بيروت | Clouds 28.7 c

لنترك السياسة جانباً... مقال لاستراحة قصيرة - الإعلامي أحمد حازم

 

لنترك السياسة جانباً... مقال لاستراحة قصيرة

الإعلامي أحمد حازم

الشراع 26 كانون الأول 2024

 

بين الفترة والأخرى أحاول إراحة القارئ من عناء مشاكل العالم وأذهب به الى عالم آخر بعيداً عن أخبار القتل والدمار والإرهاب، وبعيداً عن السياسة وتحليلاتها، وقررت أن يكون مقالي لهذا اليوم بمثابة استراحة محارب قصيرة يرتاح فيها القارئ من عناء ومتاعب كل ما له علاقة بالسياسة، وذلك من خلال جولة في عالم التنجيم وكذب المنجمين بكافة أنواعهم. صحيح أني أقدم للقارئ مقالاً لا علاقة له بالسياسة، لكني أكون من الكاذبين ّاذا قلت ان مثل هذه المقالات غير السياسية تنسيني الأحداث في المنطقة ولا سيما في غزة.  

هناك أناس في هذا العالم يؤمنون بالتنجيم لدرجة أن البعض أصبح مدمناً على ما يقوله المنجمون. وفي

الأسبوع الأخير من كل عام تتهافت غالبية الفضائيات العربية (لا سيما اللبنانية منها) على المنجمين. وبالرغم من أن الأديان الثلاثة تحرم التنجيم إلاّ أن كثيرين يتهافتون على شراء الكتب التي تصدر كل عام في هذا الشأن حتى أن البعض يقوم بحجز النسخ في المكتبات للتأكد من الحصول على كتاب هذا المنجم أو ذاك.واسألوا الفلكية اللبنانية ماغي فرح عن الثلاثين كتاباً عن التنبؤ بالأبراج والتي أصدرتها بمئات آلاف النسخ.

حتى أن السياسة ترتبط في بعض الأحيان بالتنجيم.الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، كان يثق كثيراً بالمنجمين لدرجة أنه كان يستشير المنجمة الفرنسية إليزابيث تيسييه في الكثير من القضايا، بما فيها تعيينرئيس للحكومة، أما الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، فله حكاية أخرى مع نائبة رئيس الاتحاد العالمي للروحانيين والفلكيين المنجمة كريستين داغوي. فقد قالت له ذات يوم ان السحرة هم من حددوا موعد "عاصفة الصحراء" التي احتل فيها العراق.

الرؤساء العرب ليسوا أفضل حالاً من غبرهم تنجيماً. ويقال ان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كان يسعى لاستحضار الارواح خلال حربه مع إسرائيل ويحكى أيضاً عن قصص شبه خيالية عن حسني مبارك والقذافي وأمراء دول خليجية.

أربعة منجمين لبنانيين: اثنان من الذكور(ميشال حايك وجاك فغالي) وإثنتان من الإناث (ليلى عبد اللطيف وماغي فرح) يطلون علينا نهاية كل عام عبر فضائيات عربية مختلفة ويقدمون لنا توقعاتهم حول ما سيجري في هذا العالم في العام الجديد. وقد استطاع هؤلاء المنجمين بعد خبرة سنوات طويلة (من طق الحنكوالتدجيل) أن يدخلوا الى قلوب ملايين المشاهدين.

وأخيراً... 

اسمعوا حكاية الرئيس السوفييتي السابق ستالين مع المنجمين: دخل الحارس على ستالين وقال سيدي في الباب متنبئ يعلم الغيب يريد مقابلتك. أعطى ستالين مسدسه للحارس وقال أخرج واقتله. نفذ الحارس الأمر وعاد وسأل ستالين سيدي لماذا قتلته؟ أجابه: لو كان يعلم الغيب وأنني سأقتله لما حضر.

. ونصيحة لهؤلاء المخدوعين بالمنجمين أن يتذكروا: كذب المنجمون ولو صدفوا