بيروت | Clouds 28.7 c

الشراع تتابع "انجازات "نظام الهمج لآل الاسد / الشراع 4 شباط 2025

 

 

الشراع تتابع "انجازات "نظام الهمج لآل الاسد 
الشراع 4 شباط 2025


المكان : محافظة حماه السورية 
الزمان : 1980 م
تقام إحدى الاجتماعات بين طرفين..

الطرف الأول .. 
مبعوثون من قبل حافظ الأسد آن ذاك..

الطرف الثاني .. 
وجهاء من مدينة حماة..
ليقف من بينهم طبيب العيون..
د.عمر الشيشكلي..
و معه زميله طبيب الجراحة..
وصاحب مشفى الحكمة..
د. عبد القادر القندقجي..
 و معه أيضا..
نقيب اللحامين.. 
" السيد أحمد القصاباشي ..
 ليطالبوا جميعا بكف يد البطش والتضييق..
عن مدينة حماة..
 و مطالب أخرى..
 بالحرية وحكم الدستور والمؤسسات..

وللتعريف السريع بالدكتور عمر الشيشكلي:
 فهو من ذوي الرأي و الوجاهة..
وهو سليل أسرة متأصلة في الصدارة و الرئاسة..
سيما أنه في زعامة حزب الاتحاد الاشتراكي..( الذي اسسه الراحل الكبير د جمال الأتاسي الذي كان بعثياً واستقال احتجاجاً على سياسة البعث بعد استيلائه على السلطة في 8/3/1963)
وقد ترك د. عمر الشيشكلي حزب الاتحاد الاشتراكي..
كون الحزب قد دخل لفترة مع الجبهة الوطنية التي ستنضوي تحت سيطرة البعث..( باسم الجبهة الوطنية التقدمية بزعامة البعث نفسه )
وتوجه للعمل النقابي ،فقد فازت قائمته المقترحة
 من قبله.. ليس على نطاق المدينة فحسب..
 بل على نطاق القطر كله..
فازت قائمته على القائمة المقدمة من الرئاسة البعثية، 
مما أدى إلى خوف البعث متمثلا بحافظ الأسد من هذه القامات امثال الدكتور عمر الشيشكلي..
وبالإضافة إلى ذلك..فهو نقيب الأطباء السوريين..

أما رئيس الوفد القادم من دمشق..
فهو المدعو وليد حمدون.. 
والمحسوب على مدينة حماة.

نعود إلى الوفد وما جرى آنذاك:
يرجع الوفد إلى دمشق حاملا تلك الرسائل من حماه ،
ثم يرجع إلى حماه عائدا بالرد..

كان الرد على الشكل الآتي:
الدكتور عمر الشيشكلي كان مناوبا في المشفى.. 
ويأتيه خبر مقتل زميله القندقجي والقصاباشي.. 
وتُروى له كيفية مقتلهما..
سَألَتْ أجهزة المخابرات الدكتور القندقجي عن اختصاصه فقال لهم اختصاصي جراحة..
 فتم بقر بطنه..
و قطع يديه..
ثم وضعهما في بطنه..
ثم تعالت أصوات العناصر والضباط..
بأن هيا يا دكتور عالج نفسك..
أما القصاباشي..
 ف  سُئل أيضا عن مهنته..
 فقال لهم بأنه نقيب الجزارين.. 
فتم تقطيعه ووضعه في كيس..

أكمل الدكتور عمر الشيشكلي مناوبته كطبيب في المشفى..
 ثم عاد إلى بيته إثر انتهائها..
في اليوم التالي:
 تقتحم الوحدات الخاصة بيت آل الشيشكلي في حي المرابط ليتم اعتقال المهندس خضر الشيشكلي ذو ال  ٨٥ عاما آن ذاك..
اتصل السيد احمد فيصل الشيشكلي بأخيه الدكتور عمر الشيشكلي، كي يتوارى عن الأنظار..
  
طُلب من أحمد فيصل الشيشكلي أن يقودهم إلى بيت أخيه  د. عمر..
فقام بأخذهم من طرق ثانوية حتى يكسب الوقت ،كي يتمكن الدكتور عمر من الخروج من المنزل.. 
وصلت السيارات والجنود إلى بيت الدكتور..
 و بعد جدال مع زوجه السيدة غادة الحافظ (رحمها الله )نادت عليه .. 
ف اذا به يفتح الباب الداخلي للمنزل بهندامه الجديد
 و الأنيق وطلته البهية المعهودة.. 
ذُهل الجميع..
 و خصوصاً  أخوه..
 بأنه لم يهرب.. 
صعد الدكتور عمر الشيشكلي الشاحنة " الزيل "
 وصاح بالجنود كي يكفوا عن إطلاق النار كي لا يرعبوا الناس..
" ها أناذا بين يديكم .. 
كفوا عن إرعاب الناس " 

ذهب معهم الدكتور عمر..
وعاد أخوه أحمد فيصل إلى بيته..
 ليكلمه صديق له..
بأنه من الأفضل أن يترك المدينة..
و أن لا جدوى من الواسطات ل اخراج اخويه.. 
و فعلا خرج فيصل من المدينة..

أما الدكتور عمر الشيشكلي..
فتم سؤاله أيضا عن اختصاصه ليجيب..
بأنه طبيب عيون..
وهو يعلم بأنه في نظام كهذا..
 تقلع أعين أطباء العيون..
وبالفعل تعاون  الضباط والجنود..على سمل عينيه 
 ووجدت جثته مليئة بالطلقات..
 و واضح أثر السحل عليها..
و بجمجمة مكسورة .. 

ألقيت الجثة أمام قرية طيبة الامام..
والتي كان الدكتور محبا لها..
و ذلك لزرع الفتنة..

أما المهندس الضحية  خضر الشيشكلي..
فقد أُحرِق..
 و رمي أمام محردة 
 اللسبب ذاته وهو  "زرع الفتنة" 

هذه هي الرسائل التي أرسلها لنا النظام..
منذ توليه الحكم في ١٩٧٠ ...
كل يد فاعلة في هذا البلد تُقطع..
و كل صاحب رؤية وبُعد في النظر تُسمل عيناه..
وهكذا تحولت سورية من حديقة غَنَّاء إلى غرفة عمليات وجزارة وتقطيع أوصال وسمل عيون..

سلاما إلى أنفسهم  الطاهرة 
المرحوم أحمد فيصل الشيشكلي
 المهندس خضر الشيشكلي
الدكتور عبد القادر قندقجي
صاحب مشفى الحكمة السيد أحمد قصاباشي نقيب اللحامين السوريين..
والبطل  الجميل الدكتور عمر الشيشكلي نقيب الأطباء في سورية

وهناك الكثير من القامات المفكرة والعلمية على مستوى سورية والعالم تم تصفيتها وقتلها عمدا على يد السفاح المجرم حافظ الأسد..
فقط لأنها تمتلك عقولاً نيرة..
 علمية..
لا تناسب عقول النظام البعثي الجاهل الذي أسس دولته
 على الجهل والتشبيح و قمع العقول في النظر إلى المستقبل .

عاشت سورية الحرة الأبية..
والرحمة والخلود لأرواح الأبطال  الأبرار.