بيروت | Clouds 28.7 c

المشردون في شوارع بيروت ينافسون اعداد السيارات والناس / غنوة دريان

 

المشردون في شوارع بيروت 
ينافسون اعداد السيارات والناس / غنوة دريان

الشراع 24 كانون ثاني 2023


خلت شوارع العاصمة بيروت من زحمة  السير الخانقة ،وحلت مكانها اعداد المشردين ،الذين اتخذوا من  ارصفة الشوارع ،ملاذا أمنا لهم بعد تجاوز عدد المواطنين تحت خط الفقر  نسبة ال 85 بالمئة !! فمنهم من أتخذ من الشارع ،منزلاً مفتوحاً بعد أن عجز عن دفع إيجار المنزل المقفل .. واحداهن اتخذت قارعة الطريق مأوى فوق الارض واخر طردته عائلته لانه أصبح كبيرا في السن ،ويشكل عبئا على عائلته فطردوه دون شفقة ولا رحمة واخرى طردها ابنها الوحيد من المنزل ،لأن أدويتها غالية ،والعائلة لم تعد تتحمل فرداً إضافياً في ظل وجود طفلين في العائلة ،وهم أحق بالعلاج والرعاية من الام التي ضحت وربت وكبرت وزوجت !!فرماها عند مفترق جامعة بيروت العربية ،قرب المنزل حيث يقطن ،ولكن سكان المبنى لم يتحملوارؤية عشرة العمر على قارعة الطريق وهم يزودو نها يوميا بما تحتاج إليه من مآكل ومشارب ساخنة في هذا البرد القارص ..
وبسبب ما يعانيه هؤلاء من قساوة تحول الكثيرين منهم الى سلوك عدواني ويرفضون اللجوء إلي دور الرعاية ،على أمل إن يحن قلوب أولادهم عليهم. السيدة فاطمة تقول للشراع بأنني لن ابرح هذا المكان وهي تنتظر كل يوم عودة ولدها الوحيد إليها نادما مستغفرا ،
والسيد جميل  لديه ثلاثة أبناء وجميعهم متزوجون ،وفي ظل الأزمة الاقتصادية ،لم يعد باستطاعتهم تأمين الأدوية اللازمة له خصوصاً إنه يعاني من الضغط  فاخذوه ورموه في منطقة خلده ويحنن عليه المارة واصحاب الايادي البيضاء ،وانيسه الوحيد هو كلب يرافقه ليل نهار ويقول السيد جميل ،بأن الكلب احن عليه من أولاده ،ولكنه يدعو ربه كل ليلة من أجل إن يصحو ضمير أحد أولاده  وياتي لاصطحابه إلي المنزل ،  و الملفت في الأمر بأن اعداد المشردين لم تعد محصورة في منطقة معينة بل امتدت إلي شتى مناطق العاصمة ،والبعض منهم اصبح غير متوازن عقليا ،بعد أن كان في منزله معززا مكرما وتحول فجأة إلي مشرد على قارعة الطريق فتاتي ردود أفعاله عنيفة ،ويصرخ بصوت عال (لا أريد أحد اً أن يقترب مني أريد أولادي) فقط وهذا هو رد فعل العم أبو صلاح ،والمشكلة الاكبر ،إن دور رعاية المسنين و المشردين ،تمر بازمة مالية خانقة ،لا تستطيع معها استقبال اعداد إضافية من المشردين والمسنين الذين هم في تزايد مستمر ،والأزمة مرشحة للتفاقم  يوما بعد يوم فالي أين نسير؟ هل سنتحول إلي فندق كبير يعج بالمشردين ؟ هذا السؤال برسم  وزارة الشئون الاجتماعية إذا ما كانت هذه الوزارة متواجدة حتى اليوم
الشراع 
غنوة دريان