ما الصلة بين وقف إطلاق النار في لبنان وإطلاق النار في سورية؟
كتب مصدر عربي مطلع
الشراع 29 تشرين الثاني 2024
بعد نصف ساعة فقط على بدءسريان وقف إطلاق النار على الحدود بين لبنان والعدو الصهيوني ، في الرابعة فجر الثلاثاء في 27/11/2024,بدأ إطلاق نار -من طبيعة مختلفة -على قوات النظام السوري ، نفذته قوات مشتركة ، شمال غربي سورية، مشكلة من جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام، وكتيبة نور الدين الزنكي ( كلهم من اصل تركي ) في عملية أطلق عليها اسم " ردع العدوان ".
احتلت فيها هذه القوى المدعومة من تركيا عسكرياً وتسليحياً وسياسياً .. 32 قرية سورية منها :
مستخدمة طائرات مسيرة من طراز "بيرقدار" وصواريخ "ستينغر "الاميركية ، واسقطت فيها طائرتا هليكوبتر سورية روسية الصنع .
قتل في هذه المعركة صباح الخميس في 28/11/2024.. القيادي الكبير في الحرس الثوري الإيراني العميد كيو مارس بور هاشمي .. ودمرت دبابات من طراز "تي 72 "واستولت على بعض الدبابات . . وقتلت القسم الأعظم من الفوج 46 من القوات الخاصة السورية .
ليس توقيت العملية هو المفاجىء فقط ، بل هو الموقف الروسي اساساً ، وهو الداعم الرئيسي لنظام الأسد، وحاميه من السقوط منذ اعتدى الروس على الشعب السوري اعتباراً من 30/9/2015.
لماذا تخلت موسكو عن الاسد ، وفي هذه المعركة تحديداً؟
عدا ضربة رفع العتب التي وجهتها طائرات روسية، ضد منزل قتلت فيه بصواريخها عدة أطفال سوريين ، فإن روسيا تخلت عن بشار وقواته وتسليحه الروسي ، وسلمته لقمة سائغة لغريمه "الودود "رجب طيب اردوغان، الذي "يتشوق" للقائه لإرغامه رسمياً على تنفيذ اتفاق "أضنه "الذي ابرمه والده حافظ الاسد مع توركوت أوزال عبر اللواء عدنان بدر حسن والعميد يومها غازي كنعان ، ورئيس الأركان التركي كنعان إيفرين .
الشراع كانت نشرت عدة مرات ان اردوغان يريد من بشار تشكيل حكومة سورية تضم كل اطياف القوى السياسية المؤيدة للنظام، والمعارضة له ، لكن بشار الذي يعد بكل شيء لا ينفذ اي شىء ..
كان قد وعد الروس والأتراك بأنه بعد اول انتخابات نيابية سيشكل حكومة وحدة وطنية، لكنه بعد الانتخابات الاخيرة شكل حكومة لا لون لها ولا طعم حتى لا يشرك المعارضة في السلطة .
عودة إلى اتفاق القدس
—————
منذ العام 2018 والشراع تكتب عن اتفاق القدس بين أميركا وروسيا والعدو الصهيوني ، وهدفه هو اخراج ايران من سورية ، وأخذ بشار الاسد الى مؤتمر ( مدريد ) للتسوية بين سورية والعدو الصهيوني ، وقد يعقد هذا المؤتمر في مدريد او سوتشي او عمان او ابو ظبي …
طهران من جهتها عززت نفوذها في سورية ، ودعمت وتدعم اللواء ماهر الأسد، ودعمت وتدعم الفصائل المقاتلة العراقية في سورية ، وكذلك الفاطميون الافغان ، والزينبيون الباكان ، وتجهد لنشر التشييع في سورية، من دون ان ننسى ان مئات الضباط السوريين العلويين تحديداً درسوا في كليات طهران العسكرية، وحفظوا الفقه الشيعي وحصلوا على درجات فيه ، كضمانة ايرانية داخل الجيش السوري .
والى ان يتم سحب بشار لتطويعه عند الصهاينة ( وليس التطبيع كما يكتب خطأً ) فإن مصادر في المعارضة الوطنية السورية قالت للشراع : اننا لم يعودوا يخشون روسيا او اميركا او ايران ولا تركيا .. بل انهم يخشون حماية العدو الصهيوني مباشرة لبشار الاسد ، مستذكرين حديث ابن خاله رامي مخلوف لجريدة نيويورك تايمز الاميركية ،عام 2011 وبعد شهر واحد على اندلاع الثورة الشعبية ضد آل الاسد ، الذي قال فيه : "ان امن إسرائيل من أمن النظام السوري " وهي دعوة رسمية سورية لإسرائيل لحماية نظام الأسد، لأن في هذا حماية لإسرائيل!!
اخيراً
نحن امام مرحلة جديدة تماماً في سورية ، وبالتالي في لبنان ، فلا يمكن فصل ما حصل في لبنان وما سيحصل عن المنتظر في سورية … وهجوم تركيا على ما تبقى من سلطة بشار هو جزء من المسار في المنطقة