ قضيتهم، وهي كما يعرف الجميع النضال لاعلان دولتهم الخاصة بهم كعرق وشعب متنوع ومتعدد، لكنه آت من خلفية عرقية واحدة، وإن كان موزعا ومشتتا بين إيران والعراق وسورية وتركيا ودول أخرى متفرقة.
في لبنان حصل الأرمن المضطهدين من تركيا على حقوقهم السياسية، أما الأكراد فلم ينالوا حقهم الطبيعي كمواطنين بالحصول على الجنسية اللبنانية الا في عهد الرئيس الياس الهراوي .
كان كل أكراد العالم يبحثون عن هويتهم الوطنية الكردية الواحدة على أرضهم الحلم كردستان أو مبدئيا (روج آفا).
اما في لبنان فكانوا عن الهوية اللبنانية ولم يحصلوا عليها الا بعد عشرات السنين من اللجوء الى لبنان .
تيارات مختلفة
——————-
وكما يعلم المتابعون، إن الاكراد تيارات ومذاهب وأقوام.. وقد قسمّتهم السياسة الدولية، فكان من نصيب تيار كبير بينهم الاتجاه اليساري بقيادة عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المحظور، والذي صُنف إرعابياً ، وهو يتمتع بتأييد كبير من كرد تركيا وسورية وفي لبنان بنسبة اقل .. ومن التيارات السياسية العربية، خصوصًا اليسارية منها.
وهو الذي يقبع في سجون تركيا منذ 25 عاما دون أي اتصال أو تواصل أو أية معلومات عنه في وضع مشابه لوضع الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية.
هذا القائد المناضل والأمميّ دفع ثمن تواطوء دولي إقليمي في لحظة تسوية، ( نشرتا في الشراع نبذة عن هذا التواطؤ في حلقة عن هذه الجيوش التي تحكم سورية ) وعلى الرغم من التواطوء لم ينجُ المُتخاذل هذا من المخطط التركي- الأميركي تجاه بعض الاطراف.. كما هو حال المناضل الأممي المناضل الأممي إليتش راميريز سانشيز، الشهير بلقب كارلوس المسجون في فرنسا بناءا لطلب أميركي، كما هو أيضا حال المناضل الأممي جورج عبدالله الذي أنهى محكوميته منذ أكثر من عقد من الزمن والسلطات اللبنانية لا تطالب به كونه يحمل الجنسية اللبنانية بل إنها تستقبل السياسيين الفرنسيين من دون أي حياء!!.
هؤلاء المناضلون الآتون من تفاعل المضطهدين مع التيار اليساري الأممي الجارف، ولكن يد دولة اليسار والنضال كُفت يوم سقط الإتحاد السوفياتي وبات دولة تعمل على خطى الدول الاستعمارية خارج حدودها.. ولتحلّ الأمميّة الاسلامية بكافة صنوفها، محلها. وبقي المناضلون هؤلاء بقبضة الامبريالية الأميركية دون أية مساندة من دولهم، مما دفع الغرب المُناهض لحقوق الشعوب المظلومة لمزيد من الاستبداد المُغطى بعناوين برّاقة منها "الديموقراطية، وحقوق الإنسان، والمجتمع المدني......". وهي كلها عناوين كاذبة مُغطاة بغطاء السيطرة ونهب الثروات والضخ الإعلامي التجهيلي وتغيير مفاهيم الحرية والسيادة والاستقلال.
ومشكلة الأكراد في العالم أنّ كل الدول الموجودين فيها تحكمها أنظمة رافضة لحقوقهم، (عدا العراق منذ ستينات القرن الماضي الذي اعطاهم حكماً ذاتياً ) ،مما يعني أن قضيتهم تحتاج ثورة شاملة ليخلّصوا شعبهم من نير الأنظمة التي ينضوون تحت سيطرتها.
اليوم، وكما في كل عام يُحيي الأكراد في لبنان ذكرى اختطاف القائد (آكو) عبدالله أوج الان الخامسة والعشرين في ساحة "جبران خليل جبران" بوسط بيروت وأمام مؤسسة أمميّة، اهتزت صورتها مؤخرا وبشكل فاضح منذ السابع من إكتوبر 2023 ،حين تخاذل المجتمع الدولي عن نصرة غزة، بل عمدت الأممية "الإنسانية" إلى اغلاق مؤسسة "الأونروا" لمعاقبة الفلسطينيين كونهم لم يتخلوا عن مقاومتهم.
أوج آلان قد يبقى في سجنه طويلا، لأنه لا دولة ولا نظام يطالب بحقه بالحرية، على الرغم من أنه ممثل لشعب ولقضية، لكنه ليس إبن أي نظام.. لذا سيكون دربه طويل ومعاناة شعبه أكبر.. إلى أن تتغير الموازين الدولية والإقليمية ويحكم بعض الأكراد في العالم.
بهذه المناسبة تجمّع عدد من الأكراد في لبنان في حديقة "جبران" في الأسكوا واعلنوا للعالم أجمع عن دعمهم لحرية أوج آلان المسجون بطريقة لاإنسانية ولا شرعية في تركيا. وقد سلموا من يمثل الأمم المتحدة في لبنان هذا البيان:
بيان إلى الرأي العام
تحلّ علينا الذكرى الـ25 للمؤامرة الدولية التي حيكت ضد المفكر والقائد الكردي عبدالله أوج آلان ، والعالم يشهد حربا عالمية ثالثة شنتها القوى المهيمنة المتآمرة على الشعوب والقوى المناهضة لها، حيث أن القائد كان قد استشرف هذه المجريات في رؤيته وتحليلاته للوقائع السياسية.
وقد أدرك النظام العالمي الرأسمالي مدى قوة وخطورة افكار ورؤى للسيد أوج آلان على استمرارية النظام ومخططاته التوسعية والتمزيقية، فكانت هذه المؤامرة الشنعاء ضد القائد أوج آلان، الذي يمثّل إرادة الشعوب والمجتمعات والهويات المضطهدة.
ونحن هنا اليوم، إذ ندين ونستنكر المؤامرة الدولية في ذكراها المشؤومة الخامسة والعشرين، فإن العالم كله يشهد كيف أن المقاومة التاريخية التي يبديها القائد في "أومرالي" والفريدة من نوعها قد حطمت قيود المؤامرة وأضعفتها.
أكثر من ربـع قرن والمقاومة والكفاح الذي يبديه القائد في سجن "إومرالي" الانفرادي، لا مثيل له، فالدولة التركية الفاشية تفرض أشد العقوبات والعزلة المطلقة والتعذيب النفسي المنافي للقوانين والأعراف الدولية، بدءا من حرمان القائد من "حق الأمل" وعدم السماح له بلقاء ذويه ومحاميه المدافعين عنه قانونيا، وصولا إلى عدم قبول زيارات ولقاءات المنظمات الصحية والحقوقية المدنية والدولية بالسيد عبدالله أوج آلان . كلها تعتبر ممارسات منافية لكل المواثيق والمعاهدات الدوليةالمتعلقة بحقوق الانسان عموما وبحقوق المعتقلين خصوصا.
/ لبنان 12 /2/2024
الشراع