بيروت | Clouds 28.7 c

ما أشبه لبنان اليوم بعراق الأمس / الإعلامي احمد حازم

 

ما أشبه لبنان اليوم بعراق الأمس

الإعلامي احمد حازم

الشراع 28 حزيران 2024

 

قبل 21 عاما وبالتحديد في العام 2003 تم توفير كل الترتيبات لضرب العراق، من خلال تلفيقات بوجود سلاح فتاك مخبأ في العراق. وتقاسمت الأجهزة الأمنية الامريكية والبريطانية الترويج لهذه التلفيقة، التي كان بطلها وزير الدفاع الأمريكي في تلك الفترة كولن بأول ورئيس وزراء بريطانيا حينها توني بلير. وتم ضرب العراق وتدمير بنيته التحتية وإزالة نظام صدام حسين وتنصيب حكام للعراق حسب الوصفة الامريكية والبريطانية.

أمريكا وبريطانيا عملتا على إقناع المجتمع الدولي بان لديهما أدلة استخباراتية على امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل. وتم شن الحرب تحت هذه المزاعم لكن الأسلحة لم يتم العثور عليها والأدلة التي قدمتها الحكومة الأمريكية أتضح أنها لم تكن صحيحة، حيث تبين فيما بعد عدم وجود أي سلاح فتاك في العراق والقضية كانت فقط من اجل انهاء نظام صدام، حيث اعترف كلا من بلير وباول بان الامر كان كذبة خدعوا العالم فيها.

اسمعوا ماذا قال بأول وبلير لاحقا:"

وزير الخارجية الأمريكي الأسبق أبان غزو العراق كولن باول والذي كان (عرّاب) الكذبة الأمريكية، أقر بعد سنوات من الحرب بأن دفاعه عن تقرير بلاده حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة أمام الأمم المتحدة كان وصمة عار في مسيرته السياسية واعتبر أن الأمر كان مؤلماً له. جاء ذلك في مقابلة له مع قناة ABC التلفزيونية الأمريكية.

وماذا قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير زميل بأول في الكذبة فيما بعد؟  بلير قدم اعتذاراته لشعبه في السادس من تموز/ يوليو 2016 بعد نشر تقرير ينتقد بشدة قراره إدخال بريطانيا في حرب العراق عام 2003. وقال خلال مؤتمر صحافي في لندن: "كان ذلك القرار هو الأكثر صعوبة الذي اتخذته، وقمت بذلك بحسن نية وأعبر عن ألمي وأسفي وأقدم اعتذاراتي ". ما هذا الكذب؟ يدمر بلدا ثم يعتذر ويتحدث عن حسن نية؟ قمة الوقاحة.  

لبنان اليوم يعاني وضع العراق أمس ولكن ليس بـ"تلفيقة" من رئيس وزراء بريطانيا بل من صحيفة يومية بريطانية يمينية متطرفة شهيرة بتاريخها الإعلامي منذ الحرب العالمية الثانية اسمها "تلغراف"، ومشهورة بالمطلق بتوجهها ضد كل من ينطق بحرف الضاد. هذه الصحيفة نشرت مؤخرا خبرا لتوريط لبنان بتهمة في منتهى الخطورة، تماما كما حصل في العراق سابقا. فهل جاء الدور على لبنان الآن؟

محرر للشؤون الدفاعية في الصحيفة " كون كوغلنتفتقت عبقريته باختراع " تلفيقة" ضد لبنان تماما مثل تلفيقة ابن بلده توني بلير ضد العراق، حيث ادعى كوغلن بوجود صواريخ لحزب الله متعددة الاشكال والانواع والقوة في مطار بيروت الدولي المعروف باسم مطار رفيق الحريري الدولي. 

السؤال المطروح: لماذا الترويج لمثل هذا الادعاء في هذا التوقيت بالذات؟ وكيف يمكن لمحرر في صحيفة ان يدعي بأن المعلومات التي أوردها في صحيفته موثوق بها استنادا الى عمال في المطار تحدثوا عن صناديق مشبوهة فقط، وليس نقلا عن كبار مسؤولين في المطار ثم يطلب من العالم تصديقه؟