الجنرال شتاء يساند المقاومة!
الشراع 2 تشرين الثاتي 2024
سألت الشراع خبيراً عسكريا استراتيجياً عن طبيعة القتال البري في فصل الشتاء ، في استباق لشرح الحالة في الجنوب مع استمرار العدوان الصهيوني على جنوبي لبنان فقال ؛
إذا استمر العدوان الصهيوني على لبنان ، حتى دخول فصل الشتاء ، حيث المعارك تدور وستدور في جبال جنوبي لبنان ، خصوصا في القطاع الغربي بعيداً عن البحر ، وفي القطاعين الأوسط والشرقي ..فإن الظروف
المناخية تؤدي دوراً مهماً جداً في تحديد التكتيكات الميدانية، وهي طبعاً تختلف في حال الهجوم عن الدفاع .
ويتابع الخبير الاستراتيجي قوله :
ولكي ندرك اهمية العوامل الجوية والطقس ،نجد ان امر العمليات في الجيوش المحترفة يتضمن بنداً مستقلاً عنها، خصوصا ًعندما تتضمن خطة العمليات عمليات انزال مظليين او مجوقلين او ابرارات بحرية ..ولكن في كل الحالات ،حتى ولو اقتصرت العمليات الحربية على الأرض ،فإن إخلاء المصابين تتم بالطوافات التي تحد العوامل الجوية السيئة من فعاليتها .
ان معظم العمليات الحربية تحصل خلال فصل الصيف او الربيع ..تلافياً للوقوع في المحظور ،كما ان وتيرتها تخف خلال فصل الشتاء .
طبعاً تكون الظروف المناخية والامطار عائقاً امام المهاجم اكثر مما هي للمدافع ،لان الاول هو الذي يتحرك والثاني ثابت .
تحرك الاليات تعوقه الاوحال الناتجة عن الامطارفي التربة الموحلة بسبب المياه ، كما ان الطقس العاصف يكون عادة مترافقاُ مع انتشار الضباب خصوصاً ونحن نتحدث هنا عن القتال في الجبال ،التي لها تكتيكاتها الخاصة . واذا علمنا ان الدبابات الاسرائيلية وكذلك عربات المشاة المدرعة تعتمد على اشعة الليزر في معظم رمايتها ،ندرك صعوبة عملها لان الليزر يتأثر سلباً
بالضباب ،وعدم وضوح الرؤية ..ونحن نعرف ان بقعة العمليات ترتفع عن سطح البحر بين ٧٠٠ و ألف متر حيث تسود " الغطيطة " اي الضباب الكثيف في فصل الامطار ،ناهيك عن الصقيع والبرد الذي يقلل من اندفاعة ومناورة العنصر البشري ،وكذلك الاليات .
وتابع الخبير العسكري الاستراتيجي قوله :
فيما خص القتال في الجنوب ،فإن الشتاء سيكون صديقاً للمقاومين اكثر مما هو خصمهم( كما اثبت لنا التاريخ من ستالينغراد الى فيتنام ) وبالمقابل فإن الوحدات الاسرائيلية ستخفف او ستقلل من عملياتها الهجومية ،وستعتمد على القصف المدفعي بشكل خاص ،اما لتدمير المقاومين او لمنعهم من تعزيز مواقعهم .
اما بالنسبة لسلاح الجو ..يقول الخبير العسكري فلا بد من التوضيح ان القصف يتم اما عبر التسديد مباشرة على الهدف ،ويكون الليزر هو العين التي ترسل القذيفة الى الهدف ،وهذا ما نشاهده في الفيديوهات التي ينشرها العدو عن قصف طائراته لمواقع ارضية، اذ ان كلاً من طائراته مزود بعدة كاميرات عالية الدقة تعمل بالاشعة ما دون الحمراء او
ما نسميه Thermal Sight
او يتم عبر توجيه القذيفة الصاروخية بواسطة الاقمار الاصطناعية ،ويمكن للطائرات ان تطلقها عن بعد اي تطبيقاً لمبدأ
Fire and Forget
اي إرمِ وانس .
في الطقس السيء تكاد القذائف الذكية التي تطلق من مسافات بعيدة تتجاوز الخمسين كلم ،لا تتأثر لأن خط مسراها اي
Trajectory
وان تأثر بالعوامل الباليستية فهي مزودة بجيروسكوب او ستابيليزر
يصحح خط المسرى ،ويحافظ على دقته استناداً لإحداثيات الهدف الثابت .
في النهاية - يختم الخبير الاستراتيجي -نقول ان التأثير السلبي للعوامل المناخية الشتوية، لهي اشد واقوى على المهاجم منها على المدافع الثابت ،الذي لا بد وان تضعف مناورته القتالية ،ولكن يظل الضباب والمطر والبرد والوحل اصدقاء له ،واكاد اضيف عاملاً آخراً
وهو انعدام الرؤية او ضعفها، ولكن مع التحذير من امكانية استفادة العدو منها للتسلل ببطء وسرية تامة ليفاجئ المقاومين في مراكزهم .
وفي المحصلة :الشتاء هو افضل اصدقاء
المدافع ،خصوصاً الذي يقاتل وفق تكتيكات الغرية ،اي حرب العصابات .