بيروت | Clouds 28.7 c

غوغائية "فيسبوكية" وإتهامات وتخوين وخطاب كراهية وإنجازات على الأرض: الإنتخابات الرئاسية في موريتانيا نواكشوط: د. أيمن السيسي

 

غوغائية "فيسبوكية" وإتهامات وتخوين وخطاب كراهية وإنجازات على الأرض: الإنتخابات الرئاسية في موريتانيا

نواكشوط: د. أيمن السيسي

الشراع 28 حزيران 2024

 

  • 7مرشحين أبرزهم الرئيس غزواني بانجازات غير مسبوقة
  • تشتت أصوات الحراطين بين العيد وبيرام وتفتت أصوات "تواصل " بعد الإنشقاقات
  • الفقراء يدعمون الرئيس
  • وصفحات الفيس بوك تشتت الجهود وتشوه الإنتخابات وترهب المسئولين
  • معارك وهمية الكل خسر فيها

 

 

تشهد الساحة السياسية الموريتانية  معركة إنتخابية تزداد إشتعالا يوما بعد يوم باتهامات واتهمات مضادة وخطاب عنصري وآخر انساني منذ أن بدأت الدعاية للمرشحين لمقعد الرئاسة ، الذي سيقترع عليه مليونان ومئتان وسبعة آلاف ناخب في 15 ولاية ( تعداد السكان 4,475 ألف نسمة ) -كما صرح للأهرام الدكتور محمد أمين الداهي نائب رئيس اللجنة العليا المستقلة  للإنتخابات - لإختيار الرئيس لمدة 5 سنوات قادمة من بين 7مرشحين أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني وثانيهم النائب البرلمانيالحالي العيد ولد محمدن امبارك المحامي والسياسي الصاعد الذي عمل محاميا لحركة “نجدة العبيد" وهومن شريحة " الحراطين " (سلالة العبيد السابقين )  ، وأيضا يخوضها للمرة الثانية  مفتش الضرائب محمد الأمين المرتجي الوافي، الذي سبق أن خاض الإنتخابات الماضية وحصل على نسبة 0.4%   ويخوضها لأول مرة حمادي ولد سيدي المختار ، زعيم المعارضة ورئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" إخوان، ، الذي دعم في الإنتخابات السابقة مرشحا من خارجهم  ، وهو مالم يتحقق في الجولة الحالية  لأنهم لم يجدوا مرشحا  من خارجهم يتبنى رؤيتهم   وبرنامجهم  ، خصوصا  بعد إنقسامهم وخروج أغلبية القيادات التاريخية منهم مثل عمر الفتح  وجميل غلام   وغيرهما بمن معهم ، أما المرشح  الخامس  فهو بوكاري مامادو با ، رئيس حزب العدالة والديمقراطية ( حركة التجديد ) وهو برلماني سابق ، أما سادس المرشحين فهو الدكتور أوتوما سوماري، الأستاذ بكلية الطب جامعة نواكشوط ، وسابعهم هو النائب البرلماني الحالي والمنافس السابق للرئيس الغزواني في انتخابات الرئاسة  عام 2019  بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، الذي جاء ترتيبه  فيها الثاني بنسبة 14% من الأصوات مقابل بنسبة 54%   للرئيس الغزواني   هو ما قد لا يحصل عليه في هذه الإنتخابات لتفتت أصوات شريحة الحراطين التي يمثلها ويعتمد على أصواتها  بينه وبين المرشح " الحرطاني "  الآخر العيد محمدن امبارك ، (... الحراطين نسبتهم تتخطى ال50% من تعداد سكان موريتانيا ) وإن كانت التوقعات بأن يحصل بيرام على نسبة كبيرة منهم لإستمرار خطابه الشعبوي الحماسي ، ووضوح النزعة العنصريه التي  غذاها في بعض الشباب الحرطاني المتحمس باعتبارها تعبيرا عن الثأر من الممارسات التاريخيه القديمة ضد أسلافهم ، و خطاب المظلومية والتباكي على أحوال فرضتها وقائع التاريخ قديما  ، بدعوى أن شريحة الحراطين عرفت سابقا  غبنا وتهميشا وعانت فئات عريضة منها من العبودية، وما زالت تعاني من مخلفات ذلك الأرث التاريخي. إلا أن الدولة منذ الإستقلال  عملت على منع الرق ومحاربته  و مؤخرا سنت عام 2007 قانونا يجرم الممارسات الإستــرقاقيـة ، وإن أظهر بيرام في حملته الحالية خفض النبرة العدائية المباشرة ضد البيضان ( العرب وصنهاجه ) بدعوى كما قال هو- أن مشروعه الوطني  لن ينجح بدون البيضان ، ولذلك طلب عقد تحالف مع الرئيس السابق عزيز الذيأخفق في الترشح و حاول اقناع أعضاء حزبه (جبهة التغيير الديموقراطي )بتأييده والإنضمام إليه مقابل التعهد بمساندة ودعم عزيز في محبسه (حوكم بتهم تتعلق بالفساد المالي ) وكاد الحزب أن يعلن دعمه لبيرام ولكن العقلاء داخله رفضوا لانهم -كما قيل لي منهم - أنهم يعرفون عنصرية بيرام جيدا وانه ضد الوجود العربي في موريتانيا ، ورغم ذلك فهناك عدد من البيضان يدعمه على قاعدة الإنصهار المجتمعي ونبذ التفرقة والعنصريه ، إلا أن المرشح العيد محمدن سيقطتع منه نسبة جيدة خصوصا الفئة النخبوية في الحراطين وكذلك في البيضان الداعمين لبيرام لأن  النبرة العنصرية تخيف باقي المجتمع  ، فقد عاد -كما نشرت الصحف والمواقع الصحفية الموريتانية - في السنة الأخيرة سيرته الأولى، مما استدعى إيقافه من طرف الإدارة العامة للأمن ، إثر تصريحات لمح فيها إلى إمكانية حمل السلاح ضد الدولة الموريتانية بعيد الانتخابات التشريعية والبلدية الأخيرة. . وفي هذه الإنتخابات  تكفل الدولة الموريتانية لكل المرشحين نصيبا متساو في الإعلام الرسمي والخاص  كما يقول الدكتور الحسين ولد مدو رئيس السلطة العليا  للصحافة والسمعيات البصرية ، مضيفا : أن الدولة حرصت من خلال السلطة العليا للصحافة  علىأن تتم الإنتخابات شفافة وتوافقية وذات مصداقية، وضمنت السلطة العليا للصحافة  وجود متساو للمرشحين في كل وسائل الإعلام الرسمية والخاصة ، وهو ما نتابعة دقيقة بدقيقة لضمان الشفافية والعدل  ، وتضطلع سلطات الضبط الإعلامي بدور حاسم في هذا السياق  من خلال تحسين أدوات الضبط  والمراقبة الميدانية . أما في الشارع الموريتاني على إمتداده فإن جانبا كبيرا منه يرى أن فرصة الرئيس غزواني في  النجاح كبيرة لأنه استطاع  أن يحقق بعض وعوده الإنتخابية رغم تأثيرات الإغلاق العالمي إثر انتشار جائحة كرونا ، وتأثيرات حرب أوكرانيا ، فضلا عما حققه من التوافق الوطني واتخاذ خطواترسمية  لمواجهة خطاب الكراهية  ، وهومايؤكده الدكتور أحمد سعيد ولد أباه رئيس جامعة شنقيط بقوله : أن التوافق الوطني على الرئيس الغزواني واضح باعتباره رمزا للإستقرار والأمن  وهو ما دفع رموزا سياسية لها تاريخها الطويل في المعارضة تعلن دعمها له مثل زعيم المعارضة التاريخي أحمد ولد داداه وجميل منصور ومحمد غلام الحاج  وآخرين ، كما أنه عمل على تحسين صورة موريتانيا خارجيا تذكرنا بما فعله الرئيس المؤسس المختار ولد داداه  ،ومن أهم نقاط برنامجه للفترة القادمة هو تمكين الشباب وتضمن ارتفاع  نسبة المشاركة وتفتح الأمل  لهم بعد وعده بإنشاء هيئة مستقلة تعبر عنهم لإدماجهم في النظام، ، و يرى الدكتور أحمدو الطالب أعمر مدير المركزية للتموين والمدخلات الحيوانية بوزارة الثروة الحيوانية ، أن من حسنات عهد الغزواني   العمل على التقريب بين الطبقات ومكافحة العنصرية والإهتمام بالحراطين والمهمشين والفقراء  وهو ما انعكس على المستوى  الحكومي  التنفيذي  في عدة مشروعات أهمها " تأزر " الذي أوصل الخدمات والمشروعات التنموية إلى المناطق النائية ،   و وصل بالمساعدات إلى أقاصي الصحراء وهو مشروع لم تعرفه موريتانيا قبله ، وكذلك توجيهاته بزيادة الإهتمام بالثروة الحيوانية ورعاية الرعاة والمنمين (تبلغ الثروة الحيوانية 32 مليون رأس من الغنم والبقر والجمال) ، كما أن الدولة  قطعت في عهد الغزواني شوطا جيدا في البنية الأساسية والخدمات الرئيسة لقطاع كبير من الفقراء كان مهملا قبله . وهو ما شهدته  "الأهرام" في بلدية "المكفه " في أقصى الشرق الموريتاني على بعد كليلو مترات  قليلة من الحدود المالية  والتي بذل فيها عمدتها عبد الله ولد سيدي حننا جهودا  كبيرة لتوفيرالخدمات الأساسية للمواطنين الذين يقرب عددهم من 15 ألف مواطن من مياه وكهرباء  كان من الصعب وصولها إليهم قبل أعوام ومنها بناء محطات للطاقة الشمسية وحفر أبار  وبناء خمس وحدات صحية ، كما قدمت الدولة الموريتانية من خلال العمدة عبد الله  الرعاية والدعم للرعاة الأزواديين  اللاجئين من دولة مالي الذين بلغ عددهم ما يقرب من16 ألف  مواطن في المكفه ، وهونفسه ماشاهدته "الأهرام " في مدينة  " باسكنو" التي تبعد 1450كم عن العاصمة نواكشوط  ، ويتفانى عمدتها محمد ولد سيدي ، و بكاري ولد أعليات عمدة " فصالة " القريبتان من الحدود المالية في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين ، وكانت شبه منعدمة قبل عشر سنين ، فضلا عن رعاية اللاجئين الماليين سواء في مخيم إمبره أو شوارع باسكنو وفصالة  والذين يبلغ تعدادهم  أكثر من40 ألفا فضلا عما في مخيم إمبره ، و يثق  الدكتور  محمد أمين الدبلوماسي والوزير السابق -  في نجاج الغزواني بنسبة تزيد قليلا عن إنتخابات 2019 ، لأنه قام بسياسة تهدئه وخلق جوا  ايجابيا في المجتمع علىمستوى العلاقة بين الأعراق ،  كما أنه ينعم بدعم المؤسسات الصلبة في الدولة والقبائل والمجتمع الريفي بما أظهر من إهتمام بمواطنيه وقدم لهم من خدمات وتنمية  ،

وهو ما صادته " الأهرام" في عدد من الولايات خصوصا ولاية الحوض الشرقي التي تعد الخزان البشري والتكتلات القبلية وكانت الخدمات فيها ضعيفة مختلفة ، لتوفير المياه  وهوما تحدث  " المرشح "غزواني عنه في مؤتمر انتخابي السبت الماضي في مدينة النعمة عاصمة الحوض الشرقي   مشيرا إلى أن عدة مدن وعشرات القرى في الحوض وصلتها مياه الشرب خلال السنوات الخمس الماضية. و إنه أقنع الشركاء الدوليين  بأولوية الحوض الشرقي في أي مساعدات أو استثمارات أو قروض خاصة بموريتانيا. وانه قرر تخصيص عشرة مليارات   أوقية  (30مليون دولار) إضافية للمشاريع التنموية في الولاية

و على المستوى الخارجي تجري الإنتخابات في ظرف تاريخي صعب على المستوىين الإقليمي والدولي تواجه فيه الدولة الموريتانية عددا من التحديات الأمنية المتسارعة  بالإنقلابات العسكرية في دول الجوار (مالي وبوركينا فاسو والنيجر ) فضلا عن  الإنفلات الأمني في دول الساحل الأفريقي  وتزايد العنف وتعدد العمليات الإرهابية لجماعات الإرهاب في الصحراء الكبرى ( القاعدة وداعش والنصرة )  وتعرضها لمضايقات أمنية على حدودها   من الشرق والشمال والشمال الغربي ومحاولات استقطاب إقليمية ودولية  ، ولكن الرئيس غزواني أفلح بشكل كبير في حفظ التوازن الإستراتيجي  والأمني للدولة الموريتانية    لتظل بمنأى عن  التوتر السياسي بين الجزائر والمغرب   و الوقوف بدولته على مسافة واحدة من الدولتين برغم محاولات كلا الدولتين استمالته لجانبها لأهميتها الجيوسياسية والديموغرافية في قضية الصحراء  باعتبار أن قبائل هذه الصحراء  إمتدادا للقبائل الموريتانية . كما أنه  صاحب الرؤية  الأمنية التي أبعدت الإرهاب عن موريتانيا وحفظت وحدتها وأمنها  في ظرف زمني اهتزت  فيه وحدة وتهاوت  دول المنطقة  من مالي شرقا الى البحر الأحمر ساد فيها  والإقتتال الداخلي الإرهاب  وانهار الإقتصاد فيها  وانتشرت المجاعات والجريمة المنظمة ، وهو ما أشار إليه  ولد الغزواني في أحد خطاباته  إنه نجح في المحافظة على الأمن والاستقرار وتوفير جو من التهدئة والانسجام الوطني لا غنى عنه لتحقيق الوحدة الوطنية وترسيخ النظام الديمقراطي، وفق تعبيروأكد إنه "لا أحد يمكنه المساس بأمن مواطنينا، ولا بأمن الأجانب الموجودين على ترابنا". وأكد أن موريتانيا رفضت حصار الأشقاء في مالي للعلاقات الاستراتيجية التاريخية مع مالي، وحرصا على مصالح مواطنينا في الولايات الشرقية،  و أن الجيش الموريتاني منظم، ومنضبط، ويدرك المخاطر في بلدنا وفي المنطقة ولديه استراتيجية مكتوبة منذ سنوات للدفاع عن حوزتنا الترابية. ،  

أما البطل احقيقي في معركة الرئاسة الموريتانية فهو صفحات الفيس بوك الذي يمثل نقطة الهوس الشبابي في موريتانيا والمنفذ والنقذ من البطالة ، حتى أصبح منذ سنوات الصحافة الأكثر إنتشارا وتأثيرا ، وصار   أداة إرهاب للمسئولين أو لمعارضي الشباب " الفيسبوكي " . ينتقدون  ويخونون بصورة إنفعالية وعدم وعي لا بالموضوعات التي ينتقدونها ولا بالتحديات التي تواجه بلادهم  وهم في ذلك يسيرون سير بعض " المناضلين الوهميين " ، والمفارقة العجيبة أن النخبة الفكرية الحقيقية من المفكرين والكتاب الكبار والأكاديمين بعيدين عن هذه الصفحات أما الإعلام فهو غائب تماما  وعاجز عن تبني رؤية الدولة  ولا الترويج للإنجازات التي حدثت  ، ويبدو تأثيره في الإنتخابات هائلا ، وهو ما يفرض إحتياج  الرئيس في هذه المعركة الإنتخابية حسب ما سمعت من الكثيرين في نواكشوط- إلى قوة إعلامية ممنهجة ووطنية تمتلك رؤية واضحة  وتمنح العالم الخارجي ثقة في بلاده وبالتالي تجذب الإستثمار، فمن يتابع مواقع التواصل وصفحات الفيس يرى صورة غير حقيقية عن موريتانيا وعن المرشح الرئاسي ولد الغزواني  ويفتعل " شباب النضال الفيسبوكي : استطلاعات رأي يصوت فيها الغوغاء والشباب غير المتعلم إنجرارا وراء كلمات حماسية وضجيج ثوري تجاوزته أغلب الشعوب ، فترى نتائجها (المزيفة ) وقد رفعت شأن مرشحين ينتهجون الغوغائية الشعبوية  ولا يقدمون في برامجهم سوى الشعارات الثورية والحماسية التي تدغدغ أحاسيس العامة والبسطاء  ، فإذا سألت الناس على الأرض تجد أرائهم متسقة مع ماقدمه الرئيس المرشح ، صحيح هناك بعض الإخفاقات ولكنها من أدوات الحكم الموروثة عن أنظمة رسخت الفساد والجريمة المنظمة وأسهمت في خلق طبقة تنتمي لمكاسبها فقط  ، إلا أن الشباب –يقول سيدي محمد ولد السالك  - متسرع ويطلق أحكاما عشوائية وأراء  عجيبة  ويتشاركون السباب والإنتقادات عن جهل على صفحات " الفيس بوك " التي لا تعبر عن الحقيقة  . هذه  الغوغائية الفيسبوكية تبدو  واضحة في المعركة الإنتخابية من خلال الصفحات وما تحمل من سباب وانتقادات وصلت  إلى إتهام مؤيدي  للرئيس غزواني بالخونة والمنافقين والعجزة ، وحسب منظمات المجتمع المدني  فإن 50% من مستخدمي الفيس  البالغ عددهم   في موريتانيا 1,123 ألف مستخدم  أغلبهم من الشباب تحت 30 سنة ، 63,8%من الذكور و36,2% من الإناث وهم  يشكلون العدد الأكبر من أصحاب الصفحات   وأغلبهم كما تابعت عدد منهم يصنفون في خانة الأمية المعرفية  أو بالأحرى لم يحصلوا على التعليم إلا بالقدر الذي يتيح لهم القراءة أو الكتابة غير المكتملة  ، حيث أن نسبة الأمية –حسب بيانات الحكومة الموريتانية 49 %  من عدد السكان  ، وبالتالي فإن  النضج المعرفي لديهم غير مكتمل وهؤلاء تدفعهم الحماسة والقناعات الواهمة  لترويج الكتابات المسممة وهي غالبا مدفوعة الأجر ، كما يقول الداه ولد شيخنا :  هناك خلايا ألكترونية تعمل لحساب  المرشح المرفوض (  الرئيس السابق عزيز) ولحساب مرشحين منافسين  يحترفون النقد والإتهام والتوجيه ، هذا من ناحية ، ومن جانب آخر كل مدون من الشباب  ممن لهم صفحات يتابعها الاف  يعد نفسه من الصحفيين ويمارس الإبتزاز بمقابل حتى صار ذلك قاعدة عامة تحظى بالصمت يتم إستئجارهم لمن يدفع للكتابة ضد مرشح أو شخصية سياسية أو تنفيذية للإبتزاز ، وهو أمر بات معلوم للجميع ، و نمت طبقة من المدونين على صفحات الفيس تستخدم كتاباتها للإرتزاق بإرهاب البعض إما الدفع وإما التشهير والسب  ولم تتعرض هذه الفئة لأي نوع من الردع مما جعلها الأكثر تأثيرا  في " السوشيال ميديا " صحيح هناك استثناءات من الكتاب الحقيقيين والمعارضين المتزنيين ، إلا أن غلبة هذه الفئة  أسهمت في التشويش على إنجازات الرئيسفي ظل غياب للإعلام الرسمي بكافة أنواعه  وتهاون منه في دعم  ومناصرة الدولة  لتجاوز التحديات الهائلة التي تواجهها والدفاع عن إنجازات النظام التي أراها كمراقب من الخارج يرى الصورة كاملة ويرى  التطور الكبير في البلاد عما رأه  في آخر زياراته عام 2018 ، منها تحسن واضح في البنية الأساسية وأخصها الطرق ودعم الطبقات الهشه والوصول إلى أقاصي البلاد لتقديم الخدمات للمواطنين

و الملاحظ علو نبرة انتقاد الشباب على صفحات الفيس  لكل شيئ والعجيب أن من ينتقد يفتقد التخصص ولا حتى المعرفة اليقينية في المجال الذي ينتقده ، إنما يتحدث على طريقة (قالولي )، والغريب أن   أغلبهم المدونيين  متوسطي التعليم حتى الذين هيأ لهم  إقبال الشباب على استخدام وسائل التواصل   وتجاوبهم وحرية الإنتقادات شهرتهم من  وراء جدر ووراء البحار في أمريكا والمكسيك وكندا ويعملون سائقي شاحنات أو عاملين في محطات الوقود  وهو مايتفق فيه مولاي أحمد مولاي المهدي، -رجل أعمال - حيث يرى أن هؤلاء الذين يدعون أنهم يدافعون عن الفقراء بانتقاداتهم الحادة للحكومة إنما يضرون الفقراء  بتشكيك المستثمرون والمجتمع الدولي والجهات المقرضة والمانحة في بلادهم و أوضاعها الداخلية، وهو مايعطل كثيرا من المشاريع التنموية المعتمدة على المساعدات من الخارج ، وحتى المستثمرين أفراد ا وشركات ، - يضيف مولاي أحمد - انا كرجل أعمال صادفت ذلك مع أصدقاء من بلدان مختلفة دعوتهم للحضور والمشاركة في الإستثمار ، وعند حضورهم  وسماع الأحاديث وقراءة المواقع  الصحفية وصفحات الفيس بوك أحجموا وعادوا  إلى بلدانهم دون الإقدام على ما جاءوا إليه  لخوفهم من " الفساد" الذي يتحدث عنه الشباب  وكتاباتهم  وتطاولهم على المسئولين ونعتهم بالفساد دون أن يقدموا دليلا موثقا ، و بذلك يعطلون الإستثمار في  الدولة     وهؤلاء ينسون أن كتاباتهم  تضعف الدولة و  تسئ لها وتشوه  الأمان والإستقرار وتخيف المستثمرين  من عدم الإستقرار والفساد الذي يجدونه معمما على صفحاتالفيس بوك الذي يمارس التشتيت الممنهج في إنتخابات الرئاسة

وتعيش نواكشوط هذه الساعات الأخيرة التي سيبدأ الإقتراع صباح الغد السبت في توتر بسبب دعوات العنف التي أطلقها المرشح بيرام  حسب قوله إذا تم تزوير الانتخابات وتنذر بأعمال شغب  إلا أن المرشح غزواني بصفته الرئيس الحالي  أعلن  جاهزية الامن واستعداد الجيش لمواجهة الشغب