سفراء الخماسية يعودون الى ادارة محركاتهم انما بقيادة اميركية وتعليمات جديدة/ داوود رمال - موقع اخبار اليوم
الشراع 15 ايار 2024
- سفراء الخماسية يعودون الى ادارة محركاتهم انما بقيادة اميركية وتعليمات جديدة
تقارير دبلوماسية تنصح بوضع خطة وطنية لازالة اثار العدوان واعادة الاعمار
داود رمال – "اخبار اليوم"
منذ عودة السفيرة الاميركية ليزا جونسون من اجازة العمل التي امضتها في الولايات المتحدة الاميركية، وبين أروقة وزارة الخارجية ودوائرها خصوصا دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وبدء لقاءاتها العلنية مع المسؤولين الللبنانيين وتلك البعيدة من الاضواء، ظهر بشكل جلي ان هناك تعليمات جديدة أتت بها جونسون من واشنطن تتصل بمختلف الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية.
ولا يقتصر الامر على عودة جونسون، انما على التسريع في اعادة ادارة محركات سفراء اللجنة الخماسية المتوقفة منذ نحو شهرين، ومسك السفيرة الاميركية زمام المبادرة والقيادة يعني بحسب مصدر مطلع "الانتقال من الروتين الذي درجت عليه الخماسية عبر حصر النقاش بالملف الرئاسي، الى توسيع دائرة الطروحات لتطال الجبهة الجنوبية الذاهبة الى مزيد من التصعيد وصولا الى ملف النزوح السوري الذي صار قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي ظرف وتوقيت".
واوضح المصدر لوكالة "اخبار اليوم" ان "ما ورد الى لبنان في الفترة الاخيرة من تقارير دبلوماسية، يفيد بوجود قوة دفع اميركية للذهاب الى تسوية للحرب في قطاع غزة، وان على لبنان الاستعداد لمخاض التنفيذ السياسي والعسكري للقرار الدولي 1701 لان الاعلان التمسك بتنفيذ القرار من قبل لبنان شيء والذهاب الى تنفيذه عمليا بكل مندرجاته شيء آخر، والمطروح هو التنفيذ الكامل للقرار بحيث يحصر الوجود العسكري في منطقة جنوب الليطاني بقوات الطوارئ الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) والجيش اللبناني اضافة الى الاجهزة الامنية الرسمية الاخرى كلٌّ في مهامها واختصاصها".
وكشف المصدر عن ان "بعض التقارير الدبلوماسية اشارت بوضوح الى ان هناك مباحثات مكثفة تجريها واشنطن عبر وزير خارجيتها انتوني بلينكن وآخرين في عواصم القرار العربية لا سيما في الرياض، تركز على مستقبل الوضع في الشرق الاوسط، وتحديدا لجهة توقيع الاتفاقية الدفاعية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية والحصول على التكنولوجيا النووية للاغراض السلمية وتكنولوجيا تصنيع الصواريخ(..) الامر الذي يربطه الاميركي بالتطبيع مع اسرائيل، في حين تربط المملكة التطبيع بحل الدولتين وفق المبادرة العربية للسلام".
وقال المصدر انه "وفق ما ورد في التقارير، من غير المستبعد ان يكون المخرج للتسوية في غزة والذي يحفظ ماء الوجه ليس وفق صيغة رابح – رابح انما معادلة خاسر – خاسر، هو الاستعانة الجدية بمجلس الامن الدولي ضمن تقاطع دولي لفرض وقف اطلاق النار والتسوية في غزة وعلى رأسها اطلاق جميع الرهائن لدى حماس الاحياء والاموات والافراج عن معتقلين اساسيين في السجون الاسرائيلية بالاضافة للافراج عن جميع الذين اعتقلوا منذ بدء حرب غزة".
ولفت المصدر الى انه "امام التطورات التي قد تأخذ طابع التسارع، خلصت بعض التقارير الى توصيات واقتراحات بأن يلتقط لبنان اقرب فرصة مؤاتية للخروج من المأزق، خاصة ان المفاوضات الدائرة في القاهرة وقبلها في الدوحة كانت محصورة فقط بجبهة غزة من دون الحديث عن جبهة للبنان، ان الاسرائيلي ومعه الاميركي يقول بأن لها ترتيب منفصل شبيه بمفاوضات الترسيم البحري، وبالتالي اذا كانت حماس تفاوض بمعزل عن مصير الحرب على الجبهة اللبنانية فلماذا يستمر حزب الله بعملية الربط وهو يعلم ان توقف الحرب في غزة لا يعني توقفها في لبنان، وبالتالي فان الثمن الاكبر لجهة الاستنزاف بعد توقف الحرب في غزة سيدفعه لبنان".
واكد المصدر ان "احد التقارير الدبلوماسية اورد اقتراحا يدعو الدولة اللبنانية بمؤسساتها الرسمية الى ان تبدأ عمليات المسح والتقييم للاضرار والخسائر، ووضع خطة وطنية لاعادة الاعمار، تأخذ في الحسبان عدم توفر الدعم الخارجي الذي تحقق بعد حرب تموز العام 2006، ودراسة الامكانيات الذاتية المتاحة للمباشرة في ازالة اثار العدوان، واتخاذ اجراءات سريعة تعيد النازحين الى المنطقة التي هجروا منها، وفق صيغة عملانية تقوم على التجميع في منشآت قائمة، وكلما توفرت منشأة جديدة نتيجة اعادة الاعمار ينتقل اليها تدريجيا المواطنون".