ما كان لبنان لينجو لولا هروب الاسد !!
بقلم حسن صبرا
الشراع 13 كانون الثاني 2025
كان يجب ان يهرب بشار الاسد من دمشق وكل البلد ، وان تسقط العصابة الحاكمة منذ العام 1963 في سورية .. حتى ينجو لبنان بدءاُ من انتخاب رئيس للجمهورية اسمه جوزيف عون.
والسيناريو الذي حصل ، سواء كان مرسوماً ، او تم في سياق احداث تتالت حقق للبنان مصلحة اكيدة .
تركيا وقطر ساندتا الثوار الاسلاميين ( تحت رعاية اميركية - روسية ) فذهبت دمشق إلى هذا المحور المدعوم من الدوحة وأنقرة ، على الرغم من ان ابو ظبي دفعت المليارات لبشار من اجل تعويمه ، واستضافته الرياض مرتين لتنظيفه وتأهيله .. ليكسبا سورية إلى جانبهما ،
الأمير محمد بن سلمان واقعي جداً وعملي اكثر ، لذا كان هو الساعي الأكثر حضوراً في عملية انهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، وفي اختيار قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية،
وليس مهماً تقديم الرئاسة عن الحضور السعودي ، او اعتبار انتخاب الرئيس عون في لبنان تعبيراً عن قرار سعودي حاسم بإستعادة لبنان ، البلد الذي يضم قوى ناعمة متعاطفة ومنتظرة ومتأملة كثيراً بالمستقبل القريب.
واشنطن وباريس أكملتا الدورة الثانية للحل في لبنان، وهو دعم نجيب ميقاتي للعودة إلى رئاسة الحكومة الاولى لجوزيف عون،
باريس نسقت مع واشنطن ، والرئيس إيمانويل ماكرون تداول مع
الأمير ابن سلمان في عودة ميقاتي ، وكان شرط النجيب للاستمرار رئيسا للوزراء في لبنان ان يلقى دعماً في كل المجالات من المملكة العربية السعودية..
والمنطق يتكامل في ان يحصل ميقاتي على دعم الثنائي الشيعي لكي يقبل ان يعود ، او ان يعود قابلاً كل هذا الدعم .
والمفارقات تتناسب مع الواقع :
الثنائي لا يريد مرشحي الخصوم وتحديداً سمير جعجع ،، والأنسب له عودة اي بقاء ميقاتي .. تماماً مثل ان يعادل بقاء لبنان تحت الرعاية السياسية السعودية ، في مقابل ان تكون دمشق ( إلى حين ) تحت الرعاية التركية - القطرية.
وهكذا تثبت معادلة الأمير محمد بن سلمان العملية ، بعيداً عن العواطف ، اي اعتماد دراسة الجدوى في اي علاقات ، وها هي استعادة لبنان عافيته مصلحة سعودية ، كما لبنانية وعربية ودولية .. لكن هذا ما كان ليتحقق - في رأي العرب والغرب - إلا بعد العدوان الصهيوني على لبنان، والالتزام اللبناني وخصوصا المقاومة ضد الاحتلال ،بتطبيق القرار الدولي رقم 1701.
لاحظوا ان خصوم السعودية في لبنان، ايدوا ميقاتي لقطع الطريق على اصدقائها في الوصول إلى رئاسة الحكومة، ومع هذا فإن عقلانية الأمير محمد بن سلمان، تجسدت في الاستحقاقين المتكاملين : انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا، وتسهيل وصول الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة.. بدعم فرنسي - أميركي … فالسعودية تستعيد لبنان الذي يريدها دائما إلى جانبه ، وهي تراقب ان سورية الآن في الحضن التركي - القطري
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون