بيروت | Clouds 28.7 c

ماذا لو اعتذر الحريري فعلاً؟

مجلة الشراع 7 أيار 2021

اهتمام بارز اولاه عدد من القوى السياسية اللبنانية ازاء ذهاب الرئيس المكلف سعد الحريري في خيار الاعتذار الذي لوح به عبر مصادر بيت الوسط ، وتداعيات ذلك على الوضع في لبنان خصوصا وان من شأن ذلك زيادة الازمة تأزماً.

واذ يعتبر بعض المراقبين ان التلويح بالاعتذار تجاوز مسألة الضغط على رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يصر على شروطه ويعطل من خلال ذلك تشكيل الحكومة لاسيما ازاء التشبث بالثلث المعطل او تسمية الوزراء المسيحيين ، وان له جملة من الاسباب الاخرى ، تتعلق بمبادلة فريق عون ما يقوم به ضده اي انه يرد على كل ما قام ويقوم به العهد لابعاده بخطوة ستضع عون وصهره في اكثر الاوضاع حراجة ،فان قوى عديدة سمت الحريري قلقة من امكان اقدامه على مثل هذه الخطوة وعلى رأسها الرئيس نبيه بري ،الذي يعمل وفق معلومات خاصة على الاعداد مع حزب الله الى خلق اجواء جديدة تساهم في دفع العهد وفريقه الى العمل على تشكيل الحكومة بعد التخلي عن بعض الشروط التي تعطل عملية تشكيل الحكومة.

وفيما يعمل العهد وفريقه الى التحضر لمثل هذا الاحتمال اي اعتذار الحريري عبر التحضير لاسم شخصية تتولى تشكيل الحكومة، فان ثمة شكوكا كبيرة بامكان نجاحه بذلك خصوصا في ظل وجود قناعة شبه عامة بان اي رئيس جديد للحكومة عدا الحريري لن يكون الا حسان دياب جديد.

وفي كل الاحوال فان اعتذار الحريري الذي يستبعده نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي ،سيضع البلاد امام ازمة اخطر واعمق واكبر من الازمة التي يعيشها لبنان، وهو ما سيجعل مسؤولية عون الذي لن يستطيع فعل شيء سوى المكابرة كبيرة للغاية ، كما ان نتائجها ستكون وخيمة عليه في شتى المجالات،خصوصا في ظل الاوضاع التي لا عنوان لها حتى الان سوى تحلل الدولة واحتضار المؤسسات وافقار الشعب.

الوسوم