بيروت | Clouds 28.7 c

الشرع الذكي وبوتين الغبي/ الإعلامي احمد حازم

 

 

الشرع الذكي وبوتين الغبي

الإعلامي احمد حازم

الشراع 4 شباط 2025

 

النظام في سوريا لم يعد نظام "الأسد الى الأبد" لأن هذا النظام ومنذ التاسع من الشهر الماضي طار إلى الأبد، وحل مكانه شرع جديد من أحمد الشرع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية في سوريا. القاسم المشترك بين سوريا وبين روسيا ان الدولتين تحملان نفس الأحرف عربيا، لكنهما لا تسيران في نفس النهج سياسياً، وهذا ما دفع بالرئيس الروسي بوتين الى المسارعة في ارسال وفد رفيع المستوى إلى سوريا، يضم نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف. وذلك لأول مرة منذ الإطاحة بنظام الأسد.

فماذا تريد روسيا بوتين من سوريا الشرع؟ الرئيس المؤقت لسوريا أحمد الشرع يُعرف عنه ذكاؤه الحاد، ولو لم يكن بهذه الصفة لما أطاح بنظام حكم سوريا بالحديد والنار أكثر من نصف قرن. ويقال عنه انه رجل دولة من الطراز الأول موهوب ويقظ يعرف ويعي ماذا يقول وماذا يفعل وملم بأوضاع سوريا والظروف الإقليمية والمتغيرات العالمية ويعتبر رجل المرحلة المتمرس والمؤهل لبناء وطنه، ولو لم يكن بهذه الصفات لما أصبح رئيسً لسوريا.

خلال مكالمة هاتفية أخبرني صحفي عربي مقيم في موسكو مقرب من دوائر بوتين، أن الرئيس الروسي أوصى موفديه بوغدانوف ولافرينتييف بالحذر من ذكاء أحمد الشرع والانتباه لكل كلمة يقولها، لأن الشرع ليس بشار الأسد. بوتين حمّل مبعوثيه الى سوريا مهمتين أساسيتين لتنفيذهما أو على الأقل لإيجاد مخرج لهما: أولهما دفع تعويض لروسيا وثانيهما الاحتفاظ بقاعدة بحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية.

وتقول المعلومات التي نشرتها "الشراع" في مطلع هذا الشهر، انه عندما تحدث احمد الشرع مع ميخائيل بوغدانوف، عن استرداد اموال الفوسفات السوري الذي تستغله روسيا منذ سنوات وإيجار القواعد الروسية البحرية والجوية والبرية في سوريا، رد بوغدانوف، أن على دمشق ان ترد لموسكو مبلغ 40 مليار دولار ثمن اسلحة عسكرية روسية مختلفة تسلمتها سورية منذ سنوات. الشرع أفهم ضيفيه الروسيين أن هذه الأسلحة تسلمها بشار الاسد ليقتل بها الشعب السوري وبشار هو في روسيا، فخذوا منه ثمن السلاح الذي قتل به السوريين، وسددوا للشعب السوري 400 مليار دولار تعويضاً عن الدمار الذي سببته صواريخكم وطائراتكم وقذائف المدفعية التي سلمتموها لبشار ليقتل بها مواطني سوريا. هذا هو أحمد الشرع.

البيان السوري بشأن المحادثات التي جرت في دمشق مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، يقول ان "النقاش ركز على دور روسيا في استعادة ثقة الشعب السوري من خلال إجراءات ملموسة". لكن كيف يمكن للشعب السوري أن يثق بدولة عملت على قتله من خلال دعمها للمجرم بشار الأسد؟ وهل يعتقد بوتين صديق ترامب أن الشعب السوري ينسى بكل بساطة " ويا دار ما دخلك شر؟" فلو فكّر بوتين بهذا الشكل فهو في منتهى الغباء، لكن الشرع وحسب كل المؤشرات له بالمرصاد.

يوجد نقطة مهمة أخرى يجب على الشرع التفكير بها جيداً. في عام 2017، حصلت موسكو على عقود استئجار لمدة 49 عاماً لكل من قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية. لكن تركيا التي ساندت الشرع في الإطاحة بالأسد وتُعد منافساً لروسيا في سورياوالحليف والداعم الأساس للشرع تعارض استمرار التواجد العسكري الروسي في سوريا. لكن حل هذا الأمر يعود للشرع لأنه صاحب القرار الفصل في هذا الموضوع.