أوكرانيا ترسم مصائر ثلاثة الرؤوساء …بوتين - زيلنسكي وترامب
كتب حسن صبرا
الشراع 7 اذار 2025
يعتقدون
ان فلاديمير بوتين، سعى منذ ثلاث سنوات للقضاء على رئيس الجمهورية في أوكرانيا الذي لم يكن احد في العالم يعرف اسمه ( إلا المهتمين بالسياسة الأوروبية ) وتردد منذ 24/2/2022 اسم فلوديمير زيلنسكي اكثر مما تردد اسم رئيس اي دولة في العالم ،…وسبب ترداد الاسم إعلاميا
وسياسياً ، هي بالدرجة الأولى قراره بمواجهة العدوان الروسي على بلاده أوكرانيا 🇺🇦
ظن بوتين ان حربه على أوكرانيا هي نزهة لعدة ساعات او ايام العطلة ( ويك اند ) .. لكن مصير بوتين كله في السلطة الروسية ،صار على المحك . . بسبب هذه الحرب ..
فقد تبين ان النظام الاستخباراتي الروسي ،الذي اقامه رجل الاستخبارات الأهم ( كي. جي. بي) فلاديمير بوتين ، فشل في تقدير مدى قدرة زيلنسكي في بلده الصغير على مواجهة القوة التي كانت تنافس اميركا في قيادة العالم كله ،لنحو 45سنة ( 1945-1990).
فشلت استخبارات بوتين ايضاً في تقدير مدى عمق الوطنية الاوكرانية، في مواجهة الغطرسة الروسية ، فإذا الاوكران يقاتلون بشراسة وإيمان وبطولة أذهلت العالم ، والروس انفسهم .
وفشلت استخبارات بوتين في فهم طبيعة العلاقة بين الروس في أوكرانيا 🇺🇦 وبين ابناء أوكرانيا الأصليين ، فلم تخرج مظاهرة واحدة في اي مدينة أوكرانية ضد العدوان في وقت دقت القوات الروسية المعتدية ابوابها بالقوة الغاشمة ، بالطائرات الحربية، وبالمدفعية والصواريخ والمسيرات ..بل عاد نحو 80 الف رجل وامرأة أوكرانيين من اوروبا حيث كانوا يعملون للدفاع عن بلدهم الذي يتعرض لغزو روسي ..
وفشلت استخبارات بوتين ، -كما فشل هو -في ادراك ان جو بايدن كان يستدرج بوتين المزهو بقوته العسكرية، والمغشوش بضعف شخصية بايدن ( وهو تجاهل ان أميركا هي دولة مؤسسات عميقة ، وهي ليست كروسيا نظام فردي متسلط يحكمه شخص واحد خريج مؤسسة الاستخبارات العميقة جداً في النظام وحفظه والتعبير عنه ( اميركا دولة عميقة بمؤسساتها التي تضع الخطط وتراقب وتحاسب وتقاتل وتبني مصانع السلاح ، وتدير مؤسسات الثروة النفط والمعادن ، ومؤسسات البحث العلمي والتكنولوجيا والجامعات ومؤسسات الفكر ..) بينما الدولة العميقة في روسيا هي الاستخبارات التي ما زال بوتين يقودها منذ عشرات السنين).
استدرج بايدن بوتين بتخطيط من الدولة العميقة في اميركا ، بينما دولة بوتين العميقة وقعت في المحظور ، وبدلاً من نزهة "الويك اند "الروسية في أوكرانيا ، استدرجت الدولة العميقة في أميركا روسيا إلى كمين لم يكن اعدى اعداء روسيا يتوقع ان يرى المسيرات الاوكرانية تضرب استار الكرملين ،
ولم يكن احد يتوقع ان تستعين روسيا العظمى بإيران لتزودها بالطائرات المسيرة، وان تستنجد روسيا بكوريا الشمالية لتزويدها بالذخيرة والأسلحة ..!!
بداية التحول
ولنعترف اولاً ان الدولة العميقة في اميركا ، باتت الآن محايدة ( بشكل مؤقت ) وهي تركت الحبل على غاربه للرئيس الاميركي المتمرد على مؤسسات الدولة، دونالد ترامب والذي حرض أنصاره قبل نحو اربع سنوات ،على احتلال مؤسسة التشريع الاولى في اميركا ، والمقصود فيها اختراق او اظهار ضعف هذه الدولة.!!
وهذه الدولة العميقة المؤيدة على طول الخط للعدو الصهيوني ،تعمد ترامب ان يقدم للعدو الصهيوني ما لم ولن يقدمه رئيس قبله ( وربما بعده ) كي يستميل اهم جزء في هذه الدولة وهي منظمة " ايباك "..وكثيرون يعتقدون، ان الاغلبية الساحقة في الدولة الاميركية العميقة ( الاستخبارات -وزارة الدفاع- الخارجية - مصانع السلاح- شركات النفط -قادة الفكر والبحث العلمي- والاعلام والمال …وغيرها ) تركت الحبل للغارب كي يلتف على عنق ترامب ، وها هو يستفز كل دول العالم واولها الاتحاد الاوروبي، (عدا نكرات القيادات في المجر)وكل دول العرب واسيا الكبرى واميركا اللاتينية وأوستراليا وشمالي أوروبا وكل افريقيا …
لم يبق في العالم مع ترامب سوى العنصرية الصهيونية …وهذا امر لا يزعج الدولة العميقة في اميركا ، بل هو يسعدها ويقرب فرصة وربما قرار التخلص من ترامب..
اعطت تصرفات ترامب وتصريحاته وقراراته وعنجهيته ، فرصاً كبيرة لكل خصومه كي يتهمونه بأنه جعل أميركا مضحكة وسخرية العالم الذي قد يخاف اميركا في عهده ، لكنه لا يحترمها ، بل ويسخر منها ،
وهذا العالم قد يخاف البطش والوحشية الاميركية ، لكنه لم ولن يحترمها …
اما بوتين فإنه ما زال يخيف جمهوريات آسيا الاسلامية حوله ، ودول البلطيق فوقه ، لكنه ما عاد يلقى احتراماً من احد بعد ان صمدت دولة كانت تابعة للاتحاد السوفياتي السابق، في وجهه وفضحت ضعفه ، وها هو يعتمد على رئيس أميركا "المؤقت "كي ينقذه …. وبعد صمود رئيس هذه الدولة واسمها اوكرانيا 🇺🇦 في وجه رئيس اكبر دولة في العالم، في معقله ، البيت الأبيض. واعطى اوروبا كلها فرصة ذهبية ، كي تعيد عصبية كادت ان تنقرض ..يبدو العالم متفرجاً متوقعاً منتظراً افول وسقوط قيادات حكمت وتحكم وتبهر العالم اجمع
الشراع