هل ما زال السيد هاشم صفي الدين حياً؟؟ / الشراع 12 تشرين الأول 2024
"يحيى السنوار فارس غزة"/ كتب: محمد المشهداني
"يحيى السنوار فارس غزة"/ كتب: محمد المشهداني
الشراع 13 ايلول 2024
انه العقل السياسي و العسكري في حركة حماس ، عرف "إسرائيل "وعرفته.
قبل أكثر من عام على عملية "طوفان الأقصى" في اليوم السابع من أكتوبر في العام 2023. كان جهاز العمل الجماهيري في حركة حماس يحشد أنصارها إلى إحتفالات في ذكرى تأسيس وإنطلاق الحركة في العام 2022. وكان الشعارالذي وضعته حماس لإنطلاقتها هو "أتون بطوفان هادر" وليس بحسب الشعار بل كانت هذه الكلمات تخرج من الرجل الأكثر نفوذا في حركة حماس ..ولم يكن هذا التهديد والوعيد الوحيد الذي يصرح به يحيى السنوار بل عدة مرات وبصراحة واضحة أن إعداداً هائلة من الصواريخ والمقاتلين وغيرهم . ولكن هو أكثر فلسطيني يعرف إسرائيل كما تصفه الصحافة والإعلام العبري والعالمي مما يدرك الإسرائيليون الذين لا يتوقفون عن التفاخر بقدرات جيشهم والتفوق العسكري الذي يملكه ..عدا عن النظرة الدونية العنصرية التي يتعاملون بها مع الشعب الفلسطيني ، وهي التي جعلتهم غير قادرين على رؤية التهديد الأمني ..
وقبل ذلك فهم يحيى السنوار عقيدة الحروب الإسرائيلية التي وضعها مؤسس الدولة العبرية دايفيد بن غوريون وتستند على عدة عناصر بحيث كل حرب تخوضها إسرائيل يجب أن تكون مفاجئة وصاعقة على نحو يفقده توازنه ،وقصيرة حيث كانت تتجنب كل الحروب الطويلة والأستنزاف العسكري ،و كذلك نقل الحرب إلى خارج الكيان الصهيوني إلى داخل الآخر. وفي هجوم السابع من أكتوبر في العام 2023. أستعمل يحيى السنوار هذه العقيدة الحربية العسكرية ضد إسرائيل ذاتها .
و من مخيم خان يونس في قطاع غزة ،خرج يحيى السنوار _ أبو إبراهيم الرجل الذي سوف تعرفه إسرائيل للمرة الأولى وهو أحد اشهر القادة في حركة حماس الذي يلقبه يلقبه العدو الإسرائيلي" بجزار خانيونس "وهو لقب أخذه في بداية أنضمامه لصفوف حركة حماس بعد ما أسس مع عدد من رفاقه فرعا أمنيا لها لمكافحة التجسس _ جهاز مجد الذي يتبع الجناح العسكري لحركة حماس _ كتائب القسام وكان أشبه بنواة جهاز أمني وإستخباراتي يلاحق من يقومون بالتجسس لصالح العدو الإسرائيلي ويقوم بتحييدهم حتى بدأت قوات العدو الإسرائيلي ملاحظة نشاطه المتصاعد لتقوم بملاحقته.
يحمل المصحف ويأتي بأكثر من 150 أسيراً ليؤدوا قسم اليمين على مواصلة النضال حتى النفس الأخير في الإضراب عن الطعام، حيث قام بتنظيمه في السجن، وبهذا المستوى وأكثر كان نشاط يحيى السنوار في مشواره الطويل في السجون حيث حكم عليه في العام 1982. بالسجن إداريا أربعة أشهر وفي العام 1985. قضى ثمانية أشهر، وبعد إنطلاق الإنتفاضة الأولى أعتقلته إسرائيل وحكم عليه بالسجن أربعة مؤبدات بتهمة تأسيس جهاز أمني والإضرار بالجواسيس ليقضي يحيى السنوار أكثر من 20 عاما في السجون الإسرائيلية كانت حاسمة في تشكيل عقيدته العسكرية ووحيه السياسي وثقلت لغته العبرية إلى مستوى الناطقين بها .
يقول الضابط في جهاز الشاباك "مايكل كوبي" الذي حقق مع يحيى السنوار أكثر من 180 ساعة انه أقسى رجل رأيته في حياتي ،ولم أنسه أبدا، (وهو الذي يعرف يحيى السنوار أكثر من ذاته )وكما يقول ووصفى برجل عقلاني جدا، ولكنه عديم الرحمة وما يروى عنه يفوق الخيال، حيث تزعم إسرائيل أنه كان يتخلص من كل الجواسيس بالبلطات والسكاكين والشفرات الحادة داخل و خارج السجن .
وعلى الرغم من أن إسرائيل رفضت وحتى اللحظة الأخيرة إطلاق سراح الأسرى الكبار مثل حسن سلامة وعبد الله البرغوثي إلا أن يحيى السنوار وجد نفسه حرا في العام 2011. في صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط _ صفقة وفاء الأحرار.
——————-
وكان في إستقباله عدد كبير من قادة حركة حماس بمختلف توصيفاتهم .. وبعد عامين ترشح يحيى السنوار لعضوية المكتب السياسي لحركة حماس وبدأ نفوذ أبو إبراهيم يتوسع في أوساط الحماس وأجهزتها ..وبقربه القائد محمد الضيف وكبار المسؤولين في "كتائب القسام "مثل رئيس الأركان الأسبق أحمد الجعبري وقائد لواء شمال غزة أحمد الغندور وفي العام 2017 أنتخبته حركة حماس داخليا رئيسا لها في قطاع غزة ،ليبدأ فصلا جديداً في تأريخ حركة حماس الذي سوف يغير وجه معادلة الصراع إلى الأبد.
عمل يحيى السنوار على الإستفادة القصوى من كافة الصلاحيات التي يتمتع فيها كزعيم للحركة في قطاع غزة ،وعلى نحو غير معهود عند سابقيه من قادة الحركة فانتج جناحا حكوميا يدير شؤون قطاع غزة بمتابعة مباشرة منه وحول الجناح العسكري لحركة حماس _ كتائب القسام من فصيل عسكري إلى جيش نظامي، أكثر تنوعا وتنظيما، وكان مهتما جدا بتطوير الأسلحة والقدرات الصاروخية وجهاز الإستخبارات العسكرية التابعة لكتائب القسام ..وقام بتوسيع غير مسبوق في العمل على مشروع حركة حماس الإستراتيجي في قطاع غزة.
مشروع الأنفاق الذي يتولى ملفه بشكل مباشر أخيه محمد السنوار أحد قادة كتائب القسام لتصبح الأنفاق اليوم أكبر عقدة يواجهها الجيش الإسرائيلي حيث يعتقد أن شبكة الأنفاق في قطاع غزة تضم غرفا كبيرة جدا للقيادة المركزية والتحكم والسيطرة ومهاجع الجنود ومخازن الأسلحة والطبية ومراكز الإتصالات عدا عن شبكة الأنفاق الهجومية التي يستعملها مقاتلو كتائب القسام لشن العمليات العسكرية ومواجهة التوغل الإسرائيلي البري في القطاع .
و أن يحيى السنوار شخصية فريدة أكثر من موضع جدل بعد اليوم السابع من أكتوبر في العام 2023. ويحسب وبالرغم من قاعدة التأييد الواسعة له في الأوساط الفلسطينية إلا أنه كاد أن يخسر منصب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، وخلال عملية الإنتخابات الداخلية في حركة حماس العام 2021. حيث تعادلت أصواته مع أصوات القيادي في حركة حماس نزار عوض الله ،لكنه نجح في الحسم من الجولة الأولى وكان أهم من اقترعوا له هو الدكتور محمود الزهار أحد مؤسسي حركة حماس. وأراد يحيى السنوار الأحتفاظ بمنصبه رئيسا لحركة حماس والأستفادة من الأستحقاقات الجديدة بعد حرب العام 2021. وإستكمال ملفات أخرى كان يطمح لتحقيق التقدم فيها مثل الوصول لصفقة تبادل شاملة للأسرى مقابل عدد من جنود الجيش الإسرائيلي وأستطاعت كتائب القسام أسرهم في حرب العام 2014. وقد أشار مقال لصحيفة"وستريت جورنال" إلى أن يحيى السنوار أراد تحقيق هدفين أولهما هو تبيض السجون والمعتقلات الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين والعرب ،والوصول إلى هدنة شاملة طويلة الأمد تضمن رفع الحصار عن قطاع غزة ..وبحسب موقع "بلومبيرغ" أراد يحيى السنوار تحويل قطاع غزة المحاصرة إلى ما يشبه سنغافورة و دبي ،وكان ضمن ذلك مقترحات عديدة مثل مشروع الخط البحري ومطار غزة الدولي وغيرهما .. مما كان قد ذكره يحيى السنوار في خطبه.
ومن محاولات زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الطموحة لكنها قادته إلى عدة طرق مغلقة ..بسبب التعنت الإسرائيلي وغياب أي دعم من الدول الإقليمية لحركة حماس ،ووجد بعدها يحيى السنوار ذاته غير قادر على تحقيق وعوده التي كان قد قدمها لسكان قطاع غزة، وكما أن جهوده السياسية أصطدمت بمسلسل التطبيع والمعادلة الجيوسياسية الصعبة لقطاع غزة وكانت من أهداف يحيى السنوارالتي تبدو بعيدة أكثر.
وطمت إسرائيل الصواريخ العارمة كما يراها قادة إسرائيل دفعتها لشن واحد من أعنف وأطول الحروب على قطاع غزة هذه الجغرافية الصغيرة التي يسكنها حوالي مليوني ونصف شخص ولهذه أستنتجت إسرائيل أن هجوما كهذا من تدبير عقل يحيى السنوار وقالوا إن هدف أغتياله هو هدف من أهداف الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة وعدلوا تصنيفه بالمطلوب الأول لإسرائيل وهذا التصنيف الذي كان من نصيب القائد محمد الضيف لعدة أعوام ووضعت مكافآت من يدلى بمعلومات عن وجوده.
انها
وبحسب قيادة مجلس الحرب الإسرائيلي، حربا لا تنتهي حتى تنتهي حركة حماس ويحيى السنوار ..وفيما يصعب تخيل هذا الرجل الذي أنتزع أوراق قوته من فم إسرائيل ، وقد ظل العدو عاجزاً عن الوصول إليه على الرغم من أستخدامه كل أنواع الأسلحة غير المسبوقة ،وأحداث الدمار الشامل والمجازر والمذابح الدموية وأزمة إنسانية كبيرة جدا في قطاع غزة.
والقصة لا تنتهي إذا ما قال يحيى السنوار نعم أو لا وليس إسرائيل.
محمد المشهداني _ الشراع