بيروت | Clouds 28.7 c

ماذا يقصد جنبلاط بالتسوية ؟


مجلة الشراع 21 آذار 2021
مشهود لوليد جنبلاط بأمور عديدة:
الامر الاول انه اهم قارىء كتب بين السياسيين اللبنانيين الذين اذا سألت بعضهم عن القراءة سألك ماذا تعني؟ 
الامر الثاني ان الرجل هو ابرز سياسي لبناني يقرأ من بعيد وعن بعد تطورات الاوضاع المقبلة فيتحسب لها ويستعد وينبه الآخرين وبصوت عال 
الامر الثالث هو ان جنبلاط الذي يعرف عنه تقلباته السياسية المتعددة واستعداده الدائم للاعتذار اليوم عن خطأ ارتكبه بالامس يستند الى معرفة من جهة وهواجس يعيشها وحرص اكيد على مصير طائفته الصغيرة التي جعلها بعد والده الرجل الكبير كمال جنبلاط في موقع الكبار خلال عقود .. وها هو يشهد حصارها وتراجعها عدداً ودوراً 
لذا
فإن احداً لن يفاجأ 
احداً لن يلوم جنبلاط على دعوته الى تسوية يبدو مجرد طرحها افتراقاً معهوداً عن سعد الحريري كما بات افتراق جنبلاط عن ميشال عون معهوداً مع فارق نوعي اكيد وهو: ان جنبلاط يفترق عن حليف قد تباعد بينهما المواقف السياسية ودائماً في السلم وما كانت بينهما حرب في اي وقت بينما ان افتراق جنبلاط المتقطع مع ميشال عون هو افتراق مع شخص امتهن التقاتل الداخلي منذ ان كان قائداً للواء الثامن في الجيش صب حممه على مواقع جنبلاط السكانية قبل قواه العسكرية
فما هي التسوية التي يريدها جنبلاط للخروج من المأزق السياسي أولاً ولمنع الانهيار في كل المجالات ثانياً واستدراكاً لانحدار البلد الى آتون لا يعرف احد مدى غليانه.. هنا يترك لجنبلاط اظهار موهبته في الاستشعار عن بعد:
 التسوية الجنبلاطية هي إعادة قراءة في طبيعة حكومة المهمة التي قبل الحريري تشكيل الحكومة على اساسها بعد ان احترق من احترق من اشخاص توالى طرح اسمائهم اثر استقالته المدوية يوم 29/10/2019 
الحريري طرح التالي :
حكومة اختصاصيين غير حزبيين 
مشكلة من 18 وزيراً
لا ثلثاً معطلاً من الوزراء لأي طرف
  الحريري قدم التشكيلة لرئيس الجمهورية ميشال عون منذ ثلاثة اشهر وعون رفضها وطرح ما اعتبره الحريري نقيضاً للوعود التي اعطيت للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فتجمدت الامور عند عرض الحريري وتراجع عون
البلد ينهار والدولار الى صعود والغلاء يأكل قوت الناس واموال المودعين في المصارف رهينة والمؤسسات في حالة جمود وكل من في الجيش وقوى الامن واجهزتها يشكو التضخم وذوبان الرواتب بما يخيف بتراجع الحافز لممارسة المسؤلية والواجب .. 
هنا تأتي التسوية التي يقترحها جنبلاط وهي :
فليتم تجاوز عدد الوزراء من 18 الى 20 او22 ..24 وزيراً 
او فلتتم التسوية حول وزارة الداخلية والعدل ..كيف ؟ 
بأن تعطى الداخلية او العدل لميشال عون 
او فليكن هنا وزير ملك يختاره عون مثلاً او غيره ويكون بيضة القبان في قرار استمرار الحكومة او اسقاطها
   هذه التسوية التي قد يعتقد البعض انها ناجمة عن نية حسنة من جنبلاط حتى لا ينهار البلد هي انتصار لميشال عون وهي هزيمة لسعد الحريري .. لماذا ؟ 
لأن الحريري اذا سلم بها فهذا يعني انه تراجع من جديد امام عون وصهره الصغير .. وهذا التراجع سيشكل له نكسة جديدة امام جمهوره الذي يحمله مسؤلية ايصال عون وصهره الصغير الى السلطة .. وهذا الجمهور سعيد الآن بتمسك الحريري بموقفه وعاد الى دعمه واي تراجع جديد سيكون انتحاراً سياسياً نهائياً لسعد الحريري سيأخذه لوحده وسيترك الجمهور الواسع يبحث عن قائد جديد له لا يساوم ولا يتراجع كما اعتاد الحريري حين ارتكب جريمة انتخاب ميشال عون عام 2016 
  جنبلاط يحاول وليس معنى محاولته ان احداً كلفه .. ولكن ليس معنى المحاولة انها قد تنجح او انه كان على حق 

الشراع في 21/3/2021

الوسوم