سقوط الأسد لحظة مفصلية قد تعيد تشكيل الشرق الأوسط / حوار توماس فريدمان مع بودكاست نيويورك تايمز
المرحلة الثانية من علوية الجيش السوري /الشراع 14 اذار 2023
المرحلة الثانية من علوية الجيش السوري
الشراع 14 اذار 2023
المرحلة الثانية من علوية الجيش السوري بدأت في الصراع بين اللجنة العسكرية وأمين الحافظ ، وهي التي جاءت به من الارجنتين حيث كان ملحقا عسكريا في سفارة سورية فيها ليرأس مجلس قيادة الثورة كما ورد خلفا للفريق لؤي الاتاسي .
وإذ يمكن رصد التنافس على السلطة كسبب للصراع بين الرفاق أبناء الحزب الواحد ، والسعي لاكتساب العسكريين كل إلى جانبه مسعورا بحمى هذا التنافس ، فإن المذهبية بدأت تطفو على سطح الاحداث في سورية بدءا من المؤسسة التي من المفترض ان تجمع بين أبناء الوطن ، من كل الملل والطوائف والمناطق والطبقات : وهي الجيش وكان الأولى ان تجمع بين رفاق الفكر الواحد ، والحزب الواحد والقيادة الواحدة والتربية الواحدة والثقافة الواحدة والتطلع الواحد والاهداف الواحدة من القيادة العسكرية والتي عرف الحافظ ان معظم ضباطها من العلويين أو هم تحت سيطرة الثلاثي العلوي محمد عمران ، صلاح جديد ، حافظ الأسد . . قبل أن يكتشف الحافظ ان عمران كان أقرب إلى قيادة الحزب المدنية وفي طليعتها المؤسسان ميشال عفلق وصلاح البيطار ، ولم يكن ذا عصبية علوية .
بدأ أمين الحافظ يستعمل الاسلوب المذهبي ويطلق النعوت السلبية ضد اللجنة العسكرية وبصورة خاصة حافظ الأسد ، صلاح جديد ( محمد عمران) .
أضعف هدا الاسلوب معركة شرعية القيادة القومية ، وطوق نشاط الضباط العلويين البعثيين الذين لم يشك أحد في ولائهم للقيادة التاريخية للحزب وأبرزهم : علي مصطفى وسليمان حداد .
ساعد أسلوب أمين الحافظ في اصطفاف الضباط السنة حوله مثل صلاح الضلي ومصطفى طلاس ومحمد عارف الكيالي وآخرين ، ومع هذا كان معه من الدروز فهد الشاعر ومن العلويين كما أسلفنا علي مصطفى وسليمان حداد وأخرون ، لكنه ساعد أيضا في اصطفاف العديد من الضباط العلويين حول قيادتهم . . ولم يخرق هذه القاعدة سوى مصطفى طلاس الذي كان من أشد أنصار أمين قبل ان ينحاز إلى اللجنة العسكرية وضباطها العلويين . تكاثر العلويين في الجيش وفي الإدارات جاء مع تعدد دورات قبول ضباط في الجيش ، ومع تطور الحياة الاقتصادية في سورية ، وانصراف شباب المدن السنة عنه إلى الحياة التجارية والمهنية الأخرى بدراسة الطب والهندسة والصيدلة والمحاماة . . وكلها مهن كانت شبه مقفلة على أبناء المدن سنة ومسيحيين .
-
الأسد يهدد
في 22 ك1 / ديسمبر عام 1966 اي قبل شهر واحد من انقلاب 23 شباط/ فبراير ضد أمين الحافظ والقيادة القومية ، التقى القيادي الفلسطيني البعثي خالد يشرطي بتكليف من مؤسسى الحزب ميشال عفلق بحافظ الأسد في دمشق الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك ، للإطلاع منه على حقيقة ما يجري في البلد ، ومحاولة رأب الصدع بين الرفاق ، فرد الاسد غاضبا . . ابلغ الاستاذ ميشال ان ابن الحافظ يستفز الاخوان ( العلويين) كثيرا وإذا استمر على هذه الحالة فإنني لن أقوى على ردع الاخوان (العلويين) إذا ما ثاروا . . وبعد شهر واحد كان حافظ الأسد على رأس القوة التي قضت على حكم أمين الحافظ .
كان أمين الحافظ الذي يتصرف بعفوية وفطرية يستفز حين كانت تأتيه معلومات أو تقارير وتصدر قرارات تكشف خطة إخلاء المواقع الأساسية المفصلية في الجيش من السنة ، في عمليات صرف كانت تخلو في معظم الاحيان من أي ضابط من الاقليات الدينية (علويين اسماعيليين ، دروزا . .) .
يكشف المقدم عبدو ديري في كتاب عن " أيام مع القدر " انه نجح في إيقاف قائمة إحالة خمسمائة ضابط صف من الصدور عبر اتصال مع المقدم موسى الزعبي والفريق أمين الحافظ ، اللذان تأكدا ان الــ 500 صف ضابط المفصولين ليس بينهم أي من الاقليات الدينية .
وبعد استقراره في العراق قال الفريق أمين الحافظ لأركان في المعارضة السورية في بغداد لو سمح لي الاستاذ عفلق بعمل انقلاب قبل أن ينفذ حافظ الأسد وصلاح جديد انقلابهما لكان استطاع أن يسيطر على الجيش ويمنع سيطرة العلويين وإذا قرأنا واقع الجيش السوري في ذلك الزمان لكان علينا أن نعيش حربا أهلية قوامها العسكريون البعثيون الموزعون في الولاء المذهبي بين سني وعلوي ( على الاقل) ليصبح مصير سورية قبل أقل من نصف قرن في عالم الغيب . عسكر بعث ميشال عفلق الذي تحلق حوله في بداية الانقلاب عام 1963 تحول بعد سنتين إلى فرق متناحرة متقاتلة كانت الغلبة فيها للعلويين منهم بدءا من عام 1966 ، ثم قضي الأمر بتسلم حافظ الأسد للسلطة عام 1970 .
-
امين الحافظ ومفارقته